مرت عشرة أعوام، عقد كامل ولازالت أحداث نهائي كأس العالم 2006، عالقة بالأذهان، ففي 9 يوليو 2006، ودع العشب الأخضر لاعبًا كبيرًا وطأت أقدامه الملعب لآخر مرة كلاعب، هو الفرنسي زين الدين زيدان. زيزو ودع الكرة بحدث كبير حزين لكن على الجانب الآخر، يحتفل عشاق الآتزوري بمثل هذا اليوم التي عادت فيه إيطاليا لتحمل كأس العالم من جديد، وللمرة الرابعة، بعد 24 عام من كأسها الآخيرة. صعدت فرنسا للنهائي بعدما تخطت إسبانيا، البرازيلوالبرتغال، بينما إيطاليا أقصت كل من أستراليا، أوكرانيا وصاحبة الضيافة ألمانيا. الأزرقان ألتقيا في النهائي وذكرى نهائي بطولة أمم أوروبا 2000 عالقة بالأذهان، المباراة كانت في يوليو أيضًا ولكن في الثاني منه، فرنسا جرعت إيطاليا مرارة الهزيمة بعد امتداد اللقاء لأشواط إضافية عقب هدف تعادل ويلفيرد لفرنسا في الوقت الضائع ليتمكن تريزيجيه من إحراز هدف الديوك الثاني وجلب الكأس الأوروبية لفرنسا بعد 16 عام من تتويج بلاتيني بها على الأراضي الفرنسية 1984. ويبدو أن كرة القدم، قررت قبل عشرة أعوام من الآن، أن تعدل وتمنح الطليان فرحه متأخرة على حساب فرنسا أو الأصح على حساب زيدان، الذي تقدم لفرنسا من علامة الجزاء بعد مرور 7 دقائق، وداع زيدان تخيل محبوه انه سيكون مثالي وبطل مونديال فرنسا 1998 سيحمل الكأس الذهبية مرة أخرى لكن ماتيراتزي أفاق الحالمون من أحلامهم حين تعادل لفرنسا بالدقيقة 19 من الشوط الأول. الشوط الثاني كان سلبي مما استدعى الاحتكام لشوطين آخرين، أولهما كان سلبي وكذلك الثاني لكنه شهد حدثًا ربما بات علامة مسجلة في تاريخ تلك البطولة. بالدقيقة 110 من المباراة أشهر الحكم الأرجنتيني هوراسيو إليزانوندو البطاقة الحمراء في وجه زيدان، بطاقة مباشرة وماتيراتزي، على الأرض. الإعادة التلفزيونية أظهرت لمن كان يشاهد اللقاء واحتار في بطاقة زيدان، بأنه نطح المدافع الإيطالي برأسه في معدته لم يفهم أحدًا لماذا فعل زين ذلك، لكن ما عرفوه هو أن فرنسا ستُكمل 10 دقائق أمام إيطاليا بعشرة لاعبين. لم يحدث الكثير في الدقائق المتبقية، واُقتيد اللقاء لركلات الترجيح، إيطاليا سددت ركلاتها الخمس بنجاح، بيرلو، ماتيراتزي، دي روسي، بيرلو، جروسو، بينما لعبت فرنسا أربع ضربات أضاع منها تريزيجيه، واحدة، ويلتورد، أبيدال، سانيول، سددوا، لكن الآتزوري فاز 5-3؛ وتوج بكأسه الرابعة وودع زيدان كرة القدم. بعد المباراة بدأ خبراء ما يُعرف بقراءة الشفاه يقولون أن ماتيراتزي سب زيدان، بوالدته وشقيقته، قائد فرنسا غُرم من الفيفا، 7500 فرنك سويسري وأوقف ثلاث مباريات، كما غُرم المدافع الإيطالي 5000 فرنك سويسري وأوقف مباراتين. زيدان، وقبل إيقافه الذي لم يُجدي لأنه كان قد قرر اعتزال الكرة نهائيًا بانتهاء البطولة، خرج واعتذر على شاشات الفرنسية، اعتذر للأطفال ولم شاهدوه على فعلته، لكنه لم يندم على ما فعله. عشر سنوات مرت يا زيدان، ربما لقطتك مع ماتيراتزي ونطحتك الشهيرة له سرقت الأضواء من هدفيكما بالنهائي الذي، كان الإيطالي أندريه بيرلو، أفضل لاعب به، مباراة بعد نهايتها حمل فيها توتي، ديل بيرو، جاتوزو، بوفون، كانافارو، بيروتا، كاميرونيزي، لوكا توني، دي روسي، ياكوينتا، كأس العالم رفقة مدربهم مارتشيلو ليبي. ودع زيزو، الساحرة المستديرة آو ودعته هي ببطاقة حمراء، 10 سنوات مرت لم يُبدي ندمه، أصبح مدربًا مساعدًا لريال مدريد، ثم مدربًا له وتوج مرتين مع فريقه الذي أنهى فيه مشواره ببطولة دوري أبطال أوروبا مرتين، ولكن هل خرج زيزو كلاعب من الباب الصغير؟ ربما وربما تكريمه في شرفات قصر الإليزية من الرئيس الفرنسي وقتها جاك شيراك، والذي قال "زيدان بطلنا للأبد" يقول غير ذلك. الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع لاعبي فرنسا عقب الخسار فرنسا ستلعب غدًا نهائي يورو 2016، أمام البرتغال، قد تتوج بلقبها الأوروبي الثالث في تاريخها، ويمنحها القدر يوم سعيد بعد يوم مليء بالحزن يتذكرونه.