رغم الفوز الثمين الذي حققه المنتخب البرتغالي على نظيره الدنماركي أمس الأربعاء في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية (مجموعة الموت) بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) ، بدا المهاجم البرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو غارقا على استاد مدينة "لفيف" الأوكرانيا وكأنه يتمنى أن يبتلعه عشب الملعب. واستعاد المنتخب البرتغالي أمس الأربعاء توازنه في البطولة المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا بتحقيق الفوز 3-2 في مباراة الأمس ليحصد أول ثلاث نقاط له في مجموعة الموت التي استهل مسيرته فيها بالهزيمة صفر-1 أمام نظيره الألماني السبت الماضي. ولكن رونالدو لم يستعد توازنه في البطولة وفشل للمباراة الثانية على التوالي في هز الشباك على عكس نجاحه الفائق في المواسم الأخيرة وأهدافه الغزيرة مع ريال مدريد الأسباني. ولم يشارك رونالدو في الاحتفال بفوز الفريق على الدنمارك أمس وإنما عمد بعض لاعبي الفريق إلى مواساته عقب انتهاء المباراة وكأنه أحد لاعبي الفريق الخاسر. وعلى النقيض تماما من مستواه مع ريال مدريد أو من مستواه السابق مع مانشستر يونايتد الإنجليزي والذي ضمن له جائزة أفضل لاعب ف العالم عام 2008 ، كان مستوى رونالدو مع منتخب بلاده في البطولة الحالية حيث خرج اللاعب من قائمة النجوم في المباراتين اللتين خاضهما فريقه حتى الآن. ولم يعد أمام النجم البرتغالي سوى أن يثبت جدارته بحمل شارة قائد الفريق في المباراة الثالثة للمنتخب البرتغالي بهذه المجموعة والتي يلتقي فيها نظيره الهولندي يوم الأحد المقبل بعدما أهدر فرصتين خطيرتين في الشوط الثاني من مباراة الأمس. وكانت الفرصة الثانية أكثر إثارة للجدل حيث أهدر انفرادا تاما بالحارس الدنماركي ستيفن أندرسون وسدد الكرة إلى جوار القائم. وكان من الممكن أن تعزز هذه الفرصة نتيجة المباراة ليتقدم المنتخب البرتغالي 3/1 ولكن إهدارها ساعد المنتخب الدنماركي بعدها مباشرة على تسجيل هدف التعادل 2/2 عن طريق نيكلاس بيندتنر الذي سجل الهدف الأول أيضا. ولحسن حظ المنتخب البرتغالي ورونالدو نفسه أن الفوز جاء في الوقت القاتل عن طريق غير متوقع وبتسديدة صاروخية من سيلفستر فاريلا حالفه فيها توفيق كبير. ولم تسعف الدقائق القليلة المتبقية من المباراة المنتخب الدنماركي لتسجيل هدف التعادل. وبينما رأى البعض في وقت سابق بالبطولة الحالية أن معنويات رونالدو تعاني من تراجع واضح ، فإنها قد تكون حاليا في أدنى درجاتها خاصة مع الانتقادات التي شنها النقاد البرتغاليون ضده لإخفاقه في قيادة المنتخب بالشكل اللائق بعد ما قدمه من إنجاز مع ريال مدريد في الموسم المنقضي. وقال الناقد الرياضي برونو براتي ، أحد أبرز الصحفيين الرياضيين في البرتغال ، "رونالدو يحتاج إلى طبيب نفسي". وأضاف أنه كان من الصعب تفهم "كيفية تحول مهارته فجأة إلى هذه الحالة الرثة". وأشارت صحيفة "ريكور" البرتغالية إلى أن رونالدو وضع انتعاشة فريقه في خطر عندما أهدر هذه الفرص أمام الدنمارك. وانضم رجال السياسة أيضا إلى قائمة منتقدي رونالدو حيث قال كارلوس زورينيو زعيم الكتلة الاشتراكية بالبرلمان البرتغالي "عندما يريد رونالدو أن يكون أهم لاعب على أرض الملعب ، فإنه يخفق". وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه بشكل حتمي في الوقت الحالي هو : هل تصبح توقعات الأمة ببساطة أكبر كثيرا من هذا اللاعب الذي يتهم دائما بأنه أقل من مستوى التوقعات والطموحات الملقاة على عاتقه ؟ وطالما واجه رونالدو ادعاءات واتهامات بالتعجرف ولكنه كان يرد في كثير من الأحيان من خلال المستوى الذي يظهر عليه في أرض الملعب. وليس أدل على ذلك من تسجيل 62 هدفا في 59 مباراة رسمية بالموسم المنقضي. ورغم ذلك ، عانى رونالدو من العقم التهديفي في صفوف منتخب بلادجه فكان آخر أهدافه مع الفريق في تشرين ثان/نوفمبر الماضي عندما فاز الفريق على نظيره البوسني 6/2. ولكن سيكون من الخطأ استبعاد رونالدو من الحسابات في هذه البطولة بعد إخفاقه في المباراتين أمام ألمانيا والدنمارك حيث يدرك معظم البرتغاليين أنه سيعود بقوة وأنه سيلعب دورا بارزا مع الفريق في المباراة الثالثة أمام هولندا. وقال بيبي مدافع المنتخب البرتغالي ، الذي سجل الهدف الأول للفريق في مباراة الأمس ، "كريستيانو أحد أفضل اللاعبين في العالم وهو قائد رائع للفريق. أثق في أنه سيهز الشباك قريبا". ودافع المدرب باولو بينتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي عن قائد فريقه قائلا "قدمنا سويا عرضين جيدين أمام فريقين كبيرين ونحن على المسار الصحيح. وسنواصل هز الشباك سواء عن طريق كريستيانو أو أي لاعب آخر". وأضاف أنه لا يشعر بأن رونالدو يئن تحت هذه الضغوط لأنه تحت نفس الضغوط التي يتعرض لها باقي اللاعبين الذيين يرغبون جميعا في تحقيق الفوز. وأوضح "من وجهة نظرنا ، قدم رونالدو مباراتين جيدتين وأثق في أنه لا يوجد لاعب بالفريق لا يسعد به". ورغم ذلك ، كان رونالدو هو أول من أدرك أنه لا يقدم أفضل ما لديه خاصة بعدما هتفت الجماهير الدنماركية من المدرجات خلال مباراة الأمس "ميسي ! ميسي !" في إشارة إلى تفوق المهاجم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني والمنافس اللدود لرونالدو على زعامة أفضل اللاعبين في العالم. ويرى رونالدو أنه أفضل من ليونيل ميسي وأنه قادر على استعادة جائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم والتي احتكرها ميسي في السنوات الثلاث الماضية. [Share]