لاول مرة منذ عرفت ركوب الطائرة الي بلاد الله لخلق الله عام 1981 الي العاصمة البريطانية لندن لدراسة الدكتوراه.. اشعر بالخوف والقلق والتوتر علي ما يحدث وقد يحدث لارض الكنانة... لقد شاءت الاقدار ان اسافر باذن الله الي موسكو يوم السبت 29 يونيو بدعوة رسمية من اكاديمية العلوم الروسية واللجنة المنظمة للمؤتمر العاشر للجمعية الروسية للنيماتودا (1-5 يوليو) بصفتي رئيسا للجمعية الافرو اسيوية للنيماتودا لالقاء كلمة في الافتتاح تعقبها محاضرة عن مشاكل النيماتودا في القارة الافريقية والطرق الامنة لمكافحتها ورئاسة بعض جلساته وتوقيع بروتوكول تعاون بين الجمعيتين الروسية والافرو اسيوية. انتظرت ان استمع لخطاب السيد الرئيس مرسي قبل ان اكتب مقالي الذي وجدته فرصة للتعبير عما يجيش في صدري وعقلي من مخاوف مرعبة من عنف قادم بدأت بوادره في احداث ابو النمرس بالجيزة شهدت فيها صورة لمصريين لا احسبهم مصريين بالمرة فقدوا انسانيتهم وهم يقتلون اخوانهم في الدين.... فنحن لسنا في مينامار او افغانستان او باكستان او الصومال او العراق او سوريا نحن في ارض الكنانة الارض التي آوت واحتضنت واكرمت وامنت كل مظلوم وطالب لجوء بدأ من انبياء الله الي اضعف خلق الله منذ ابراهيم عليه الصلاة والسلام الي عهدنا هذا . الحقيقة ان سيناريوهات 30 يونية وماقبله وما بعده لاتبشر بان الامن والامان الذي بدأنا نستشعره مؤخرا ولو بنسبة 50 ٪ سيطول في ظل ما اراه من فريقين بدأ فعلا الاقتتال في المحافظات اثناء خطاب الرئيس مرسي في الشرقيةوالمنوفية المحافظتين اللتين انتمي اليهما علي الاقل .... انني اري في العيون شرا مستطيرا يبدوا في الافق من كافة الاطراف... من قوم فقدوا حسهم الوطني والانساني . الحقيقة انتظرت خطاب الرئيس بشغف علني اسمع من سيادته مايشفي الصدور ويذيب جبل الجليد بين المصريين والالغام التي تنتظر الانفجارفي اي لحظة في وجة مصر ليشمت فيها العدو والصديق .... ورغم الانتظار الطويل للخطاب فلم اجد فيه من الايجابيات... الا ان اري رئيس الجمهورية يعتذر للشعب وللشباب عن التقصير في حقهم وتلك فضيلة لم تحدث من قبل الا يوم تنحي جمال عبد الناصر بعد 5 يونيو 1967... والحقيقة كنت اعول كثيرا علي هذا الخطاب لنزع الفتيل الذي بدأ يشتعل في ارض مصر بين فصيلين يحملان الاسلحة النارية والسنج وماخفي كان اعظم ولكن خطاب الرئيس سار في الاتجاه المعاكس فشابه التهديد والوعيد وذكر اسماء بعينها وتصنيف للشعب المصري بين موال وغير موال وتخيير لفئات اي كان الاختلاف معهم بين السجن او حياة القبور ماكان لحضرة الرئيس هو رئيس لكل المصريين وله كل التقدير والاحترام ان يكيل الاتهامات لاي مواطن مصري الا بعد الادانة وبحكم قضائي . خاصة ان الاخر لايملك حق الرد في الحال . كما انني اعتب علي الرئيس ان يترك الخطاب المكتوب ويرتجل وينتقد بعض المؤسسات الهامة في دولته بلغة مؤداها تعطيل دولاب العمل وتفويض الوزراء والمحافظين باقالة كل من يعطل دولاب العمل... وتلك القرارات ستؤدي الي مزيد من الانفراط والانفلات في المؤسسات قد نسمع ما لايحمد عقباه... وما هي المعايير التي ستتم عليها الاقالة.. هل هي الخلاف في الرأي ام ماذا ؟.... ناهيك ان معظم المحافظين لم يستطيعوا دخول مكاتبهم حتي الان ويديرون دولاب العمل من خارجها... وهذا يمثل كارثة ادارية . الحقيقة انني كما اوردت انني اشعر بالخوف علي وطن نعتز ونفتخر بالانتساب اليه اصبح علي شفا الوقوع في شباك المؤامرات الدولية التي حيكت بعناية وجميعنا ننساق الي الوقوع في براثنها حكاما ومحكومين. انني اتمني علي الله ان يرعي ويحفظ هذا البلد من كل سوء ويجعل من مخاوفي وظنوني وهما وان يكرمني بالعودة الي مصر الامنة المستقرة... اللهم امين. كاتب المقال : أستاذ بجامعة المنوفية