إيمانا بحرية التعبير السلمي التي تقضي بها حقوق الإنسان والمواثيق الدولية ومبادئ الديمقراطية وتجاوبا مع طموحات خروج مصر من محنتها لتبدأ رحلة تقدمها.. كنت أتمني ان أكون في مقدمة الممارسين لكل هذه الحقوق والواجبات الوطنية. إقدامي علي هذه المشاركة ليس تجسيد للاحساس بالانتماء الوطني الذي يستهدف اعادة بناء مصر علي الحضارة التي كانت اساس ظهورها إلي الوجود. أمل النجاح في هذه الممارسة تحدد في عبور أسوار الكوارث وصولا إلي الاستقرار الذي يحقق تطلعات كل المصريين إلي وطن جديد يليق بثورته البيضاء التي أذهلت وابهرت العالم. حقا لم استطع ان أمنع دموعي التي عبرت عن فيض تأثري بما اراه من أمواج شعبية هادرة خرجت تلبية لنداء 03 يونيو تطالب بحق الشعب في حياة كريمة تتوافر له فيها الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. زاغت عيني يمينا ويسارا وهي تتابع بإحساس الاعتزاز سيول الوطنية المتوهجة تتدفق في الميادين والشوارع في شكل أمواج متتالية تمثل كل أطياف الشعب المصري. لقد ضمت حشودهم كبار السن والشباب والبنات والسيدات بل والاطفال أيضا الذين كانوا يلوحون بأعلام مصر أم الدنيا. هذا المشهد الوطني الرائع المؤثر كان دافعا ليّ لان اقوم برفع علم مصر أمام بيتي مثلي مثل مئات الآلاف من المصريين. الهتافات التي اجتاحت كل المحافظات والمدن كانت تعلو مدوية لحياة مصر الوطن لتهز الوجدان تعبيرا عن الوطنية والعزة والازدهار لمصر. احاسيس القلوب قبل الحناجر كانت ترنو إلي استعادة المكانة التاريخية لوطنهم مصر أم الدنيا بحق وحقيقي. تمنيت أن تكون السلامة والنجاح بما يحلمون به.. من نصيب كل المشاركين في هذه الانتفاضة السلمية. وسط هذا الزخم العظيم ارتفع صوتي بالدعاء إلي الله ان يحميهم من غلواء التطرف والتنكر لما تقضي به حقوق المواطنة الأمينة التي تعكس بصدق ما تسعي إليه الارادة الشعبية الثائرة. ان ما قامت وتقوم به جموع الشعب المصري هي وسام فخار تؤكد أصالته وحضاريته وانه يملك قدرة حماية حقوقه المشروعة التي تكفل له العيش الكريم. ان هذا الشعب لديه كل الامكانات التي كانت ومازالت تضمن تسيير الأمور في احلك الأوقات وفق ما يحقق الوصول بالوطن إلي بر الامان. ليس من سبيل لعودة الحياة إلي ربوع مصر سوي بالرضوخ للارادة الشعبية التي تنتصر دوما لما يريده الشعب وهو ما يعني الاستجابة لمطالبه بما يعني تجسيد حقيقي للديمقراطية.