د.عبدالمطلب عبدالمجيد هل هناك حل ؟..هل توجد شفرات للغز الذي عجز كل رؤساء مصر عن حله ؟ ..هل يأتي اليوم الذي نري ارض الفيروز نموذجا للتنمية والتعمير ؟..هل هناك خطة تنقلها من مجرد صحراء جرداء الي موطن للصناعات والزراعات والنهضة الشاملة وموطن للقضاء علي البطالة وتوفير فرص العمل ..»الأخبار« إستطلعت أراء الخبراء الاقتصاديين. بداية يقول الدكتور عبد المطلب عبد المجيد استاذ الاقتصاد ان مشروعات التنمية في سيناء إما مشروعات وهمية لا اساس لها من الصحة او مشروعات يتم البدء فيها وتتوقف بعد ذلك لتدخل نطاق الانتظار وهذا ينطبق بالضبط علي مشروع توشكي الذي تم البدء فيه ولا يعرف احد أي ملامح له رغم انه تم انفاق اكثر من 12 مليار جنيه علي هذا المشروع وتم التوقف عن هذا المشروع ونفس السيناريو يتكرر في سيناء. واضاف عبد المطلب ان هناك عدة اسباب وراء عدم استكمال مشروعات التنمية بسيناء منها عملية التنسيق مع رجال البدو غير موجودة و ذلك يشعر اهالي سيناء بعدم الاندماج مع المرحلة الانتقالية التي تتم من خلال هذه المشروعات و ذلك ما يخلق الازمات و المشكلات مما يجعل علي الدولة دورا في هذه المرحلة حتي يشعر اهالي هذه المنطقة بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن..و يضيف حتي تتم عملية التنمية سواء بالبدء في مشروعات جديدة او استكمال المتوقف منها علينا اخذ الامور بجدية اكثر من ذلك بالاضافة الي ضرورة تفعيل دور الهيئة المسئولة عن تنمية سيناء و ذلك بالتكامل مع التنمية المحلية ؟؟لذا لابد من دفعة قوية من الدولة لهذه الهيئة و البدء في تنفيذ مشروعات ضخمة و ليست صغيرة و تحديد طرق الاستثمار و نوعيته..فالصورة لابد ان تكون متكاملة واكثر وضوحا علي ارض سيناء لان الامر يحتاج الي منظومة متكاملة . و يشير انه يجب ايضا ان تكون هناك عملية تسكين و تهجير عكسية كما حدث بمدن القناة للمساعدة علي تعمير هذه الارض ..فيجب القضاء علي كل هذه المشكلات المعلقة لبدء مرحلة التنمية بالشكل الصحيح و ليجني ثمارها هذا الوطن. ترعة السلام من جانبه، يقول د. حمدي عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات السابق: إن مشروعات العهد السابق أهدرت ثروة سيناء ولم تستفد منها علي النحو الأمثل، مشيرًا إلي أنه علي مستوي التنمية الزراعية والاستفادة من مياه "ترعة السلام" فلم تتم زراعة سوي 66 ألف فدان رغم أنه كان من المفترض أن تتم زراعة 400 ألف فدان. ويوضح أن التنمية لابد ان تكون علي مستويين الأول من خلال التنمية الزراعية والتوسع في إنتاج المحاصيل والاستفادة من مياه ترعة السلام علي النحو الأمثل، وكذلك الاستفادة من الثروات المعدنية والتوسع في الصناعات التحويلية في وسط سيناء، وتحقيق التنمية الشاملة". وأشار إلي أن المستوي الثاني يتمثل في التنمية الأمنية والعمرانية من خلال إنشاء المدارس والجامعات وحل مشاكل تملك الأراضي والعمل علي ترسيخ مبدأ المواطنة، مشددًا علي أن التنمية هي الأمان السياسي والأمني. و يضيف الدكتور محمد النجار استاذ الاقتصاد بجامعة بنها ان سيناء جزء عزيز علي قلب كل مواطن مصري فهي حلقة الوصل بيننا وبين الجزيرة العربية بكل امتداداتها و دول الخليج وهي تعتبر مفتاح الدخول الي مصر و التاريخ الحديث و القديم بكل احداثه يشهد علي ذلك فكل الاحداث التاريخية بدأت من مداخل سيناء إلا القليل .مشيرا انه يجب ألا نتعرض لمثل هذه الاحداث فقط لنتذكر سيناء و مشاكلها بل يجب ان تكون علي جدول اولويات الدولة وان تتم المبادرة من قبل الاجهزة المعنية بتطويرالمشروعات وتسهيل جميع التراخيص و الاجراءات من اجل النهوض بهذه البقعة العزيزة علينا ..مشيرا انه لا يجب الاهتمام بالمشروعات التي قتلت بحثا من قبل بل يجب النظر الي المشروعات التي يحتاجها الشباب السيناوي بشكل فعلي .مشيرا انه احيانا يكون صانع القرار مكتوف الايدي بسبب معلومات يعلمها هو و يجهلها الشعب مما جعل المشروعات في السنوات الماضية يتم و ضعها في الادراج او عدم تنفيذها من الاساس. 15 مليار جنيه و يضيف أنه يجب ان يتم تخصيص جزء من الموازنة العامة الجديدة سنويا لتقدر بنحو من 10 الي 15 مليار جنيه سنويا لتنمية سيناء، مشيرًا إلي أن تنمية سيناء تأخرت عمدًا وآن الأوان أن نرد لأهالي سيناء بعض ما قدموه لهذا الوطن. وأضاف أن الدولة بدأت الاهتمام بهذا الملف من خلال خطة التنمية وقانون تنمية سيناء ونصيب عادل في الموازنة الاستثمارية، لافتًا أن هناك ثروات كثيرة لم يستفد منها بعد في سيناء منها القدرات الزراعية والمقومات السياحية والثروات المعدنية، ضاربا مثالا بصناعة الزجاج والرخام وزراعات الزيتون والنباتات الطبية. إن سيناء جبهة خطيرة يجب الاهتمام بها والقيام علي تنميتها كأحد نقاط الارتكاز الأمنية التي يجب دعمها. فتطوير الوضع الأمني في سيناء يحتاج إلي تكاتف كل القوي الأمنية الشرطة والجيش لمواجهة الخارجين عن القانون، مؤكدا أن ما يتم في سيناء من تطهير المجرمين وتطهير الأنفاق سيُسهم في إعادة صياغة سيناء من جديد بعد الثورة وتحويلها إلي جبهة دفاع قوية ، مضيفا انه يجب توصيل المياه لسيناء حتي تبدأ في زراعة واستطلاح الأراضي السيناوية، وليجد أبناء سيناء الوسيلة لزراعة أراضيهم .