إذا كانت السنغال لا تزال بعيدة جداً عن أفضل مركز لها في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Colaعندما احتلت المركز الرابع والعشرين عالمياً والثالث على الصعيد الأفريقي صيف عام 2004، فإن أسود تيرانجا بدأوا يسيرون في الإتجاه الصحيح بعد أن بلغوا أسوأ مرتبة لهم في يونيو من العام الحالي. ففي الشهر الماضي تراجع المنتخب القادم من غرب القارة الأفريقية إلى المركز التاسع والتسعين في العالم، والخامس والعشرين قارياً بعد ان أمضى عاماً كاملاً من دون تحقيق أي فوز على الساحة العالمية. لكن تحسن عروضه في الآونة الأخيرة جعلته يرتقي 25 مركزاً دفعة واحدة حيث يحتل حالياً المركز الرابع والسبعين عالمياً والسابع عشر أفريقياً. لكن الأهم من ذلك كله، أنه في وضعية جيدة لبلوغ الدور النهائي من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014 FIFAحيث يحتل حاليا المركز الأول في المجموعة العاشرة قبل جولة واحدة على انتهاء التصفيات ومصيره بيده. وتحتاج السنغال التي بلغت ربع نهائي كأس العالم كوريا/اليابان 2002 والتي حققت مفاجأة من العيار الثقيل بإلحاقها الهزيمة بفرنسا 1-0 في المباراة الإفتتاحية في تلك النسخة، إلى التعادل فقط مع منافستها المباشرة أوغندا لتبلغ الدور النهائي من التصفيات، حيث تنتظرها مباراتان ذهاباً وإياباً قبل المشاركة في العرس الكروي العام المقبل. وعود بإنتظار التحقيق: يدين المنتخب السنغالي في عملية التغيير الإيجابية التي شهدها في الآونة الأخيرة إلى الدولي الفرنسي السابق آلان جيريس الذي تولى الإشراف على المنتخب في يناير/كانون الثاني الماضي خلفا لجوزيف كوتو المقال من منصبه إثر فشل الفرق في بلوغ كأس الأمم الأفريقية في جنوب أفريقيا. وفي أول مباراة رسمية لجيريس، انتزع الأسود التعادل من أنجولا 1-1 في تصفيات كأس العالم في مباراة أقيمت في غينيا بدلاً من السنغال لعقوبة الإيقاف التي فرضت على الأخيرة لمدة عام واحد بسبب شغب جماهيرها في إحدى مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية العام الماضي. وخاضت السنغال مباراتين آخريين في يونيو/حزيران الماضي على مدى أسبوع واحد شهدت خلالها تعزيز قبضتها على صدارة مجموعتها. في المباراة الأولى عادت من لواندا بتعادل ثمين مع أنجولا 1-1 حيث افتتح بابيس سيسي التسجيل في الشوط الأول للضيوف. وفي المباراة الثانية، ضاعف سيسي مهاجم نيوكاسل غلته من الأهداف على مدار الشوطين ليخرج فريقه فائزاً على ليبيريا 2-0 في مونروفيا. ومن أجل أن تستعد جيداً لمواجهتها الحاسمة ضد أوغندا، ستخوض السنغال مباراة ودية ضد زامبيا بطلة أفريقيا عام 2012 في فرنسا، قبل أن تلتقي أوغندا في المغرب. ويتمتع المنتخب السنغالي يخط هجومي ناري، فبالإضافة إلى سيسيه يتواجد زميله السابق في نيوكاسل ومهاجم تشيلسي حالياً ديمبا با، إلى جانب موسى سو من فنربخشه أو سليمان كامارا من مونبيليه. هذه القوة الضاربة في خط المقدمة جعلت النقاد يعتبرون بأن السنغال لم تحقق النتائج المرجوة منها على مدى السنوات الأخيرة التي شهدت تسجيلها نتائح مخيبة للآمال. حلم كأس العالم: نظراً للموهبة الكبيرة في البلاد، اعترف جيريس للصحافة الفرنسية بأنه لا يريد اجراء تعديلات ثورية على كرة القدم السنغالية بل يريد أن يصل بالمنتخب إلى مستواه الحقيقي وقال في هذا الصدد "أتيت إلى السنغال ليس من أجل إعادة بناء كرة القدم في البلاد، بل لكي أمنح الفريق زخماً افتقده بعد مروره بخيبتي أمل،" مضيفاً "خرج الفريق من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية عام 2012، ثم فشل في التأهل إلى النسخة التالية. تملك السنغال لاعبين جيدين جداً، وأنا جئت ووضعت موهبتي وخبرتي لتحقيق الهدف. هذا الهدف يتمثل بالتأهل إلى البرازيل." لم يخسر جيريس الذي لعب طوال مسيرته لناديين فقط هما بوردو ومارسيليا، أي مباراة من أصل خمس خاضها الفريق بإشرافه حيث فاز في واحدة وتعادل في أربع. ويكشف المدرب "أمر جيد ألا تخسر. لكن عندما لا تفوز بكل مباراة، فان المدرب لا يكون راضياً تماماً. على أي حال، أمر جيد ان يكون مصيرنا بيدنا قبل المباراة الأخيرة في الدور الثاني ضد أوغندا." وإذا قدر للسنغال إحراز نقطة واحدة من مباراتها الأخيرة الصعبة ضد أوغندا، ستبلغ الدور النهائي من تصفيات أفريقيا حيث ستخوض المنتخبات العشرة المتأهلة الى هذا الدور، مباراتي ذهاب وإياب في ما بينها على أن تتأهل المنتخبات الفائزة في هذه المواجهات إلى البرازيل 2014. ولا شك بأن قلة من المنتخبات تريد أن تضعها القرعة في مواجهة السنغال في هذا الدور.