اهتزت مشاعري لأحداث الإعتداء الدنيء علي ركب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.. هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الوزير ليس من الإسلام في شيء، وهوحدث جلل.. ومحاولة لاحداث إرتباك في الشارع المصري، وترويع للمواطنين الآمنين. وكنا نتوقع أن تبدأ مرحلة الاغتيالات السياسية لشخصيات عامة، سواء في داخل سيناء أوداخل المدن المصرية.. يقوم بها مجموعة من الخونة الذين دربهم قادة هذه العصابة بكل ضراوة.. ولكن ما ذنب الأبرياء الذين سالت دماؤهم.. وما ذنب الطفل الذي بترت أطرافه.. وما ذنب من يعانون حالات نفسية من سكان مدينة نصر بسبب زلزال الانفجار الذي اهتز له شارع مصطفي النحاس في مدينة نصر.. لقد أطل علينا الإرهاب الأسود مرة أخري، ومن عاش فترة نهاية الثمانينيات وحتي منتصف التسعينيات يتذكر أحداث الإرهاب التي تكررت في تلك الآونة.. إنفجارات في أماكن متعددة.. واغتيالات لشخصيات عامة.. فهذه العصابة لم تتغير ولن تتغير مهما أظهروا من سلمية غير حقيقية.. لهذا فإننا نؤكد لكل من يتعاطف مع هذه العصابة ومن ينادون بالمصالحة الآن ومن يتغنون بها أن الإرهاب حرفتهم.. لقد تهاونا معهم إلي أبعد الحدود، فلا مجال للمصالحة لأنهم يتاجرون بالدم كما يتاجرون بالدين.. والسمة الأساسية لهم هي الخسة والندالة، ولا يعرفون أي شيء عن الوطنية لأنهم يفتقدون الإحساس بالوطن.. والتاريخ يعيد نفسه منذ عام 1928.. فالإرهاب متأصل في هذه العصابة.. ويتبعون ذات الأساليب التي كانوا ينفذونها دائما.. كونوا فرق الاغتيال السياسي لكل من يعارضهم وأبرزهم وزير الداخلية محمود فهمي النقراشي وقبله أحمد الخازندار.. وبعد عام 1952.. محاولات فاشلة لإغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954 وإغتيال وزراء الداخلية بين عام 1987 وحتي عام 1993 "النبوي إسماعيل وحسن أبوباشا وزكي بدر ومحمد عبد الحليم موسي وحسن الألفي وأخيرا اللواء محمد إبراهيم عام 2013 ".. ورغم مرور عشرين سنة إلا أن وسيلتهم لتغطية فشلهم لم تتغير، كل هذا يدل علي أنهم لا يتغيرون، أعمال إجرامية تستهدف زعزعة الاستقرار الوطني وترويع المجتمع في أماكن التجمعات.. عدوان بلا دين ولا ذمة، وهم لا يعرفون أن حمل السلاح وإراقة الدماء حرام شرعا.. إن المنبت التاريخي لهذه العصابة الإرهابية متدثر بالوهم الديني بدلا من صحيح الدين.. وبعد أن انهارت تجربتهم بنهم السلطة، وفشلهم في حشد المضللين.. فقد لجأوا إلي الانتحار السياسي.. مع إصرار شديد علي إيقاف أي تقدم للاقتصاد المصري.. ونؤكد من هنا أنه لا عودة إلي الوراء.. ولا مصالحة معهم.. فقد اتضحت الحقيقة للشعب المصري العظيم وقرر الاستمرار في تنفيذ خريطة الطريق التي رسمتها القوي الوطنية وأعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي.. ولن يتوقف البناء في مصرنا الغالية من أجل غد أفضل، معا علي الطريق للقضاء نهائيا علي الإرهاب في كل صوره وأشكاله.. والله المستعان.