الحديث عن التحكيم في عالم كرة القدم لا ينتهي.. سواء من ناحية تقييمه أو أخطائه .. ففي كل مرة هناك الكثير من اللغط والجدل حول قضاة الملاعب .. البعض يضعهم دائما في قفص الاتهام على أساس الإصرار على الخطأ .. والبعض الأخر يشير إلى إنهم بشر وارتكابهم للأخطاء أمر وارد في عالم الساحرة. وبين الرأيين المتناقضين .. رصدت مجلة "كوت أوف سيد " البريطانية أبرز عشر "خطايا" لقضاة الملاعب على مدار تاريخ كرة القدم والتي كان لها تأثيرها الكارثي على الفرق والمنتخبات ومصيرها في البطولات الهامة ولاسيما في كاس العالم .. وبالطبع فان المجلة لم تر صد أخطاء الحكام على المستوي المحلي والتي لو وضعتها لامتلأت ملفات بها لاسيما من جانب حكامنا ومشاكلهم التي لا تنتهي وقراراتهم ذات الطبيعة الجدلية دائما. وضعت المجلة البريطانية خطا حكم مباراة فرنسا وايرلندا في تصفيات كاس العالم ويليام جالاس في المرتبة الأولي .. عندما أحتسب هدف مهاجم الديوك تيري هنري على الرغم من انه لمسة يد واضحة ليدرك التعادل لفريقه بعد تأخره بهدف .. والغريب أن تيري نفسه اعترف بعد المباراة أن الهدف غير صحيح لأنه سجله بهدف وقال انه ليس الحكم ليحتسبه من عدمه وانه لابد من سؤال طاقم التحكيم عن ذلك. وجاء اختيار المجلة على هدف فريدي سيرز لاعب فريق كريستال بالاس الذي ألغاه الحكم في مباراة ناديه مع بريستول سيتي .. فبعد أن سدد اللاعب الكرة ودخلت المرمي ثم ارتدت ذهب ليحتفل مع زملائه .. وإذا به يفاجئ بالحكم يشير باستئناف اللعب دون احتساب الهدف .. مما دفع بالنتيجة إلى التعادل بين الفريقين. كان المركز الثالث من نصيب مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام عندما أغفل الحكم مارك كلاتينبورج ركلة جزاء صحيحة لصالح البرتغالي ناني لاعب مانشستر بعد تعرضه لعرقلة واضحة من يونس كابول. وأشار باستمرار اللعب وأمسك ناني الكرة بيده بينما كان ساقطا على الارض وعندما تقدم حارس توتنهام جوميز للحصول على ركلة حرة بسبب لمسة اليد إذا باللاعب البرتغالي يتقدم بالكرة في هدوء مسجلا هدفا .. حيث احتسبه الحكم وسط ذهول كل من في الملعب ليحسم مانشستر النتيجة لصالحه 2- صفر ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم خلال 26 مباراة امام توتنهام. وكان للحكم جر اهام بول البريطاني نصيب في المركز الرابع بما ارتكبه في مباراة استراليا وكرواتيا في مونديال 2006 .. فقد أخرج البطاقة الصفراء للاعب الكرواتي جوسيب سيمونيتش ثلاث مرات دون ان يدري وسمح له بالاستمرار في الملعب على الرغم من وجوب طرده. وبات اللاعب صاحب الرقم القياسي في عدد الإنذارات خلال لقاء واحد، وإن كانت الظروف رحيمة به لأن المباراة أنتهت بالتعادل الايجابي بين الفريقين 2-2 . واختارت المجلة البريطانية الحكم كلاتينبيرج للمركز الخامس بخطئه في مباراة توتنهام ومانشستر يونايتد وكأنه سيناريو متكرر وذلك قي يناير 2005، فبينما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة فقد تغاضي عن احتسب هدف لبيدرو مينديز لاعب توتنهام على الرغم من تخطي الكرة بالكامل ط المرمي وإخفاق الحارس روي كاورل في إبعادها بشكل تام. ولم يتدخل الحكم أو مساعده روب لويس في احتساب الهدف .. وان كان الأخير برر القرار الخاطئ بأنه كان يحتاج لسرعة العداء لينفورد كريستي حتي يلحق بالكرة ويراها بشكل صحيح . وعلى الرغم من أن مباراة دوريكستر تاون وهافانت اند وترلوفيل لم تكن في عالم الكبار، إلا انه شهدت طبقا لما ذكرته المجلة فقد دخل احد المشجعين الملعب لإثارة الشغب وحاول المدير الفني لوركيستر اشلي فيكرز عرقلته حتي يستمر اللاعب ويتم القبض عليه ولكنه فوجئ بالحكم يخرج له البطاقة الحمراء دون داع. وحجز الحكم ماثيو ابسون الذي أدار مباراة ألمانيا وانجلترا عندما لم يحتسب هدفا صحيحا لفرانك لامبارد عندما تخطت الكرة بالكامل المرمي المركز السابع في القائمة .. خاصة أن هذا الهدف كان سيقلص الفارق إلى هدفين مقابل هدف واحد للألمان . بينما حل الحكم التونسي على بن ناصر الذي أدار مباراة الأرجنتين وانجلترا في مونديال 1986 في المركز الثامن .. وذلك بعد إخفاقه في رؤية يد نجم التانجو الأسبق دييجو مارادونا بينما كان يسجل يها هدف فريقه الأول خاصة فارق الطول بينه وبين الحارس الانجليزي بيتر شيلتون وقتها كان واضحا .. كما ان هذا الهدف مهد لفوز التانجو باللقاء 2/1 ولم تفلح محاولات شيلتون وزملائه في الاعتراض على صحة الهدف. واختارت المجلة البريطانية حالة الطرد التي تعرض لها النجم الانجليزي ديفيد بيكهام خلال مباراة المنتخب مع الأرجنتين في المركز التاسع .. وذلك على أساس أن احتكاك اللاعب بنظيره الأرجنتيني دييجو سيموني لم يستحق البطاقة الحمراء، بل وباعتراف سيموني نفسه بعد المباراة فقد أشار إلى انه بالغ في رد الفعل على اصطدام بيكهام به وان الحكم تسرع في اتخاذ قراره. في حين كان المركز العاشر من نصيب الهدف الملغي لنجم البرازيل الأسبق زيكو في مباراة فريقه مع السويد في نهائيات مونديال 1978 .. فبينما كانت النتيجة التعادل بهدف لكل منهما احتسب الحكم ركلة ركنية للسامبا ليقفز زيكو ويسجل برأسه وبدلا من أن يحتسب الحكم الهدف إذا به يشير إلى نهاية المباراة وبرر ذلك بأنه أطلق الصفارة بينما كانت الكرة في الهواء.