حالة من الصدمة سيطرت علي الشارع الكروي العربي بعد المشهد الفج والمؤلم الذي حفلت به مباراة الترجي التونسي والفيصلي الاردني, فعلي الرغم من ان العرس العربي كان يسير بصورة تليق سواء من الناحية التنظيمية او الفنية ,جاءت التابلوه المشوه للاعبي الفريق الاردني في الوقت الاضافي ليزيل تماما قصة نجاح هذا الكرنفال الكبير , ويضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبله وسط دعوات بضرورة توقيع اقصي العقوبات علي المتورطين في المشهد القبيح. اخترنالك «الجبلاية» تطالب بمعاقبة الفيصلي وتؤكد على علاقة الأخوة مع الأردن مفاجأة.. السوبر المصري مهدد بالإلغاء بسبب الزمالك القنوات الناقلة وموعد مباراة الأهلي وسموحة في نصف نهائي كأس مصر أنشيلوتي: روما سيتأثر كثيرًا برحيل محمد صلاح وفي تعليقه علي ما جري يقول المهندس سمير زاهر نائب رئيس الاتحاد العربي ورئيس اتحاد الكرة الاسبق ان ما حدث علي شاشات التليفزيون خيبة وغضيحة بكل المقاييس , مشيرا الي انه اذا لم تتخذ عقوبات مشددة علي اللاعبين والادرايين بل والفريق بشكل عام تصل الي درجة الاستبعاد عشر سنوات من المنافسات العربية , لانه لابد من الاحترام سواء للبلد المضيف او الاتحاد العربي لاسيما ان مصر لها الريادة ولابد من الالتزام بما تقوله. واضاف زاهر وعلامات التاثر واضحة في ثنايا صوته انه لم يتوقع للحظة ما حدث خاصة ان المشهد كان قاسيا علي النفس بين الاشقاء العرب , لدرجة انه حال دون نزول وزير الرياضة المهندس خالد عبد العزيز الي الملعب لتسليم الكأس , وظلت شاشاة التيلفاز حائرة فيما يحدث ولم تجد لديها ما تقوله او تعلق به علي ما يجري. ويسترجع نائب رئيس الاتحاد العربي السابق ذكرياته مع دوري ابطال العرب بقوله انه كان صاحب فكرة اقامتها , وكان الاحترام والالتزام شعارها ولم يكن هناك اي نوع من التجاوز , بينما حاليا لايوجد معيار لاي شيء وانه شخصيا ينصح هاني ابو ريدة رئيس الاتحاد باعادة التفكير في طريق تنظيمها او الغائها تماما , مشيرا الي انه حزين ان يصر ذلك من فريق الفيصلي بطل الاردن التي لا تزال تتذكر بصمات الراحل محمود الجوهري وحسام حسن مع المنتخب , وان كان ذلك لا يعني خلط الاوراق لان الكبار في البلد علي قدر كبير من المسئولية والاحترام , ولا ينبغي ان ناخذهم بافعال هؤلاء الصبية الخارجين عن النص, انه لو كان مكان الحكم ابراهيم نور الدين لالغي المباراة علي الفور بعيدا عما يتردد عن ان استكمالها جاء حفاظا علي اسم مصر , لان الصورة التي شاهدها الجميع كانت اكبر اساءة لها , علي ان يتم استبعاد نور الدين نفسه من التحكيم العربي عشر سنوات ايضا لانه اخطأ. ويلتقط اللواء عصام صيام عضو لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي بكرة القدم (الكاف) طرف الحديث ويقول انه لابد اولا من الاعتراف بانه ليس هناك تحكيم بدون اخطاء لان العنصر البشري الموجود , بدليل انه في القضاء يتم الغاء صدر في الدرجة الاولي من القاضي , كما ان هناك بطولات اوروبية وعالمية جري حسمها باخطاء من التحكيم , ولككن رد الفعل هناك يختلف عما يحدث هنا من ناحية تقبل الهزيمة لانها في الاول والاخر رياضة لابد من فائز ومهزوم. واضاف صيام ان الرياضة تقوم في الاساس علي ثلاثة اشياء متعة وعدالة وسلامة ,فالجميع يذهب من اجل ذلك ولاخروج عن النص , فهل مثلا لو ذهب احد لمشاهدة فيلم في السينما ولم يعجبه يثوم بتكسير المقاعد او الاعتداء علي المسئولين , بالطبع لا ولكن غياب ثقافة التشجيع وراء كارثة ما يحدث , لانه حل محلها التعصب فجماهير الاندية تتمني الموت وليس فقط الهزيمة للمنافس. واكد عضو لجنة الحكام بالكاف انه واثق من ان الاتحاد العربي سيتأخذ عقوبات قاسية ضد المتورطين في المشهد المؤسف , لدرجة الابتعاد عن المنافسات العربية لسنوات طويلة حتي يككون ذلك عبرة لكل من يخرج عن خط الالتزام , وانه شخصيا ينصح الحكم نور الدين بعدم الحديث لوسائل الاعلام حتي لا يثير الرأي العام , لان لديه لجنة يتبع لها يقدم لها تقريره , وقال انه لابد ان هذا الحكم ومساعد ايمن دجيش من افضل حكام مصر وافريقيا ولا يعني ارتكاب خطا عير مقصود ذبحهما لان الاخطاء جزء من ككرة القدم. وتشير مذكرات التاريخ الي ان هذا الموقف ليس الاول من الاندية الاردنية , فقد تكرر نفس السيناريو من فريق الوحدات عام 2007 , وجاء الفيصلي ليكرره بعد 17 عاما , وهي المشكلة التي فسرها الخبراء في غياب ثقافة تقبل الخسارة في كرة القدم، وانه يجب الا تكون ردة الفعل بهذه الطريقة، خاصة انه منذ متي يعالج الخطأ بخطأ أكبر منه؟.