بعد أيام قلائل من تولي د.علاء عبد العزيز منصب وزير الثقافة وبعد ان أثار زوبعة بقرار إقالة د.أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب ترددت شائعات قوية أن الدور علي د.ايناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا فسارع الوزير باصدار بيان صحفي نفي فيه الامر جملة وتفصيلا وقال ان وزارة الثقافة لا تدار بعشوائية وبعد ايام ثبت ان الرجل يدير الثقافة بمنتهي العشوائية، فقد أصدر قرارا بإقالة قيادة ناجحة تولت رئاسة الاوبرا في ظروف بالغة الصعوبة ونجحت ان تجعلها مضاءة في القاهرة والبحيرة والاسكندرية وتتحدي كل الدعوات الظلامية. أكد الوزير أنه لم يأت لتصفية حسابات مع احد وجاءت أفعاله مناقضة تماما لتصريحاته فقد قال " ان التغيير في قيادات الوزارة من أجل تجديد الدماء لاحداث حراك ثقافي بعد ثورة 25 يناير" أي حراك وأي دماء يقصدها الوزير وكم من الاخطاء والخطايا ترتكب باسم ثورة يناير والثورة منها بريئة واي تجديد هذا الذي يطيح بقيادة ناجحة وكفاءة نادرة كانت مرشحة بقوة للجلوس علي مقعده وكانت بلا شك أقدر منه علي قيادة العمل الثقافي بعد نجاحها الكبير في ان استمرار نشاط الاوبرا وسط حمي المظاهرات التي تحيط بمبناها من ميدان التحرير وكوبري قصر النيل الي مظاهرات الالتراس التي تجاورها لتبقي الاوبرا شعاعا ثقافيا وفنيا بإصرار كبير من رئيستها علي أن تؤدي رسالتها التنويرية بما تقدمه من فنون راقية كعروض الا وبرا و الباليه والاوركسترات العالمية وفرق الانشاد الديني وحفلات الموسيقي العربية ومعارض الفن التشكيلي لتكون أكثر قطاعات الثقافة التي تتحدي كل الظروف وتقدم فنا حقيقيا بعد ان تراجعت العروض المسرحية واختفت الحفلات الغنائية وبقيت الاوبرا تستقطب جمهورا من كل الفئات يصطف في طوابير طويلة للحصول علي تذاكر الحفلات التي تنفذ بسرعة في تأكيد علي تعطش الجمهور للفن الحقيقي لقد أدت قرارات الوزير الذي يفتقد الحس السياسي الي تزايد الاضرابات والاعتصامات وخروج المظاهرات تطالب باقالته فقد تضامن موظفو الأوبرا مع رئيستهم التي استوعبت مشاكلهم وقضت علي كثير من مظاهر الفساد وتضامن فنانو الاوبرا وأوقفوا عروضهم وتضامن معهم الجمهور وانضمت لهم حركة 6 أبريل وتحالف قوي الثورة ونقابة الموسيقيين وفناني المسرح ونجوم السينما والدراما فقد شعر الجميع بالخطر وجاءت قرارات الوزير لتؤكد مخاوفهم بدلا من ان تبددها لقد نجح الوزير في أيام معدودة في اكتساب عداء المثقفين والفنانين وتضامنهم ضده بقراراته المتعسفة والاخطر انه أساء للنظام الحاكم وأكد عدم استيعابه لكونه جاء في مهمة قصيرة وفي مرحلة انتقالية حرجة فأثار القلاقل والاضرابات والاعتصامات في وقت لا يتحمل ذلك ورفض المرشحون لكرسي ايناس عبد الدايم عرض الوزير وقال الفنان جابر البلتاجي لن نسمح بشق الصف بين الفنانين وبقي الوزير في موقف لا يحسد عليه ولا أظن انه سيتراجع عن قراراته التي أدت لمزيد من الاحتقان وقد كان بامكانه ان يعطي لنفسه الفرصة لقرارات مدروسة وان يكافئ القيادات الناجحة لا أن يطيح بها ليست المشكلة في الوزير الذي رفضنا الاساءة الشخصية له وانما فيمن اختاره وفي أسلوب الاختيار والكرة الأن في ملعب د.هشام قنديل رئيس الوزراء واقالة الوزير واجبة فالاعتراف بالخطأ فضيلة، وازالة حالة الاحتقان ضرورة لن تخسر د. ايناس عبد الدايم فهي عازفة فلوت عالمية حصلت علي الدكتوراة من فرنسا وتحظي بتقدير عالمي وتجربتها الناجحة في الاوبرا سترشحها لمناصب دولية ارفع لكن المشكلة أن انوار الأوبرا ستطفأ وفي هذا تراجع لو تعلمون مخيفا، فلمصلحة من تطفأ أنوار الأوبرا ولماذا تتخلي مصر عن دورها الثقافي والتنويري الذي امتد للعالم العربي من المحيط الي الخليج.