عاد إلى القاهرة محمود محجوب رئيس الإتحاد المصري لرفع الأثقال بصحبة البعثة المصرية التي شاركت في بطولة العالم بهيوستن محملين بتسعة مقاعد في أولمبياد ريو دي جينيرو. حوار خاص مع رئيس الإتحاد. ما تقيمك لنتيجة المنتخب المصري في بطولة العالم التي اقيمت في هيوستن الأمريكية في الفترة من 20 الي 28 نوفمبر ؟ لقد نجحنا في تحقيق هدفنا الأساسي من الأشتراك في بطولة العالم و هو التأهل إلى أولمبياد ريو دي جينيرو بأقصى عدد من اللاعبين المصريين. الحمد لله بمجهود اللاعبين و التخطيط الجيد للجهاز الفني استطعنا تحقيق انجاز جديد للرياضة المصرية بالتأهل إلى أولمبياد ريو دي جينيرو بعدد 9 لاعبين منهم 6 رجال و 3 سيدات. الجدير بالذكر أن التأهل إلى الأولمبياد يكون بحساب بحسب ترتيب الدول في بطولتي العالم 2014 و 2015 مجتمعتين. و بعد حساب النقاط حصل المنتخب المصري للرجال على المركز السادس مما سمح له بالتأهل بفريق كامل مكون من 6 لاعبين متساويا مع أفضل منتخبات العالم و حصل منتخب السيدات على المركز ال 13 و تأهل بعدد 3 لاعبات و هو انجاز نظرا لصغر سن بنات مصر. و سوف يتم الأعلان الرسمي عن العدد المؤهل خلال هذا الأسبوع. و يعد التأهل بهذا العدد انجاز تاريخي لرفع الأثقال في ظل هذا النظام التأهيلي. و قد شاركت مصر في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 بعدد 8 لاعبين. لهذا فانا سعيد جدا بما حققناه و مما زاد سعادتي الميداليتين البرونزيتين اللاتي حققهما اللاعب الرائع محمدإايهاب في وزن 77 كج. هل كنت تتوقع هذه النتيجة من محمد إيهاب ؟ إيهاب هو نموزج للبطل الذي لا مثيل له فهو رمز الجلد و التحدي و الأصرار بالأضافة إلى الثقة في النفس. و هذا هو الفرق بين اللاعب الجيد و البطل الذي يقهر المستحيل و لهذا كنت متوقع نتيجته رغم صعوبة المنافسة. لقد فاجأ إيهاب جميع منافسيه و جميع المهتمين برياضة الأثقال حتى أن الأتحاد الدولي للعبة كتب عنه قائلا أن المصري محمد إيهاب الوافد الجديد في هذا الميزان حقق المفاجأة. الجدير بالذكرأان إيهاب صعد للعب في هذا الميزان منذ 6 أشهر فقط فقد كان يلعب العام الماضي في وزن 69 كج الذي أحرز فيه الميداليتين الفضيتين و الميدالية البرونزية في بطولة العالم 2014. كما أن تحقيقه هذا العام الميداليتين البرونزيتين هو أكبر دليل على أنه بطل محترف حيث أنه حافظ على نفس المستوى الذي ظهر به العام الماضي بل لقد ظهر بمستوي أفضل. و يجب العلم أن إيهاب تحدى نفسه في هيوستن برفع ثقل 201 كج في النطر لأول مرة في حياته و كان هذا به نوع من المخاطرة ليضمن تحقيق ميدالية و هذا هو سبب الفرحة الهستيرية للاعب و مدربه و التي صاحبتها فرحة هستيرية مماثلة لنا في المدرجات. و قد اجتهد إيهاب كثيرا ليصل إلى هذا المستوى و كان في قمة تركيزه حتى أنه لم يشارك في دورة الألعاب الأفريقية حتى لا يقطع برنامجه التدريبي و ضحى بمكافأة قدرها 120 الف جنيه كان سيحصل عليها عند تحقيقه ذهبية أفريقيا. و ماذا عن باقي اللاعبين ؟ لقد حقق كل لاعبي المنتخب المصري المطلوب منهم فقد ساهموا جميعا في حصول مصر على هذا العدد من المقاعد الأولمبية. كما ظهر العديد من اللاعبين بمستوى رائع و كانوا بالقرب من تحقيق ميدالية. فمن أفضل النتائج التي تحققت المركز السادس الذي حققته بطلة العالم للناشئين و بطلة أولمبياد الناشئين صاحبة ال 18 عام سارة سمير في وزن 69 كج. و كانت سارة تنافس على ميدالية برونزية النطر و لكنها اخفقت في محاولتين لرفع ثقل 138 كج. و تعتبر نتيجتها انجاز نظرا لصغر سنها فقد كانت أصغر منافساتها تكبرها ب 5 اعوام. و كان اللاعب محمد أحسان صاحب برونزية بطولة العالم 2014 في وزن +105 كج مرشح بقوة للحصول على ميدالية و ذلك حسب أرقامه و لكن الأصابة منعته من ذلك. و أيضا اللاعب أحمد عبد العزيز أدى أداء رائع و بعد أن رفع ثقل 241 كج في النطر حصل على المركز ال 4 بعد أن كان ثالثا حتى أخر محاولتين. كما أننا أطمئننا على مستوى اللاعب طارق يحيى، رابع أولمبياد لندن، في أول مشاركة له بعد عودته من الأصابة و تأكدنا اننا سنستطيع الأعتماد عليه في المستقبل فهو أحد الأعمدة الرئيسية للمنتخب. بعد التأهل للأولمبياد ما هي الخطة القادمة ؟ سيشارك المنتخب يوم 15 ديسمبر المقبل في البطولة العربية و الأفرواسيوية بشرم الشيخ. و بعدها سيأخذ لاعبي المنتخب راحة سلبية على أن يبدأ برنامج الأعداد للأولمبياد في شهر يناير المقبل بمعسكر تأهيلي في شرم الشيخ أو سانت كاترين للأستفادة من الأرتفاع عن سطح البحر. و سنعقد اجتماع مع الجهاز الفني للمنتخب بقيادة خالد قرني للرجال و محمد عثمان للسيدات لوضع برنامج الأعداد الذي سيكون خليط من المعسكرات الداخلية و الخارجية. و الجدير بالذكر ان للمعسكرات الخارجية أهمية كبيرة حيث يمكننا الأستفادة من الأمكانيات و التقنيات العالية كما يمكن للاعبين الخضوع إلى برنامج غذائي جيد و الأستفادة من المكملات الغذائية الغير متوفرة في مصر. و سنشارك في شهر إبريل في بطولة إفريقيا في حالة نقلها من الكاميرون. في النهاية ما الذي ينقص المنتخب المصري ؟ بداية يجب العلم أن وزارة الشباب و الرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز لا تتأخر علينا في شئ و كل ما نطلبه من امكانات مادية و معسكرات يتم تنفيذه على وجه السرعة. و لكن هؤلاء اللاعبين في أمس الحاجة إلى تكريم أدبي و معنوي و مادي سريع. فيجب العلم أن جميع لاعبي المنتخب الذين شاركوا في بطولة العالم ساهموا في هذا الأنجاز و ليس فقط أصحاب الميداليات و المراكز المتقدمة فكل نقطة لها قيمة في الترتيب الذي حصلنا عليه. كما اتمنى أن يتم تكريم لائق بالبطل المصري صاحب الأنجازات محمد إيهاب و تعويضه عن عدم مشاركته في الدورة الإفريقية. يجب العلم أن تكريم هؤلاء الأبطال سيكون له دور إيجابي في تحفيزهم للأستمرار في بذل أقصى جهد من أجل رفع اسم مصر عاليا و تحقيق الحلم في أولمبياد ريو دي جينيرو.