دعا زعيم الاسلاميين في القوقاز الروسي دوكو عمروف، العدو اللدود للكرملين، الى شن هجمات تستهدف الالعاب الاولمبية الشتوية للعام 2014 التي تستضيفها مدينة سوتشي، وفق شريط مصور بث الاربعاء. وقال دوكو عمروف في هذا الشريط الذي بث على الانترنت ان السلطات الروسية "تريد تنظيم الالعاب الاولمبية على رفات العديد من المسلمين الذين دفنوا في اراضينا، على طول البحر الاسود. علينا ان نحول كمجاهدين دون ذلك بكل الوسائل المتاحة". وتامل روسيا في ان تستخدم الالعاب الاولمبية الشتوية في 2014 لكي تظهر للعالم التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته البلاد في ظل رئاسة فلاديمير بوتين. لكن هذا المنتجع الواقع على البحر الاسود قريب جدا من منطقة شمال القوقاز الروسية- الهشة التي شهدت حربين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في الشيشان الى جانب اعمال عنف شبه يومية في جمهوريات مثل داغستان. وامرت السلطات الروسية بتشديد الاجراءات الامنية في سوتشي بعد التفجيرات خلال ماراتون بوسطن في ابريل التي نسبت مسؤوليتها الى شقيقين شيشانيين عاشا القسم الاكبر من حياتهما في روسيا. ودعا عمروف في الشريط الذي صور في احدى الغابات المتمردين الاسلاميين "في كل انحاء روسيا الى بذل ما في وسعكم لافشال اقامة هذه العروض الشيطانية في اراضينا وعلى رفات اجدادنا". ويبدو ان عمروف كان يشير في تصريحاته الى ترحيل قبائل اتنية كانت تقيم على ساحل البحر الاسود وفي الجبال في منطقة سوتشي في القرن التاسع عشر من قبل جيش القيصر بعد الحملة التي قامت بها روسيا لارساء السلام في منطقة القوقاز والتي عرفت باسم حرب القوقاز. وانتهت الحرب في مايو 1864 بعرض كبير في كراسنايا بوليانا في سوتشي، وهو حاليا موقع منتجعات تزلج كبرى. وستصادف استضافة روسيا للالعاب الاولمبية الشتوية مع الذكرى السنوية ال150 لهزيمة السكان الاصليين. وقد حاول سكان المنطقة وهم من القبائل في بعض الاحيان الاتحاد ضد الروس. وبعد انتصار روسيا تم ترحيلهم بشكل جماعي الى دول مسلمة في منطقة البحر الاسود لا سيما تركيا. ويرى كثيرون حاليا ان هذا العمل شكل ابادة جماعية بسبب الكلفة البشرية الكبرى. وهؤلاء السكان يقيمون بمعظمهم في مناطق شمال القوقاز اديغيا وكاباردينو-بلقاريا وكاراشاييفو-شركسيا لكن كثيرين بقوا في المناطق الشمالية لسوتشي. وهي المرة الاولى يتوعد الزعيم الاسلامي بمهاجمة الالعاب الاولمبية الشتوية المقررة في سوتشي في فبراير 2014. وسبق ان تبنى عمروف هجمات دامية عدة ارتكبت في الاعوام الاخيرة في روسيا، بينها اعتداء على مطار موسكو-دوموديدوفو اسفر عن 37 قتيلا واعتداءات في 2010 استهدفت مترو الانفاق في موسكو وخلفت 40 قتيلا. ويتزعم عمروف "امارة القوقاز" وهي حركة اسلامية سرية مدرجة على قائمة المنظمات الارهابية لدى الولاياتالمتحدة. واعلنت السلطات الروسية العام الفائت تفكيك مجموعة مرتبطة بعمروف كان تعد لتنفيذ هجمات في سوتشي قبل الالعاب الاولمبية وخلالها. وكان عمروف اعلن في فبراير 2012 انه امر انصاره بالكف عن مهاجمة المدنيين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الشهر الماضي عن قلقه من تسلل ناشطين "باستمرار الى القوقاز من الاراضي الجورجية" وقد عبرت قوات خاصة روسية الحدود لمهاجمتهم. وقال عمروف في شريط الفيديو ان دعوته السابقة الى هدنة فسرتها السلطات الروسية بانها علامة ضعف. واضاف "اليوم يجب ان نثبت لهؤلاء في الكرملين ان نيتنا الطيبة ليست علامة ضعف".