هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. أؤمن طول الوقت بحق كل أحد في الاختلاف رأياً وموقفاً واختياراً.. ولا أظنه شيئاً جميلاً أن يبقى كل الناس طول الوقت على رأي رجل واحد، لأن ذلك لا يعني تماسكهم وانسجامهم وتفاهمهم، بل يعني عجزهم وسذاجتهم وقلة فكرهم وحيلتهم.. ولكنني في الوقت نفسه أؤمن بضرورة أن يكون خلافاً بقصد المصلحة العامة وليس لمجرد الاعتراض والكلام والمصالح الشخصية الضيقة.. وأخشى ألا يكون خلافاً للمصلحة العامة ذلك الذي بدأت تشهده أروقة اتحاد الكرة بسبب المدرب العام الذي سيعمل مع فينجادا، في حالة إتمام التعاقد معه.. سمير زاهر يريد طلعت يوسف مدرباً عاماً، بينما يصر هاني أبوريدة على بقاء شوقي غريب.. والمثير في الأمر أنه لا أحد يطرح علينا سبباً مقنعاً لاختياره.. وإنما يقولون الاسم الذي يريدونه ويهرولون للاختباء بعيداً.. أما الأكثر إثارة فهو أن مساحة الجدل الذي احتاجه الجميع للاستقرار على مدير فني يقود منتخب مصر خلفا لشحاتة، كانت أقل كثيراً وجداً مما يتطلبه جدل اختيار المدرب العام والرجل الثاني.. بل إننا لم نشهد خلافاً بين زاهر وأبوريدة بشأن الذي نريده من المدير الفني الجديد وما مواصفاته وخبراته والشروط الواجب توافرها فيه، والسقف المالي للاختيار؟ خاصة أنه لن يبقى حسن صقر هناك ليدفع المجلس القومي للرياضة راتب المدير الفني لمنتخب الكرة بتوجيهات جمال مبارك وشقيقه وأبيه.. كل ذلك رآه زاهر وأبوريدة لا يستحق تفكيراً أو حواراً أو وقتاً، ليس فيه ما يستحق أن يختلف عليه الرجلان الكبيران، اللذان يديران الكرة المصرية.. وتم اختصار الأمر كله في شوقي غريب؟ رجل هاني أبوريدة، وهل يبقى في المنتخب أم يرحل مثلما رحل الآخرون؟ أبوريدة سيرى رحيل شوقي غريب خسارة شخصية له وفقدانه لأحد قواده الكبار في معاركه المقبلة للجلوس على مقعد الرئيس في الجبلاية، بينما زاهر يرى إبعاد شوقي غريب بمثابة انتصار جديد له على هاني أبوريدة، خاصة في تلك الظروف الصعبة التي يعيشها أبوريدة بعد فضيحة بن همام، المتهم عالميا بالرشوة والفساد، وتبقى الكرة المصرية ومستقبلها ومصلحتها هي آخر ما يفكر فيه الرجلان الكبيران سنا ومقاما وتاريخا وتجربة، ولكن ليس فكراً أو حرصاً على الصالح العام.. أما أسامة المليجي، عضو مجلس إدارة الزمالك، فقد كانت له أيضا معركته التي خاضها ضد اتحاد الكرة ولجنة شئون اللاعبين والأهلي أيضا.. ولم يسمح أسامة لنفسه بالتفكير أولاً قبل الكلام.. بل ولم يتمهل ليفكر بنفسه ولنفسه فيما يمكن أن يقال أو ما لا يستحق أو يرقى لأن يقال أمام الناس.. أسامة اعترض على اللائحة الجديدة التي قدمتها لجنة شئون اللاعبين.. وهي بالمناسبة لائحة تستحق التوقف والدراسة وبها الكثير من نقاط القوة والضعف.. ولن يرضى عنها الأهلوية، رغم أنها لائحة متهمة بتفصيلها على مقاس الأهلي واحتياجاته.. ولن يرضى عنها الزملكاوية، رغم أن أهم بنودها جاء بعد اقتراحات رسمية ومكتوبة تقدم بها قبل أشهر المستشار جلال إبراهيم، رئيس الزمالك. لكنني أتوقف الآن أمام اعتراض أسامة المليجي.. فقد خرج الرجل علينا رافضاً وغاضباً وصارخاً، يؤكد رفض الزمالك للائحة الجديدة، لأنها تتضمن مجاملة فاضحة للأهلي.. ولم يبخل المليجي علينا وأشار بالتحديد لتلك المجاملة.. فاللائحة الجديدة أكدت أنه من حق أي لاعب فسخ تعاقده مع ناديه، في حالة عدم حصوله على مستحقاته لمدة شهرين.. وقال المليجي إن هذا البند تمت إضافته لمصلحة الأهلي حتى يعتمد عليه ويخطف لاعبي الزمالك بعد فسخ تعاقداتهم مع ناديهم.. ولا يعرف المليجي أنه بتصريحاته وثوراته يهين الزمالك، رغم أنه عضو مجلس إدارته.. فهو يؤكد رسمياً ومسبقاً أن الزمالك لن يدفع ولن يلتزم بتعاقداته.. وبالتالي سيصبح من حق لاعبيه الرحيل.. وحتى لو كانت هناك مخاوف حقيقية بخصوص ذلك.. ما كان ينبغي طرحها على الملأ هكذا بمثل هذا الشكل الفاضح والمهين للنادي الكبير والعريق. *