في موسمه الأول مع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، تربع الكولومبي راداميل فالكاو على جدول ترتيب هدافي فريقه في "الليجا"، بعدما وصل رصيده إلى 24 هدفا، ثم عاد ليفوز بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثانية على التوالي، بعدما سبق له أن توج بدرع هذه البطولة عام 2011 مع بورتو البرتغالي.. ولأنه لاعب من طراز فريد فقد استطاع أن يشق طريفه إلى النجومية في وقت قصير. موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التقى اللاعب خلال مشاركته مع فريقه الإسباني في جولة بمختلف ملاعب بلاد كولومبيا وكان هذا الحوار. - هل كنت تتوقع أن ينتهي الموسم على هذا النحو عندما انتقلت إلى أتلتيكو مدريد، علماً أن البعض رأى في انضمامك إلى صفوفه خطأ فادحاً؟ في البداية جئت عازما على تحقيق موسم بهذا الشكل. ورغم أن الأمور لم تسر على النحو الذي أردناه في النصف الأول، إلا أني بقيت مؤمناً بقدرتنا على تخطي تلك المرحلة الصعبة وبلوغ نهائي الدوري الأوروبي والفوز به فضلاً عن التنافس في الدوري الإسباني. وفي نهاية المطاف سارت الأمور على خير ما يرام بالنسبة للفريق ككل، كما كانت الحصيلة إيجابية بالنسبة لي. - خلال لحظة التتويج في بوخارست، مباشرة بعد الفوز على أتلتيك بيلباو، كان لك لقاء خاص مع ميشيل بلاتيني، أليس كذلك؟ نعم، قال لي مازحا ماذا تفعل هنا من جديد؟ في إشارة إلى عودتي لمنصة التتويج بعد مضي عام بالضبط. وبكل صراحة، رغم أني ذقت طعم الفوز بتلك الكأس في العام الماضي، إلا أني انبهرت كثيراً بالأجواء التي عمت خلال تتويجنا، من احتفالات وأفراح في المدينة كلها وردود أفعال وعبارات تهنة وما إلى ذلك. لا يسعني إلا أن أعرب عن شكري العميق حيال كل ذلك. - هل تحس أنك أصبحت رمزاً من رموز الفريق؟ أعتقد أنه من الصعب قول ذلك، لقد قدمت أشياء جميلة في هذا الموسم، لكني لا أعتبر نفسي رمزاً من رموز الفريق، علي أن أترك بصمتي خالدة فيه وعلى مدى وقت طويل. ربما أحظى بحب كبير هنا، لكني لست رمزاً من رموز الفريق. - يبدو من الصعب أن تبقى في الفريق مدة أطول، على حد قول دييجو سيميوني في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد نهائي الدوري الأوروبي؟ نعم، لقد سمعت ما قاله سيميوني وما تردد من شائعات، لكني بكل صراحة لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع. يجب أن ننتظر حتى نهاية الصيف والإستمتاع في الوقت الحالي بكل ما حققناه مع الفريق. إنه وقت الإسترخاء، قبل أي شيء آخر. - في الأرجنتين، حيث لعبت وعشت سنوات طويلة، يعتبر الإنتقال إلى بوكا جونيورز بعد اللعب في ريفر بلايت أو العكس بمثابة خيانة عظمى. هل تعتقد أن الأمر يصل إلى هذه الدرجة في إسبانيا إذا انتقل لاعب بين أتليتكو مدريد وريال مدريد، علماً أن بعض الشائعات تشير إلى رحيلك؟ هناك ندية كبيرة بين الفريقين وأنا أعرف بعض الحالات التي انتقل فيها لاعبون من أحدهما إلى صفوف الآخر، لكن علي أن أكون صريحاً في هذا الأمر: لا أفكر في مستقبلي حالياً. لقد أنهينا للتو مشوارنا في الدوري الأوروبي، وها نحن نستهل جولتنا في كولومبيا، مما يعني أننا لم نخلد للراحة بعد. أفضل الإستمتاع بالحاضر ولا شيء سوى ذلك. - حدثنا عن طريقة لعبك فقد سجلت بالرأس والقدم اليسرى واليمنى وبضربات مقصية وتسديدات هوائية ما هو الجانب التقني الذي ما زلت تحاول تحسينه؟ أريد أن أسجل من الركلات الحرة هذا ما ينقصني، وسأحاول تحسينه إنه موضوع مطروح للنقاش، وسيأتي الوقت الذي أتمرن فيه على ذلك. لقد حظيت بفرصة اللعب إلى جانب بعض من أروع منفذي الركلات الثابتة، مثل مارسيلو جالاردو، الذي راقبته عن كثب. أتمنى أن تتاح لي الفرصة في القريب العاجل. - كثير هم الذين يرونك في مرتبة عالية في الملاعب الإسبانية، مباشرة خلف ميسي ورونالدو. ما هو شعورك حيال ذلك؟ لقد حظيت بالإشادة من عدة لاعبين وأعتبر ذلك تشريفاً وتكليفاً في الوقت نفسه، إذ يجعلني أتحمل مسؤولية أكبر في المستقبل، كما أن ذلك يمنحني حافزاً معنوياً إضافيا لتحسين مستواي أكثر فأكثر والسعي وراء إنجازات قياسية أخرى. - انتظر الجمهور الكولومبي طويلاً لكي يراك تلعب في بلدك خارج إطار المباريات الدولية التي تخوضها مع المنتخب، كيف عشت هذه الجولة بين أهلك وأبناء جلدتك؟ إن الفوز بالدوري الأوروبي يمثل شعوراً خاصاً جداً، سواء بالنسبة لي أو لبلدي، تنتابني أحاسيس كثيرة في هذه اللحظات الخاصة حيث أتقاسم المتعة مع الشعب الكولومبي. فقد حفزتني كثيراً كل عبارات الإشادة والتقدير التي تلقيتها، سواء من الأطفال أو من الكبار. فقد أعرب لي الناس عن افتخارهم بما حققته وأحققه لتمثيل العلم الكولومبي. أنا سعيد جداً وممتن لهم كثيراً. - هل تتخيل نفسك تخوض منافسات الدوري الكولومبي في المستقبل؟ أم أن عودتك إلى أمريكا الجنوبية ستكون عبر بوابة ريفر بلايت؟ لقد قلت سابقاً إن هدفي الحالي هو البقاء في أوروبا وترك بصمتي هناك، لا يعرف المرء ما يخبئه له القدر، لكني أرى الآن من الصعب الللعب في كولومبيا، أما مسألة الريفر، فيمكنني القول إن كلامك صحيح. أعرف أني لم أستمتع باللعب هناك على النحو الذي كنت أتمناه، لأن انضمامي إلى الفريق الأول تزامن مع فترة عصيبة في النادي. وأتمنى أن أعود إليه، إن شاء الله. - لا شك أن أنصار الريفر سيسعدون بقراءة هذا التصريح، لكن دعنا نطلب منك توضيحاً بشأن شائعة راجت خلال طفولتك، هل صحيح أنك صبغت شعرك على طريقة مارتين باليرمو في يوم من الأيام؟ نعم. لكن الأمر كان يتعلق برهان مع بعض الأصدقاء، لا أقل ولا أكثر. فقد جرت إحدى مباريات الكلاسيكو في فصل الصيف، وقطعت وعداً بأن أصبغ شعري مثله إذا خسر الريفر. لكن الناس ما زالوا يتمازحون بذلك منذ تلك المباراة، ومع ذلك أعتقد أن صور تلك الذكرى قد انقرضت. - كان دييجو سيميوني يدربك في الأرجنتين عام 2008. ماذا تغير فيكما معا منذ أن التقيتما لأول مرة وإلى يومنا هذا؟ ما زال دييجو يعيش كرة القدم بنفس الشغف، رغم أنه كسب تجربة كبيرة جداً بفضل مروره بعدة أندية ومختلف الدوريات. وهذا شيء يظهر بجلاء. أما بالنسبة لي، فأعتقد أني نضجت كثيراً. لقد تطورت من الناحية الكروية وحسنت أدائي بشكل كبير. أعتقد أني أصبحت أتخذ قرارات أفضل داخل منطقة الجزاء. - هل تتصور سيميوني مدرباً للمنتخب الأرجنتيني؟ نعم، وأعتقد أن الأرجنتين بحاجة لمدرب مثله في المستقبل. لقد أمضى طيلة مسيرته تقريباً في المنتخب، وهو بالتالي يعرف تمام المعرفة ما ينطوي عليه ذلك من تحديات ورهانات. إنه على أتم الإستعداد لتحمل مسؤولية كهذه. حدثنا قليلاً عن علاقتك بموقع تويتر الاجتماعي خاصة وأن البعض حرصك الدائم على استخدام هذا الموقع. في البداية، لم أكن متحمساً كثيراً لاستعماله، لكن أحد أصدقائي أصر علي كثيراً إلى أن أصبحت معجباً بالموقع. إنه يوفر طريقة جيدة للتفاعل مع المشجعين. يتابعني اليوم حوالي 546 ألف مناصر، وهذا رقم لا بأس به. لكني لست الوحيد الذي أستعمله من بين لاعبي أتلتيكو، إذ يستخدمه عدد كبير من زملائي كذلك.