من باب العتب

عنف الإعلام

رأي واحد ورؤية واحدة تفرض علي الجميع وكأنها الحل الوحيد.. هذا ما يروج ويدعو له سدنة الإعلام بكل ما أوتوا من وسائل إعلامية متعددة .. وكأنهم تناسوا أن الرأي والرؤية الواحدة للحزب الوطني المنحل كان أحد أهم أسباب اندلاع ثورة يناير والإطاحة به.. ولنفس الاسباب حدث الخروج علي حكومة حزب الحرية والعدالة..!
ولا أفهم كيف لا يدرك سدنة الاعلام اننا بالضرورة نبحث عن اراء متعددة ورؤي متباينة حتي نخرج من أزمتنا السياسية الراهنة بأقل الخسائر الممكنة..لكنهم لا يرحبون بغير رأي واحد ورؤية واحدة تحبذ العنف .. ولا أراهم يحللون ويجادلون ويكتبون سوي لإثبات صحة ووجاهة ما يرونه وما يحسبونه الحل الأمثل لما نحن فيه ولو جاء علي جثث واشلاء القتلي.. وكل من يعادي آراءهم فهو عميل ويريد ادخال البلاد في دوامة حرب!
خد عندك تصريحات البرادعي لصحيفة واشنطن بوست الأميركية التي ابدي فيها رأيا يتلخص في حل بالإفراج عن الرئيس المعزول في القضايا المتهم فيها ودعوة الإخوان للمشاركة في العملية السياسية مقابل فض اعتصامي رابعة والنهضة.. بسرعة البرق قام سدنة الاعلام بطرح نظرية "اقتلوا البرادعي او اطرحوه ارضا" حتي لانسمع غير ما ندعو إليه وما نراه صحيحا ومناسبا لنا.. وبدأت التلميحات بأن تصريحات البرادعي تثير أزمة في قصر الرئاسة لانها تمثل تصادما بين موقف البرادعي نائب الرئيس الرافض العنف واتجاه مؤسسة الرئاسة والرأي العام الذي خرج بالملايين لرفض عودة الإخوان وتفويض الجهات الأمنية لمواجهة الإرهاب والعنف.. لا ادري ما مهمة الاعلام هل تزكية العنف ام المحافظة علي الوئام الاجتماعي قدر ما يمكننا وخنق كل الاراء بالعنف..!