هذه الفرحة الطاغية التي غطت أرض مصر مساء الأربعاء الماضي ودفعت بملايين المصريين في مختلف المحافظات إلي النزول في الشوارع والميادين ابتهاجا بروح النصر التي عادت لمصر وتجاوزت الحدود المألوفة للفرحة المعهودة عند أي انتصار رياضي تحت رايات العلم المصري . اخترنالك «كوبر»: «الطريقة الدفاعية أوصلتنا للنهائي وانتظر مساندة الحظ غدًا» «كاف» يكشف أسباب اختيار «سيكازوي» لإدارة لقاء مصر والكاميرون «النني» يطلب المشاركة في نهائي أمم إفريقيا أمام الكاميرون صور.. مران المنتخب يشهد عودة «النني» ونزلة برد «الحضري» إنها فرحة عودة الروح للشعب والوطن بعد سنوات رذيلة من الفوضي والعنف والبذاءة والجدل الفارغ كما أنها تعبير صادق عن شوق الناس لاستعادة الحياة الطبيعية التي أراد المهيجون أن يسلبوها لحساب أطماع وأنانيات تغلب عليها روح المناكفة والمكايدة السياسية بأكثر من كونها رغبة في الإصلاح والتغيير والسعي نحو حياة أفضل. إن ما صنعه عصام الحضري ومحمد صلاح ورفاقهم بقيادة العجوز الماكر كوبر وجهازه الفني المعاون هو تأكيد جديد علي أن الرياضة ليست مجرد لعبة وإنما هي إحدي الوسائل السياسية والاجتماعية التي توحد الأوطان وتؤلف بين الفرقاء وتزرع الحب والمودة بين كافة الناس حيث لا فرق هنا بين وزير وخفير. وهذا الذي رأيناه يصنع الدفء في شوارع مصر رغم برودة جو شهر «طوبة» ليس أمرا استثنائيا يخص المصريين وحدهم وإنما هو أمر شائع في كل الدنيا وإن اختلف الأمر عندنا هذه المرة لأن الفرحة التي صنعت هذا الالتحام الجماهيري مجددا جاءت بعد سنوات عجاف عشنا فيها حالة من التشرذم والضعف والوهن وفقدان الثقة بالنفس إلي حد أن البعض لم يكن يستحي من الاعتراف بأنه لا يعلم ماذا يريد من مواصلة النفخ في كور التهييج والتحريض والعمل علي زراعة ونشر الفتنة باسم الثورة المفترى عليها!. مبروك لمصر عودة الروح من بوابة الرياضة التي تجمع ولا تفرق وتلملم ولا تشتت وتسهم في توحيد الانساق المجتمعية علي مختلف المستويات تحت رايات الحب والانتماء والفخر بهذا الوطن المفدي. دعواتكم للأبطال باكتمال الفرحة غدا والفوز بكأس بطولة إفريقيا والله المستعان! خير الكلام: «حركوا الخير والحب في نفوسكم لتشعروا بحلاوة طعم حياتكم! ».