«قاطعوا دراما رمضان.. لماذا ينفقون كل هذه الملايين على الدراما؟ المسلسلات تلهينا عن العبادات فى رمضان.. أغلب الممثلين كانوا ضد الثورة ويجب مقاطعتهم».. تم تصميم عشرات البوسترات لدعاوى المقاطعة، امتلأت بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، قبل رمضان وفى أثنائه.. كان الناس يتداولونها وينشرونها على صفحاتهم، ثم يتجادلون حول مسلسل من المسلسلات ويتناقشون ويطرحون رؤاهم حول الممثل الأفضل والأسوأ فى المسلسلات المعروضة!فشلتْ إذن كل دعوات مقاطعة الأعمال الدرامية الرمضانية، فلا الملايين التى أُنفقت على الدراما أوغرت صدر المشاهدين وهم يتابعون المسلسلات، ولا آراء الممثلين فى السياسة -مع الثورة أو ضدها- وقفت حائلا دون اللهاث وراء المسلسلات من قناة إلى أخرى، أما العبادات، فلم تكن عائقًا أمام مشاهدة المسلسلات، فالحلقة الواحدة من كل مسلسل تعاد أكثر من خمس مرات، ومن فاته الوقت الأصلى لعرض حلقة للصلاة أو قراءة القرآن، فبالتأكيد أنه شاهدها فى إحدى الإعادات.ذابت دعوات المقاطعة، مع عرض أولى حلقات المسلسلات، وحتى آخر حلقة من كل مسلسل.خمسين مسلسلا تم عرضها، بمجموع 1500 حلقة حاصرتنا أينما ولينا.. صعبت المقاطعة وجعلت الكلام عنها مجرد عواء و«هبهبة» مثيرين للشفقة.لكن ما أجبر الناس على المتابعة، مع شغف انتظار الحلقة الجديدة لكل مسلسل، كان شيئًا آخر.. إنه التغيير، وكأن صناع الدراما هذا العام، قد دخلوا فى تحدٍّ مع من يدعون لمقاطعتهم، فجّودوا كتابة وإخراجا وتصويرا وتمثيلا... سيناريوهات مختلفة بلا ملل أو ترهل.. حوارات طبيعية لشخصيات مثلنا وأخرى بعيدة عنا لا تصنُّع فيها.. رؤى إخراجية متطورة بصورة رائقة نظيفة -على مستوى الشكل- ونجوم قدامى غيروا جلودهم، ووجوه جديدة مبشّرة، تؤكد أن مصر ستعود ثانية لتصدر المشهد الدرامى فى العالم العربى، وتبعث برسالة مطمْئنة، بأن الفن فى مصر باق، ما بقيت أرواح صناع الدراما مثابرة ومتجددة وعفية بهذا الشكل.الدراما التركية الرخيصة -سعرًا وأحيانًا مضمونًا- والتى أغرقت الشاشات العربية والمصرية، كانت أكثر ما يهدد بانهيار صناعة الدراما المصرية.. أحبها الجمهور وتابعها، فلماذا تشترى القنوات مسلسلا مصريًّا بأضعاف سعر أربعة أو خمسة مسلسلات تركية، إضافة إلى وجوه لا يعرفها المشاهد العربى ويرغب فى اكتشافها، وأماكن تصوير مختلفة تمامًا ومواضيع رومانسية واجتماعية مثيرة وجاذبة لمشاهد يبحث عما يمتعه ويكسر حالة الملل التى يعيشها؟! يسرا وغادة.. شربات لوز مع سبق الإصرارمن هنا انطلق مسلسل «مع سبق الإصرار» لغادة عبد الرازق.. مسلسل جريمة رومانسى مثير حافل بالغموض! يغير جلد الدراما المصرية شكلا ومضمونا، فيجعلها -شكلا- أقرب إلى الدراما التركية المستوردة، حتى ديكورات المسلسل نفسها، لا يمكن تخيل أنها موجودة فى بيت أو مكتب أو مكان فى مصر مهما وصل ثراء أصحابه، مع شكل إخراجى اعتمد على التصوير بطريقة السينما، وإضاءة منضبطة.. خافتة فى فيلا فخمة تخيم الكآبة على نفوس سكانها.. تتغير تماما وتصبح صاخبة عندما يتغير مكان التصوير إلى مكتب بطلة المسلسل لتبدو شديدة الحيوية والصخب، وكأن الإضاءة تعكس جزءًا من روح المحامية «الشاطرة» بطلة المسلسل فى عملها.. خلفية مخرج المسلسل محمد سامى الذى أخرج كليبات وإعلانات انعكست هى الأخرى على شكل المسلسل، ربما لذلك كان المسلسل أشبه بفيديو كليب طويل وأنيق. الغريب أن أيمن سلامة مؤلف مسلسل «مع سبق الإصرار» بحبكته الدرامية الرائعة الذكية وحواره المناسب تمامًا لشخصيات المسلسل، هو نفسه مؤلف فيلم «شارع الهرم» الردىء بكل ما فيه ومَن فيه.. هكذا إذن يجب أن نتعامل مع الفن.. إنه لا يعرف القواعد ولا الأحكام المطلقة، لا على العاملين فيه ولا على موضوعاته نفسها وأسلوب طرحها.. الفن لا يعرف إلا الاستثناءات ولا يصلح معه إلا تقييم كل عمل على حدة. كل ما فى المسلسل كان مختلفًا وجديدًا.. بداية من تتر تغنيه أليسا تأليف خالد أمين.. ينتهى بسؤال: جربت تموت؟! سؤال مزعج ومؤّرق، بتصميم شديد التميز عبارة عن رسم على الرمال للعمانية شيماء المغيرى (كانت إحدى المشاركات فى برنامج Arab Got Talent). إذن.. كل ما فى المسلسل يؤكد الاختلاف والتميز والشياكة، ليبقى الاستغراب قائمًا: كيف يكون أبطال كل ما سبق «غادة عبد الرازق وطارق لطفى وماجد المصرى وروجينا»؟! هل يمكن أن يتصور المشاهد -مثلا- أن الممثلة التى تعرّف عليها جيدًا فى دور زوجة من زوجات الحاج متولى فى المسلسل الشهير، ثم «الباطنية» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«سمارة» بخلاف أفلام كانت لا تخرج فيها عن مثل هكذا شخصيات.. هل يتخيل أحد أن تجسد شخصية محامية وأستاذة فى كلية الحقوق.. ثرية وذكية ورومانسية وشريرة وطيبة وراقية إلى هذا الحد؟! شخصية المحامية فريدة الطوبجى التى جسدتها غادة عبد الرازق، خير مثال على منطق الحكم على الفن بالقطعة وليس جملة.. هذه عبقرية الفن الرحب المفتوح على مصراعيه للتجريب والتعلم والفشل والنجاح. غادة عبد الرازق بطلة المسلسل.. النجمة المصرية الاستثنائية بتكوينها الجسمانى «شديدة الطول.. تقريبًا هى الأطول بين الممثلات» قهرت كل مشاهد كان راغبًا فى التندر عليها فى هذا المسلسل بعد أن عودتنا على الأداء الشعبى، بتقديمها شخصية طازجة وغريبة عليها هى كممثلة وعلى ممثلة أنثى فى الدراما المصرية عموما.. محامية أربعينية ناجحة وغير محترمة فى كسب قضاياها.. ثرية.. أم لثلاثة أبناء.. تعيسة مع زوجها.. أرملة وحبيبة وزوجة لآخر.. وأخيرًا منتقمة مِن كل مَن حولها. فى أول ثلاث حلقات من المسلسل، ظل الجميع غير مستوعب وغير مهتم ومستهترا وساخرًا بفكرة أن تقوم غادة عبد الرازق بأداء مثل هذه الشخصية، بعد الحلقات الثلاث الأُول، والتى تابعها الجميع بمنطق مواصلة السخرية، جذبتهم غادة وكسبت رهان تغيير جلدها كممثلة.. صرنا نتابع عملاً شيقًا راقيًّا لممثلة خاضت مغامرة يبدو أنها كانت تعلم وحدها أنها قادرة على خوضها.. لا بهرجة فى الشكل.. تسريحة شعر وملابس لامرأة عاملة من طبقة ثرية دون إحداث.. مكياج رقيق وبسيط.. لم ينشغل مُشاهد المسلسل إلا بسؤال: هل هذه الشخصية ومَن حولها ومعها فى المسلسل تعيش فى مجتمعنا؟! لكنه لم يسأل أبدًا: هل كانت غادة عبد الرازق صادقة وموفقة فى تجسيدها شخصية فريدة الطوبجى أم لا؟ لأنه صدقها فعلا، وتخيل أنها شخصية حقيقية.
سافرت إلى الهند لحضور مهرجان سينمائى مدة عشرة أيام فى رمضان.. انقطعت خلالها عن متابعة الأعمال الدرامية.. عدت لأستكمل مشاهدة مسلسل «مع سبق الإصرار» -موعد عرض المسلسل خدمه كثيرًا حيث تابعه الكثيرون، لأن موعد عرضه كان يتزامن مع موعد الإفطار- حزنت لأن أحداثًا كثيرة فاتتنى ولم أهدأ إلا بعد أن حملت كل حلقات المسلسل التى لم أشاهدها من الإنترنت لأتابع باقى الحلقات. الحلقة الأخيرة من المسلسل كانت درسًا فى إنهاء مسلسل ناجح بنهاية لن ينساها المشاهد بسهولة.. تعادل نجاح المسلسل وتكافئ من تابعه واقتنص بعضًا من وقته فى مشاهدته بشعور عدم الندم على وقته الضائع، وكأنه لم يضع، بل إنه سيشعر بالرضا والانتصار لأنه استمتع بالمشاهدة.
فى نهاية مسلسل «مع سبق الإصرار» قامت غادة عبد الرازق بارتكاب الجريمة الكاملة.. انتقمت وقتلت وترافعت كمحامية «مرافعتها فى المحكمة كانت من أجمل المشاهد وأقواها فى تاريخ الممثلة وفى دراما رمضان هذا العام، حتى إن غادة عبد الرازق لم تخطئ فى اللغة العربية وتشكيل الكلمات وهى تجسد المشهد!».. كانت درجة تركيزها عالية.. لم تستهون بالدور وتفاصيله، وحصلت على حكم إعدام القاتل، وأنهت المسلسل بدموع أم تخاطب ابنها فى قبره، تعاطف معها المشاهد واستاء منها، لكنها حصلت على تصفيق حار على الإجادة والإخلاص فى الأداء.
حتى روجينا فى المسلسل كانت جيدة ودورها كان استثنائيًّا بين أدوارها، رغم ميلها إلى المبالغة فى تجسيدها شخصية إجلال «ماسحة السلالم» اللعوب، ويبدو أن فرحها بالشخصية الجديدة عليها أسبغ على أدائها هذه الفرحة بالشخصية دون التجويد فيها.. فقط اهتمت بأن يكون الشكل مناسبًا، لكن تمثيلها كان تمثيل روجينا التى نعرفها فى كل المسلسلات السابقة، بينما كان طارق لطفى فى أفضل حالاته ليكتب دور «منير الدويرى» زوج المحامية البطلة، شهادة ميلاد نجم ظلمته الدراما «الواقعة»، وما زلنا فى انتظار استثناء فنى لماجد المصرى، الذى نؤكد له أن الفرص أمامه قادمة فى أدوار تغير من طريقة أدائه الضعيفة المحبطة التى كادت تفسد المسلسل لولا باقى عناصره الجيدة.. الفرص أمام ماجد المصرى قائمة، فحاول مرة أخرى.. بالتأكيد ستعرف معنى ما أقوله عندما تشاهد المسلسل مع نفسك وبمفردك لتصفق لكل الممثلين الذين كانوا أمامك فى أى مشهد بمن فيهم أحمد مالك الذى جسد دور ابن د.فريدة المدمن فى أولى تجاربه التليفزيونية وكأنه كان يمثل منذ خمسين عامًا، بيما كنت أنت مجهدًا لأن تركيزك فى تسريحة شعرك استنزف طاقاتك كلها!
كما تابعتم حلقات مسلسل «مع سبق الإصرار» الذى ارتبك مشاهده فى تحديد هوية أبطاله.. هل هم أشرار أم طيبون؟! صادقون أم كاذبون؟! أسوياء أم مرضى؟! تعساء أم سعداء؟! كذلك حير المسلسل مشاهده فى معضلات من عينة: هل هذه الشخصيات قريبة منا أم بعيدة؟! واقعية أم خيالية؟! يتعاطف معها أم يكرهها؟!
تلك هى أهم ميزة فى مسلسل «مع سبق الإصرار» سواء قصدها صناعه أم لم يقصدوها.. لن يترك المسلسل مجالا للمشاهد للحكم على أخلاق أبطاله، هل هم شرفاء أطهار أم فسدة مخطئون.. لن يهتم أحد بجمال سيقان غادة عبد الرازق وملابسها القصيرة، ولكنهم سيهتمون بما ستقوله وتفعله فى المشهد.. اختفى الانبهار بالفيلا الأنيقة الغريبة، وبقى الاهتمام بما سيحدث فيها.. لن نسأل عن أخلاق ابنتها وعلاقتها بالشاب وتسليمها نفسها له، لكننا فقط سنهتم بما سيحدث بعد الاغتصاب.. الدراما هى الأساس والأحداث وتتابعها وتدفقها هو الفيصل.. العالم الموازى الذى عشنا فيه خلال أحداث المسلسل هو الذى منعنا وأبعدنا عن التفكير فى تفاصيل، ظننا أن الفن مهتم بها من فرط ما قدموه وأوهمونا أنه فن فى السابق.. أليس من الفن أن نصدق أن «فريدة الطوبجى» شخصية حقيقية، بينما أعتقد، بل أنا وأنتم جميعًا متأكدون أنها ليست كذلك؟! فقط كان يفصلنا عن العالم الذى عشنا فيه مع المسلسل ماجد المصرى وشعره.. ليس لأنه فقط غير مناسب لتجسيد دور مهم فى مسلسل مهم، ولكن لأنه لم يتمكن من تجسيد وتمثيل شخصيته فى العمل الدرامى.
وعلى نفس المنوال مع الحيوية واللطف والمرونة، وكثير من التفاصيل الإنسانية الدقيقة من مؤلف يؤكد لنا مع كل عمل أنه لا يفعل شيئًا فى حياته سوى مراقبة مَن حوله وتسجيل حتى حواراتهم مع أنفسهم، يأتى مسلسل «شربات لوز» تأليف تامر حبيب، وإخراج خالد مرعى فى أولى تجاربه للدراما التليفزيونية، وياليتها لا تكون الأخيرة. هذا الثنائى الشاب المفعم بالحيوية رد الحياة إلى فنانة كنا قد أوشكنا على إهمال مسلسلاتها من فرط مللها ومن فرط سماجة ما قدمته على مدار خمس سنوات أو يزيد. الثنائى تامر حبيب وخالد مرعى أعادا لنا يسرا، وأعاداها إلى التمثيل وضخا الدماء إلى موهبتها التى كادت تضيع.
قد لا تصدق حقيقة وجود شخصيات مثل شخصيات مسلسل «شربات لوز» فى الواقع.. ربما قابلت مثلا أو لم تقابل.. أحببتها أو كرهتها على الشاشة.. هذا الأمر لم يشغل بال صناع العمل.. هم فقط مهتمون بمتابعة المشاهدين له واستمتاعهم به، وقد أصبح من النادر أن تجد دراما تطلب مجرد نظرة منك كمشاهد دون أن تفرض عليك قيمها أو تأمرك وتنصحك بشىء.. دراما لا تطلب سوى رضاك وتعطفك لتشاهدها وتستمتع بها.
لماذا اختار تامر حبيب «شربات اللوز» ليكون عنوانًا لمسلسله واسما لبطلته؟!شربات اللوز مشروب الطبقة الوسطى المصرية -حتى نهاية السبعينيات مثلا- كان مشروبًا شعبيًّا مرتبطًا بالمناسبات المبهجة وكان الأغلى بين أنواع الشربات.. شربات اللوز ليس الأطعم ولا الأحلى بين أنواع الشربات، لكنه الأهم والأغلى والأكثر قيمة بين أنواع الشربات.. مثله مثل «طاقم الصينى» الذى تحتفظ به الزوجات فى «النيش» ولا يستعملنه إلا لضيف عزيز.
شربات ليست الأجمل بين النساء، لكنها أيقونة فى قلب كل مَن يعرفها.. محمد الصناديلى الذى جسّد سامى مغاورى شخصيته لا يحب سواها.. زوجته عايدة رياض فى واحد من أهم وأجمل أدوراها لا تكره شربات التى تشاركها قلب زوجها، بل تستقبل نصائح شربات ليحبها زوجها.. كل من يلتقى شربات يحبها ويرغب فى اقتنائها لنفسه، إلى أن تلتقى حكيم أو «حكيمو».. سمير غانم ليتزوجها.انسَ الأحكام الأخلاقية على البشر وتابعهم وراقبهم بلا تحفز، فربما وجدت نفسك فيهم.. تلك هى الرسالة من هذا المسلسل.. شربات ليست ملاكًا ولا شيطانًا.. هى إنسانة طبيعية.. شريفة عندما تريد، ولعوب عندما تحتاج.. زواجها من حكيم الغنى يورطها ويدخلها فى شبكة عائلية شديدة الشر والتعقيد.. أبناء وإخوة وأقارب حكيم، وحتى حكيمو نفسه.. كل واحد منهم شرير على طريقته وطيب على طريقته.. هذه هى الخلاصة.. هذا مسلسل يبعث لنا بإشارة خاصة جدًا.. لا شر مطلق ولا خير مطلق.. الحياة لا تعرف المثاليين، ولهذا نجحت يسرا هذه المرة لأنها ليست «أمينة» بطلة مسلسل «فى إيد أمينة» التى لا تخطئ أبدا، ولأنها ليست «نادية أنزحة» بطلة مسلسل «أحلام عادية» الشريرة الخائبة، ولأنها ليست أنا أو أنت أو أيًّا منا.. إنها فقط شخصية ألفها تامر حبيب ونقلها إلينا المخرج خالد مرعى، وقدمتها يسرا من أكثر مناطق المزاج التمثيلى الرائق لديها، حتى شاهدنا نحن مسلسل «شربات لوز» بشخصيات من لحم ودم كما لو كانت حقيقية، وكأننا نعرفهم، ورغم أننا نستنكر وننفر ونستاء من سلوكهم أحيانًا، فإننا صدقنا الممثلين ومن كتبهم وصدقنا المسلسل ومن أخرجه.نستكمل غدًا.. «شربات لوز» و«خطوط حمراء» وغيرهما.