من يتصور أنه الوحيد في هذا الكون؟ من يتخيل أنه لا يمكن أن ينوب عنه أحد؟ من يصفق وحده لنفسه؟ من يري أنه العبقري الوحيد والباقي أغبياء؟ من هو كذلك.. ليس من البشر إنما من الشياطين. لم تغلق الدنيا أبوابها أمام شخص واحد.. الكفاءة والجدارة متاحة للجميع.. والعجز أيضاً قد يصيب أي بني آدم.. لهذا فمن غير المستحب أن يتعامل شخص ما مع الآخرين علي أنه الأوحد القادر علي فعل ما لا يمكن أو يستحيل علي الآخرين فعله.. إنها أرزاق.. والله مقسمها بالعدل والقسطاس.. أنت فيك ميزة ليست فيّ.. وأنا لديّ ميزة قد تفوق ما عندك.. أنت لديك كاريزما لقيادة الدولة.. وأنا ليس لديّ.. أنت قد تواتيك الفرصة فلا تستطيع استغلالها أو استثمارها بينما أنا أستغلها.. وأحظي بثمارها.. وتجلس أنت تندب حظك! هكذا الدنيا أرزاق.. وإذا رضي كل منا بما رزقه الله عاش سعيداً هانئاً.. أما إذا ظل يندب حظه كعبده السماوي ويحقد علي الآخرين لأنهم وصلوا إلي مكانة أعلي أو وضع مميز.. فليعم أن هذه الميزة ليست عسلاً صافياً خالصاً.. بل تتحقق بالكثير من لدغات النحل والدبابير.. لأن الله سبحانه وتعالي لا يظلم أحداً.. وكل منا عنده من الرزق 42 قيراطاً.. أي قد ينقص في شيء لحكمة يعلمها الله أو اختبار رباني.. وقد يزيد في ناحية أخري لنفس السبب. وقد تحدثت الجمعة عن ضرورة إعطاء الفرص للشباب لقيادة الدولة.. جميع هيئاتها ومؤسساتها.. وهذا ما أقصده أيضاً اليوم.. لنثق أن شباب مصر قادر علي قيادة الدولة.. ويجب أن نقضي علي ظاهرة »الدور المسحور« الذي فيه يموت أجيال دون أن تأخذ فرصتها لإثبات حبها لبلدها وانتمائها لمصر.. وأيضاً الأجيال التي تموت قدراتها في حضنها دون أن تتاح لها الفرصة لخدمة الدولة. إنني أؤكد لكل مواطن ومواطنة. أنتم قادرون علي خدمة الوطن في أي موقع حيث أنتم.. لا يهم المنصب.. ولا يهم السلطة، المهم أداء العمل بإخلاص.. فلا تنتظر أن تتولي منصباً لخدمة بلدك.. بل أنت من حقك أن تقدم قدراتك وخبراتك.. بلدك في انتظارك فلا وقت للتقاعس! دعاء: اللهم جنبنا الفتنة والابتلاء.. واحفظ مصر وأهلها المخلصين من شر الجهل والغباء ورد كيد المفسدين إلي نحورهم.. وفرحنا بالنصر الكامل علي الطغاة والعملاء.. آمين.