تعاني الآثار بمحافظة المنوفية الإهمال الجسيم فبعد أن كانت مصدرا لأهم الآثار الإسلامية والقبطية والرومانية والفرعونية ومعظم قراها تابعة لهيئة الآثار. وعقب استخراج عدد كبير من القطع الأثرية ونقلها إلي مخازن الهيئة تحول المكان الأثري إلي ملعب للأطفال ومرعي للماعز ومقلب قمامة ووكر للمدمنين والخارجين علي القانون. يقول طارق الحداد عضو جمعية حقوق الانسان بالمنوفية من أهالي قويسنا لقد سقطت الآثارمن حسابات المسئولين عن الآثار والسياحة منذ زمن بعيد عمدا برغم أن اسمها الفرعوني مون فرو أو من نفر وهو الأرض الطيبة وهذا وحده كان كافيا للاهتمام بها والبحث عن آثارها الدفينة في الفرعونية بأشمون وفي مست مصطاي حاليا بمركز قويسنا أو برزقع زاوية رزين بمنوف وان تنن أو البتانون حاليا وتل البندارية بتلا وفي جبانة قويسنا التي تم اكتشافها عام1990 وعثر بها علي ثلاثة آلاف اثر فرعوني وبطلمي وروماني من جبانة واحدة علي مساحة فدان واحد من اجمالي365 فدانا حددتها البعثات الاستكشافية كمنطقة اثرية بقويسنا مما يؤكد أنها منطقة آثار عالمية إلا أن عدد زوارها صفر لعدم وجود متحف لعرض الكنوز المكتشفة بعد أن فضلت هيئة الآثار الإلقاء بها في العراء ونقل معظمها إلي وطنطا. ويؤكد عادل الشيخ من أهالي سرسنا بالشهداء أن القرية شهدت إهمالا كبيرا فبعد أن كانت محط أنظار هيئة الآثار والمحليات تحولت إلي خرابة ومرعي للاغنام والمواشي مع بلد يعود إلي عصر الفتح الإسلامي حيث استشهد علي أرضها عدد كبير من القادة والجنود العرب, وبعد الفتح الإسلامي سميت بهذا الاسم وأقيم بها أكثر من500 مقام وضريح ويعد ضريح محمد شبل بن الفضل بن العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام والملقب بسيدي شبل الأسود من أشهر أضرحة آل البيت في مصر, وبجواره ضريح أخوته السبعة والموجود بمسجد سيدي شبل. وتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس قد حقق انتصارات علي الجيوش الرومانية وقت الفتح الإسلامي لمصر إلي أن وصل للمنوفية في منطقة سرسنا التي كانت بها قلعة حصينة للرومان حيث دارت معركة ضارية مازالت آثارها موجودة حتي الآن, واستمر قائد الجيوش في انتصاراته إلي أن عاد إلي سرسنا مرة أخري ووجد الرومان في انتظاره وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف واستشهد فتم دفنه في موضع استشهاده وبناء ضريح ومن بعده المسجد. ويقول الدكتور أحمد دراز رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب ومدير مشروع أعمال حفائر علمية بمنطقة محاجر قويسنا ان شعبة الآثار قامت ببعض أعمال الكشف عن جبانة قويسنا التي تعود إلي العصر المتأخر والعصرين البطلمي والروماني الموجودة في الناحية الجنوبية من الموقع وتوجد اماكن لآثار إسلامية وقبطية قديمة تساعد علي زيادة السياحة العالمية والداخلية ومنها مسجد العمري بمدينة أشمون والذي بني في العصر الأيوبي وعشرات المساجد الأثرية بقرية قويسنا البلد وعدد من الآثار القبطية ممثلة في كنائس من القرن ال12 ومكتبة لفؤاد الأول تضم أكثر من20 ألف كتاب ومخطوط أثري. ويقول علي الميهي مدير عام الإعلام بجامعة المنوفية: إن السياحة بالمحافظة تتنوع إلي السياحة الدينية حيث تضم المنوفية عددا من المزارات الإسلامية الأثرية كمسجد العارف بالله سيدي شبل الأسود بن الفضل بن العباس ابن عم الرسول- صلي الله عليه وسلم- بمدينة الشهداء والذي يضم بعض شهداء الفتح الإسلامي وهذا المسجد يشهد توسعة وتطويرا ويرتاده سنويا الآلاف من المسلمين والصوفية والمهتمون بالآثار الإسلامية من كل أرجاء العالم الإسلامي. ومسجد سيدي خميس والجامع العباسي بمدينة ويتميز بطابع إسلامي وأثري عميق والمسجد العمري الذي يقع فوق تل قديم بوسط مدينة أشمون وبني في العصر الأيوبي ويتم ترميمه علي نفقة المجلس الأعلي للآثار ومسجد سيدي خالد الفتح بطوخ دلكة مركز تلا وبني في عهد عمرو بن العاص عندما فتح مصر وهي مزارات هامة يفد إليها الكثيرون سنويا علاوة علي الكنائس ومنها ماري جرجس والعذراء والأنبا صرابا مون بالبتانون ودير الملاك بقرية حنين باصطباري والشهيد مارجرجس والعذراء بطوخ دلكة ودير البراموس. وأضاف الميهي أن السياحة الثقافية تضم متحف دنشواي الذي يسجل ذكري حادثة دنشواي الشهيرة ويجدد ذكري كفاح أهالي تلك القرية عام1906 ومقاومتهم للاحتلال البريطاني وقد اتخذت المحافظة يوم13 يونيو سنويا عيدا قوميا لها كل عام. وقد أنشئ وزاول نشاطه متحف الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام بمسقط رأسه بقرية ميت أبوالكوم في1997 ويحوي المتحف العديد من الصور والوثائق والمقتنيات الشخصية الهامة التي تخص الزعيم الراحل وتحكي جولاته مع رؤساء العالم. وشرائط فيديو تحوي خطبه في المحافل الدولية بالإضافة إلي كتب عن حياته وكتب ألفها مثل البحث عن الذات وكلها في هذا المتحف الذي أقيم في منزله علي مساحة67200 متر مربع. وأوضح محمد سيد سعيد موظف بالجامعة أن المحافظة ذاخرة بالقصور الأثرية ومنها قصر خليل باشا الجزار بمدينة وهو المقر الرئيسي لجامعة المنوفية حاليا وقصر عبدالعزيز باشا فهمي بكفر المصيلحة وقصر عبدالمنعم بك في مركز تلا كما تنتشر بها المناطق الأثرية من بينها: تل البندارية بزاوية بمم- مركز تلا وزوال نشاطه في العصر الروماني وهو يتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية منذ1975 وهناك الجبانة الأثرية بكفور الرمل وتقع بجوار منطقة المحاجر بقويسنا وأنشئت في التسعينيات من القرن الماضي وتحتوي علي آثار مصرية ويونانية قديمة وتم اكتشاف أكثر من3 آلاف قطعة أثرية متنوعة ترجع لعصور مختلفة وتضم توابيت وتماثيل وتمائم وأوان فخارية مختلفة الأشكال والأحجام ومنطقة التل الأثري بكفر أبوالحسن ومنطقة الناوس غرب ضريح أم حرب بقرية مصطاي وتل سرسنا والتل الإغريقي بقرية الفرعونية. عبارة عن شقة صغيرة لا تتعدي مساحتها60 مترا مما يسبب لهم ضيقا شديدا. ومن جانبه أوضح اللواء ياسين طاهر سكرتير عام محافظة المنوفية, أنه تم إنشاء إدارة مختصة بالسياحة بديوان المحافظة وتم منحها المزيد من الصلاحيات والاختصاصات لتنفيذ المهام المنوطة بها كما تم افتتاح العديد من المشروعات السياحية تسعي المحافظة إلي تطويرها وإنشاء المزيد منها بما يساهم في تطوير وتنمية النشاط السياحي بالمنوفية مشيرا إلي أن المحافظة تحظي بسمعة طيبة وإقبال السائحين والزائرين عليها للتعرف علي معالمها التاريخية والأثرية وشراء منتجاتها المميزة من الوجبات الشهية والصناعات اليدوية كالسجاد والمنسوجات والمشغولات اليدوية. وأوضح طاهر أنه عمل مسح للآثار علي الطريق الزراعي السريع بجوار برج قويسنا, بالإضافة إلي إقامة مطعم وكافيتريا سياحية علي أعلي مستوي, وتخصيص مزارات سيتم بيع منتجات محافظة المنوفية بها, وأنه في انتظار صدور قرار التخصيص خلال الأيام القادمة لإقامة هذه المنطقة السياحية المتكاملة وسيتم تصوير جبانة قويسنا خلال الأشهر الستة المقبلة, لحمايتها من أي تعديات, وتم رفع ميزانية الحفائر إلي05 ألف جنيه لاستكمال أعمال الحفر بالجبانة وسيتم تكليف استشاري لعمل الدراسات لتطوير مسجد سيدي شبل الأثري بمدينة الشهداء, ووضع آثار المنوفية علي خريطة التطوير.