عبدالقادر شهيب رغم ان كل ما جاء في حديث.. البرادعي في جريدة الواشنطن بوست يحض علي نقده الا ان الأولي بالنقد ما جاء في حديثه عن المشاعر المعادية لأمريكا في مصر. لذلك سوف أتغافل بارادتي عن ألغاز تضمنها حديثه.. مثل أن الحوار هو الخروج الوحيد لفض اعتصامات الاخوان في رابعة والنهضة وقدرة الجيش علي ذلك بدون تدخل أمني، أو مثل رغبة د.البرادعي التي أفصح عنها في أن يكون هناك عفو محتمل ضد التهم الموجهة للرئيس السابق والخروج الآمن لقادة الاخوان، رغم تورطهم في كل العنف الذي نشهده حالياً.. وسوف أتناول هنا فقط ما قاله نائب الرئيس المؤقت عن غضبنا من أمريكا، لأن قوله يعد بمثابة الصدمة ليس فقط لمشاعرنا وانما الأهم صدمة لعقولنا، ويتحدي هذا الحديث الحقائق التي كشفها أمريكيون عن دعم غير محدود منحته ادارة اوباما للإخوان في البداية حتي يتمكنوا من حكم مصر ثم لحمايتهم ومساعدتهم علي الاحتفاظ بهذا الحكم الاستبدادي واخيراً سعيهم لمساعدة الاخوان علي العودة مجدداً الي هذا الحكم بالعنف والبلطجة وضد ارادة شعب مصر. لقد قال د.البرادعي وهو يفسر المشاعر المعادية تجاه أمريكا في مصر بأن بعض الغضب المصري من أمريكا له ما يبرره، لكن البعض الآخر لا يوجد ما يبرره.. وهناك نظرية مؤامرة منتشرة تزعم ان الامريكيين يدعمون جماعة الاخوان، والامريكيون دائماً ما يكونون هدفاً سهلاً »للشعبوية« خاصة في النظم الاستبدادية!. وهذا كلام شديد العجب ليس لأنه قد يفهم منه ان د.البرادعي يصف النظام المؤقت الذي يعمل فيه نائباً للرئيس بأنه نظام استبدادي والأهم لأنه يصدر عن شخصية سبرت عن قرب ماتفعله امريكا للتدخل في شئون غيرها من البلاد بحكم عمله كمدير لمؤسسة دولية كبيرة وتحديداً بحكم تجربته هو وهانز بليكس اثناء تحضير أمريكا لغزو العراق ومحاولاتها لدفعهما لتلفيق تقارير تؤكد ان لدي العراق اسلحة نووية!. وحتي اذا تغاضينا عن الخبرة السابقة للدكتور البرادعي وتصورنا انه نسيها، فاننا لا نستطيع ان نقبل انه لا يتابع ما يدور في امريكا الأن.. حيث تلقي ادارة أوباما انتقادات علنية من نواب امريكيين في الكونجرس لأنها راهنت علي حكم الاخوان في مصر وكل دول منطقتنا.. وهؤلاء لا يمكن اتهامهم بأنهم مرضي بالشعبوية أو بنظرية المؤامرة، مثلما لا يمكن اتهام ادارة اوباما بانها نظام مستبد. يا دكتور برادعي لسنا نحن في مصر الذين كشفنا النقاب عن الاتصالات الأمريكية قبل 52 يناير وبعده وما دار في هذه الاتصالات وما تمخضت عنه من اتفاقات امريكية اخوانية.. ولسنا نحن الذين تحدثنا عن الدعم الذي منحته ادارة أوباما للاخوان سياسياً بل ومالياً.. ولسنا نحن ايضاً الذين توسلنا لدي قادة جبهة الانقاذ وانت كنت واحدا منهم لمنعهم من المطالبة بإنهاء حكم الاخوان. الذين فضحوا ذلك أمريكيون.. منهم من هو عضو بالكونجرس، ومنهم من هو عضو في مراكز أبحاث امريكية مهمة.. ومنهم كذلك من يعمل في الصحافة والاعلام الامريكي.. لذلك لا يصح يا سيادة نائب الرئيس الذي تقول عن نفسك في ذلك الحديث انك لا تدير الامور ان تتهمنا نحن الغاضبين في مصر من امريكا بأننا مرضي الشعبوية ونظرية المؤامرة.. يا سيدي اننا نتبع فطرة شعبنا العظيم، والتاريخ يؤكد صدق هذه الفطرة دائماً.. وفطرة شعبنا وقبل الاعترافات الامريكية تري ان امريكا خططت ودبرت ونفذت لكي تمكن الاخوان من حكم مصر حماية لمصالحها في منطقتنا وضماناً لأمن اسرائيل.. شعبنا بفطرته توصل الي ذلك دون ان يقول له احد ان كيري هو الذي طلب في ديسمبر 1102 من الاخوان الترشح لانتخابات الرئاسة.. وعفوا يا سيادة نائب الرئيس.