لليوم الثاني علي التوالي، تواصلت امس معارك عنيفة في جنوب لبنان بين الجيش وأنصار رجل الدين السنّي المتشدد "أحمد الأسير" في صيدا جنوبا، في أخطر حوادث أمنية منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة، والأكبر التي يتورط فيها الجيش منذ عام 2007 إبان المعارك مع حركة "فتح الإسلام" المتطرفة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالا والتي استمرت ثلاثة أشهر. وبعد يوم من مقتل نحو عشرين شخصا بينهم 12 جنديا، فضلا عن اصابة نحو 65 شخصا، تمكن الجيش من احكام سيطرته علي مجمع يتحصن فيه الأسير وأنصاره وهو مؤلف من مسجد "بلال بن رباح" وأبنية في محيط بلدة عبرا بمدينة صيدا. وكشفت معلومات غير مؤكدة عن تعرض أحمد الأسير لإصابات بالغة أثناء إطلاقه النار علي الجيش الذي أرسل تعزيزات لصيدا بعد احتدام المعارك التي شارك فيها مقاتلون موالون للأسير من جنسيات مختلفة. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت الي دخول حزب الله الشيعي وحركة "أمل" في القتال ضد أنصار الأسير الذي استخدمت فيه الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية. وكشفت التقارير عن مقتل 4 أشخاص وإصابة عشرات من مقاتلي حزب الله في الإشتباكات. والأسير معروف بعدائه الشديد لحزب الله وهو يتهم الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل أنشطة الحزب الشيعي المسلحة في مقابل التحيز ضد أنصار الأسير. من جهته أكد وزير الدفاع "فاير غصن" ان "الجيش ليس لفئة أو لأخري بل هو للجميع ولم يعد يستطيع التحمل"، مشيرا الي ان "ما حدث يذكّر بالأحداث التي استبقت اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975" ومتعهدا ب"سحق قوات الأسير التي تزج بالبلاد في حرب أهلية". وكانت المعارك اندلعت بعد مهاجمة مجموعة تابعة للأسير لحاجز للجيش اللبناني في بلدة عبرا بالمدينة في أعقاب قيام الجيش بإحتجاز أحد الموالين للأسير. وبدت الحركة مشلولة في كل انحاء صيدا اليوم، وقد تواصل نزوح الاهالي من المدينة. وفي مدينة طرابلس شمالا، قطع ملثمون الطريق السريع وعدة طرق محيطة بالمدينة بكتل اسمنتية واطارات محترقة تعبيرا عن تضامنهم مع الأسير. وقال سكان ان مسلحين سنة في حي باب التبانة اطلقوا صواريخ علي مواقع للجيش ليل الاحد لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.