متي ينتهي الشغب والتعصب الأعمي في ملاعبنا؟ متي تعود الروح الرياضية كما كانت من قبل حيث يجلس مشجعو الفريقين في نفس المدرجات؟ متي تعود البسمة والنكتة والافيهات المرحة بين أنصار كل فريق لا يفصلهما جدار أو حارس؟ الكل ينتظر ان تعود لمسابقتي الدوري والكأس روحهما التي فقدتهما خاصة بعد أن سمح للجمهور بحضور مباراة الأهلي والترجي في نهائي رابطة الأبطال الافريقية التي قدمت صورة مثالية للتشجيع تستحق أن يطلق عليها حقا مباراة الربيع العربي رغم التعادل وبدايات الشتاء، فقد كانت بروفة جنرال رائعة لعودة الجمهور من جديد للملاعب وبث روح الحماس في الأندية التي ينتمون إليها دون تعصب أو حتي جرح لمشاعر الجمهور المنافس بالألفاظ النابية أو حتي الساخرة. د. أحمد شيرين الزملكاوي حتي النخاع لم تدفعه نفسه ولو للحظة ان يتعصب للزمالك ويرفض ما دون ذلك أو ان يشعل نار الغضب بين جمهور الناديين الكبيرين من خلال مؤلفاته بل علي العكس كما قدم للزمالك موسوعة رياضية في الاحتفال بمئويته قدم ابداعا آخر للأهلي بمناسبة مرور مائة عام علي إنشائه. موسوعة تبحر بك لتتعرف علي تاريخ القلعة الحمراء بدءا من مؤسس النادي عمر لطفي بك وحتي حسن حمدي رئيس النادي مارا بالعمالقة الذين أداروا دفة النادي العريق طوال المائة عام وعلي رأسهم المايسترو صالح سليم. موسوعة بها من الصور والوثائق التاريخية ما يغيب عن جماهير النادي في وقت نحن في أشد الحاجة إلي معرفة تاريخ كل الأندية حتي يذوب التعصب بين الأندية وتتعلم الجماهير كيف كانت كرة القدم زمان والآن. ربما سمع جماهير الأهلي عن العملاق حسين حجازي كابتن مصر وأبوالكرة المصرية، هذا الاسطورة بدأ اللعب في الأهلي ثم انتقل إلي السكة الحديد ثم الزمالك ثم الأهلي ثم للزمالك دون أن تحدث حركة تنقلاته أزمات أو هجوما عليه لتركه الأهلي كما يحدث الآن. هذا المثل من عدم التعصب ذكره د. شرين ليؤكد لنا كيف كان اللاعب يكرم لفنه ولعبه وليس لوجوده في ناد دون الآخر وهكذا فعل د. شيرين نفس الأمر مع نفسه فلم تمنعه زملكاويته ان يخرج إلي النور موسوعته الرياضية عن الأهلي مدللا بذلك بكلمته المأثورة: إلي بعض المتعصبين الذين يتوهمون ان الإبداع ينبغي أن يكون ملكا خالصا للكيان الذي ينتمي إليه المبدع وأن ماعدا ذلك يكون خيانة؟! فهل لنا أن نخرج من الوهم والتعصب الي الروح الرياضية النبيلة.