** أثار إعلان عدد من نجوم الكرة الحاليين.. والسابقين عن اختيارهم وتفضيلاتهم لمرشح رئاسى دون الآخر، الكثير من النقاش، وفتح باب الجدل واسعا، ما بين من يرى أن هذا الأمر يقع تحت بند حرية التعبير، المكفولة للجميع.. أيا كان، وبين من يرى أن المسألة لها حسابات أخرى أكثر تعقيدا، باعتبار أن النجم خاصة لو كان لا يزال موجودا فى الملاعب هو ملك لكل الجماهير، التى تتفرق فى انحيازها بين العديد من الأطراف المتنافسين.. منها من يميل إليه النجم، ومنها من ينافس من فضّله هذا النجم، أو ذاك. والحقيقة أن الموضوع ليس بالسهولة، التى تعامل بها كل من أبدى رأيه فيها.. سواء من كان مؤيدا للفعل، أو من كان معارضا له.. ولو احتكمنا إلى النموذج الغربى، الذى يتقدم علينا فى كلا الاتجاهين: الأول الممارسة الديمقراطية، التى تسبقنا دول الغرب فيها كثيرا، وربما ليس هناك وجه للمقارنة بيننا وبينهم.. فهم يقدمون النموذج الراقى للديمقراطية، التى تتمنى أى دولة على وجه الأرض أن تحقق مثلها، والثانى: هو الاحترافية التى تحكم منظومة الرياضة عموما، ومنها كرة القدم على وجه التحديد، وعند التوقف للمقارنة، بين ما عندنا وعندهم.. سوف يسهل علينا اكتشاف أن الناس فى مثل هذه الدول المحترمة.. ديمقراطيا، وكرويا.. يمارسون حياتهم بآليات، وقيم.. تختلف تمام الاختلاف عما يجرى عندنا.. وربما كان المثال الأبرز على هذا، هو عدم تفرغهم بالشكل الحادث عندنا فى جدل عقيم، وكلام فارغ، ومحاورات تقع كلها فى خانة المراهقة، إن لم تكن تستحق وصف الخيابة بكل معنى الكلمة.. وهم فى الأغلب الأعم يتركون الكلام، ويترجموا ما يقتنعون به إلى قرار.. واختيار، ويبلورون هذا القرار فى اختيار طرف بعينه، ويضعون هذا الاختيار فى صندوق الانتخابات.. وقليلا ما تجد من يصرح بما ينتوى اختياره، لأنه لا يسعى إلى التأثير على الآخرين، ربما لاحترامهم قيمة أن يقرر الناس ما يشاءون، من تلقاء أنفسهم، دون إلحاح، أو ضغوط.. باعتبار أن الناس يحاكون النجوم فى كل شىء.. بما فيها الملبس، وقصة الشعر، وغيرهما. ورغم ذلك.. ليس من السهل أن يصبح ما يجرى فى الغرب، أمرًا يقبل النقل، والتطبيق عندنا، لأسباب كثيرة، منها اختلاف الظروف، وتنوع طبيعة الثقافة، وتباين درجة الوعى، وتفاوت مستوى التعليم، وفوق هذا وذاك.. ابتعاد المسافات بين الممارسة الديمقراطية فى تلك البلاد، وهى كلها من الديمقراطيات العريقة حقا، وبين مصر، التى تمثل حالة وليدة، ولا تزال تتلمس خطاها على الطريق، ولم تضع بعد المفاهيم أو لقواعد الثابتة.. الراسخة لتلك الممارسة، خاصة فى ظل ارتفاع درجة الأمية.. الثقافية، والسياسية، وبالتالى ليس من السهل الحكم على ما حدث بشكل قاطع وبات بأنه صواب أو خطأ.. وربما أن الجدل الذى أثير من جراء هذا الموقف، كان مرجعه الأساسي، هو عدم خبرتنا به.. وبمواقف أخرى كثيرة، تكشف عنها الممارسة اليومية، ويوم أن تتعمق الديمقراطية، ويوم أن يصبح الاعتراف بوجود الآخر، وقبول ما تأتى به صناديق الاقتراع، إلى جانب تأكيد حق الغير فى أن يختاروا كما يحلو لهم.. دون تحفظ، أو رفض، أو معارضة من أحد.. سيكون من السهل وقتها، أن نحترم أى اختيار لو أعلن عنه صاحبه على الملأ، أو سنتعلم وقتها.. أن يحتفظ كل طرف بما اختاره أو انحاز له.. تقديرا لفكرة بسيطة وبديهية، وهى ترك الحرية كاملة، ودون تأثير عليه.. لكى يقرر ما يشاء، أيا كان اختياره. نحتاج لكثير من الوقت، لكى نتعلم ما هى الديمقراطية؟ وما هى مسئولياتها؟ وما هى حقوق الغير التى ينبغى أن أقدرها.. وأحترمها، تماما ملثما أريد أنا أيضا أن يقدر الناس ويحترموا حقوقى. الديمقراطية ليست أبدا الصوت العالى، ولا هى التشنج، وفرض الرأى على الآخرين.. وهى ليست عملية صياغة لعقول الناس بما اقتنعت به.. ولا شىء سواه. الموضوع كبير جدا.. ونحن لا نريد أن نعترف، ولن نعترف.. لأن كل واحد مقتنع بأنه الصواب، وكل من حوله على خطأ. ................................................ ** قال الكل إن منتخب مصر.. وأيضا، الفرق التى تشارك فى بطولة أفريقيا، سوف تعانى كثيرا، نتيجة توقف النشاط المحلى، فى أعقاب حادثة استاد بورسعيد.. والرأى محترم، ولا يسعنا سوى تقديره، خاصة لو جاء من أصحاب الخبرة، وأهل الكرة.. باعتبارهم المتخصصين.. لا جدال فى هذا أبدا، ولكن أن تستخدم هذه الفكرة حسب الموقف، فهذا ما يقع تحت ما يمكن أن نطلق عليه "عمل الترزية".. وأعنى بالترزية، أن يتم تفصيل الكلام على حسب المواقف.. وعلى حسب النتيجة، وربما على حسب الأداء بين شوط وآخر!! ما يحدث يا سادة.. أن كثيرا ممن يتصدون لتحليل المباريات، يروجون لفكرة تأثر المستوى بتوقف النشاط، ويؤكدون على هذا المعنى بدلا من المرة.. مرات، وعندما يأتى مستوى المباراة جيدا، لا يكاد يتكلم أحد عما قيل عن تأثير توقف النشاط.. أى أن المسألة كلها "تفصيل" حسب الموقف، لو كان النتيجة أو الأداء يمضى فى الاتجاه السلبى.. كان أثر التوقف موجودا، ولو كان فى الاتجاه الإيجابي.. ما تحدث أحد عن النشاط، ولا التوقف.. وتحياتى للآراء الفنية عندما تخرج من عند "الترزى"!! ............................................... ** قلتها وسأبقى أقولها.. لقد قدمت لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، ما لا يسهل إغفاله، حين تصدت فى هذه الفترة البسيطة من عمر المجلس، للعديد من القضايا الرياضية، سواء عن وضع الرياضة فى الدستور الجديد، أو قانون الرياضة المنتظر، أو عقد شركة "أديداس" المثير للجدل، والذى طالبت اللجنة فى مخاطبة رسمية، بتوقيع الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، ومحمد حافظ رئيس لجنة الشباب، بأن يقوم اتحاد الكرة بالحصول على نسخة من هذا العقد للاطلاع عليه ودراسته، وأخيرا.. وقبل أيام، عقدت اللجنة اجتماعا مهما.. وموسعا، لمناقشة تعديل اللائحة الخاصة بمراكز الشباب، وبحث معوقات العمل بها.. وشهد الاجتماع، للمرة الأولى.. حضور عدد من مسئولى العمل التنفيذى بعدد من هذه المراكز على مستوى الجمهورية، إلى جانب رئيس وأعضاء اللجنة، وعدد من رجال الإعلام، ودارت مناقشات مستفيضة حول مستقبل مراكز الشباب، وكيفية دفع العمل بها، كى تحقق الهدف القومى المنشود منها، واستحوذ الحديث عن لائحة هذه المراكز القدر الأكبر من الاهتمام، واتفق الجميع على ضرورة نسف هذه اللوائح، حتى يمكن أن تتحقق الانطلاقة المنشودة، وكان الاجتماع كالعادة.. مثل الحجر، الذى هز أعماق الماء الساكن، وحرك الأحداث فى أكثر من اتجاه.. وبالنظر إلى كل هذا بنظرة موضوعية، يمكن القول إن التفاؤل يمكن أن يجد إلى نفوسنا طريقا.. فهناك من يتحمس بالفعل ، ويسعى بإخلاص إلى تغيير واقع الرياضة.. بكل المسئولية وحب للوطن.