حتي البسمة الوحيدة التي تقدمها الرياضة للناس خاصة مع اقتراب وصول مصر إلي نهائيات كأس العالم 2014 شماريخنا تحاول ان تطفئها وكأنها زجاجات مولوتوف وأعيرة نارية تأخذ منا كل عزيز وغال من ابناء الوطن. بعض اعضاء الالتراس يشيعون جوا من الفزع بالتناحر فيما بينهم واطلاق الشماريخ في الملاعب واشعال النيران حتي تختفي صورة اللاعبين في الملعب وراء سحب الدخان الكثيف الامر الذي جعل كل الملاعب سواء الخاصة بالجيش أو الاندية ترفض استقبال أي مباراة سواء للمنتخب أو الاندية المشاركة في بطولات افريقيا بانواعها. الفيفا قبل لقاء مصر وغينيا الاخير هدد بأنه في حالة عدم توافر ملعب لاقامة المباراة لن تستكمل مصر ما تبقي لها من مباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حتي استقر الامر علي ملعب الجونة وسط استياء الجهاز واللاعبين! والاهلي والزمالك كلاهما- اشبه بأب تاه ابنه يبحث عنه في كل مكان ولا يجد اجابة من أحد- يدقان كل الابواب من اجل الحصول علي ملعب لاقامة مبارياتهما فلا يجدان حتي اللحظة الاخيرة. ناهيك عن العقوبات التي يتعرضان لها وأهمها عدم حضور الجماهير مما يفقد المباراة نبضها الحقيقي. ما هذا العنف الذي أودي بالابتسامة الوحيدة إلي غيابات الجب وجعلها تئن تحت التهديد والحصار. أين الصورة الجمالية التي سجلت لوحة انتصارات فريقنا القومي بفوزه ببطولة الأمم الافريقية ثلاث مرات علي التوالي. أين الفرحة العارمة التي صاحبت الأهلي وهو يحقق انتصاره ببطولة رابطة الاندية الافريقية خارج ارضه. أين الهتافات الجميلة والاغاني الوطنية التي انتشرت بين الجماهير تدفع اللاعبين لتحقيق الفوز والحصول علي الالقاب. هل ضاعت البسمة الوحيدة وتوارت تحت التهديد؟! وأنا أضع يدي علي قلبي من امكانية ضياع فرص وصول فريقنا الوطني إلي نهائيات كأس العالم وقع بصري علي مؤلف ضخم بعنوان مشاركات المنتخب المصري لكرة القدم في كأس العالم والدورات الأوليمبية والأندية التي أخرجت نجوم هذه البطولات للدكتور أحمد شرين ابن الكابتن عبدالرحمن فوزي نجم مصر وصاحب أشهر هدفين في المجر في كأس العالم بإيطاليا عام 4391. د. شرين اشتهر بتأليف الموسوعات الرياضية وتم اختياره من أبرز علماء العالم في موسوعة »من هو« لعام 7891 التي تصدرها مؤسسة ماركيز بأمريكا وتضمنت بعض الأدباء والسياسيين المصريين البارزين مثل نجيب محفوظ ود. عصمت عبدالمجيد. في هذه الموسوعة الخاصة بمشاركات المنتخب المصري في كأس العالم والدورات الأوليمية قدم د. شيرين وثيقة تاريخية مرجعية مصورة عن تاريخ كرة القدم المصرية والاتحاد الدولي والمصري لكرة القدم وتاريخ بطولة كأس العالم وكأس العالم بإيطاليا عام 43، 0991 واللجنة الأوليمبية والدورات الأوليمبية التي اشترك بها المنتخب المصري والأندية التي أخرجت نجوم كأس العالم. ونأخذ من هذا الفيض الذي يعد مرجعا مهما وثقافة رياضية نفتقدها جميعا سواء جماهير أو أندية أو منتخبات قصة كرة القدم في مصر التي بدأت مع الاحتلال البريطاني عندما شاهد شباب مصر الجنود الإنجليز يمارسون لعبة كرة القدم داخل ثكناتهم انطلقوا من المشاهدة إلي تقليدهم في شوارع القاهرة والاسكندرية ومدن القناة ولم تمض ثلاث سنوات حتي انتشرت اللعبة بين المصريين ومن عجائب القدر- وهي ليست غريبة عن المصريين- ان اللقاء الذي جمع فريق الأورنوس الانجليزي وهو من أقوي الفرق الإنجليزية في العاصمة والتيم المصري انتهي بفوز مصر 2/صفر وكان من بين لاعبيه أحمد رفعت ومحمد افندي ناشد الذي سجل الهدفين. الموسوعة بحر من المعرفة والصور الموثقة لكل حدث لدرجة انني اعتبر د. شيرين الذي بحث في كل مكان عن هذه المعلومات والوثائق والصور نفسه موسوعة علمية فهو يحمل كثيراً من الدرجات العلمية وهذا ليس بغريب علي ابن من أبناء القوات المسلحة التي خدم فيها 22 عاما وأبلي بلاء حسنا في حرب أكتوبر.