إذا أردت أن تنسي قليلا أحداث العنف، والانقسام، والدعاء عليك في كل صلاة.. واذا أردت ان تشعر بأنك لازلت في مصر، وأن ما يحدث في جمهورية رابعة مجرد اختلاف وليس حربا، وأن الله يهدي من يشاء، فإنك تحتاج الي شيئين.. أولهما الاكثار من الصلاة وقراءة القرآن، وثانيها مشاهدة بعض مسلسلات التليفزيون والبرامج الرمضانية. أما البرامج فهي كما كنا منذ سنوات عديدة تنقسم الي نوعين الاول: فكرته هي الاصطدام بالضيف بأسئلة تبدو عنيفة واحيانا محرجة وشخصية، فينفعل معها المشاهد وينتظر الرد الذي سيزيد من انبهاره.. ولك بعد ذلك الحكم. أما النوع الثاني.. فهو اسخف نوع: برامج المقالب التي يظنون أنها مضحكة بينما هي قلة ذوق وأدب.. وتفاهة.. وسخافة وستصل في يوم ما الي اصابة او موت احد الضيوف خطأ. ولا أعرف حتي الآن لماذا يرضي الضيوف بمثل هذه البرامج أن تذاع، علي اعتبار انهم فوجئوا بها؟ ولماذا لا يتقدمون ببلاغات للنائب العام ضد منتجي مثل هذه البرامج؟ فاذا دخلت علي المسلسلات من باب اختيار مسلسل أو اثنين ستجد انواع مسلسلات لطبقات لم يرها المجتمع المصري من قبل.. وقصور وسيارات وديكورات تنسيهم المسلسل واللي فيه.. والكلام بالملايين اصبح هو اقل واجب.. بالاضافة الي الشتائم علي ألسنة هذه الطبقة التي كنا نظنها متربية. أما النوع الثاني فهو للعشوائيات التي تنتشر في مصر كلها.. والطبيعي ان تنظر لهم الدراما المصرية، الا ان الدراما لم تركز الا علي المخدرات والدعارة وبيع اللحم الرخيص. والبذاءات التي ينطق بها الجميع.. وتنسي دائما ان هناك في هذه العشوائيات شبابا يحاول الخروج من هذا الحصار المجتمعي والاقتصادي بالعمل، وسيدات وقفن في وجه الفقر وعملن في كل المهن لتوفير حياة كريمة. أما النوع الثالث للمجتمع والذي كانوا يسمونه الطبقة المتوسطة فقد اختفت من الدراما.. ربما لانها لم تعد توحي للكتاب بأي فكرة.. فلا بيوتهم تدهش المشاهد حتي الثمالة.. ولا عيشتهم المتوسطة تشد مشاهدي العشوائيات الي متابعتها. الخلاصة انك لن تجد بعد طول عناء الا مسلسلا واحدا يستحق المشاهدة.. بالاضافة الي مفاجأة رمضان الجميلة، وهي المسلسلات الكرتونية التي تتحدث عن التاريخ أو الانبياء أو الصحابة.. ونصيحتي: هي التي تستحق المشاهدة. والاهم ان كل هذا الجهد المبذول من المنتجين والفنانين والمشاهير يساعد الصائمين علي الصيام والصلاة والقيام.. أنه شهر في العام،.