المنوفية شأنها شأن محافظات مصر العريقة حباها الله بطبيعة خلابة ومناطق بديعة جذابة وهي تحتضن فرعي دلتا النيل وتقع في جنوب الدلتا يحدها من الشرق فرع دمياط وغربا فرع رشيد وهي تأسر الزائرين والناظرين لما تتميز به من مقومات فضلا عن جودة وخصوبة أراضيها الزراعية التي تساعد علي تنوع الغلال والمحاصيل والفواكه والأزهار والشتلات والأشجار ويشتهر أهلها بكرم الضيافة وحسن معاملة الزائرين وإعداد الوجبات والأكلات الشهيرة منها الفطير المشلتت. يقول علي الميهي - مدير عام الإعلام بجامعة المنوفية: إن السياحة بالمحافظة تتنوع إلي السياحة الدينية حيث تضم المنوفية عددا من المزارات الإسلامية الأثرية كمسجد العارف بالله سيدي شبل الأسود بن الفضل بن العباس ابن عم الرسول - صلي الله عليه وسلم - بمدينة الشهداء والذي يضم بعض شهداء الفتح الإسلامي وهذا المسجد يشهد توسعة وتطويراً ويرتاده سنويا الآلاف من المسلمين والصوفية والمهتمون بالآثار الإسلامية من كافة أرجاء العالم الإسلامي. ومسجد سيدي خميس والجامع العباسي بمدينة شبين الكوم ويتميز بطابع إسلامي وأثري عميق والمسجد العمري الذي يقع فوق تل قديم بوسط مدينة أشمون وبني في العصر الأيوبي ويتم ترميمه علي نفقة المجلس الأعلي للآثار ومسجد سيدي خالد الفتح بطوخ دلكة مركز تلا وبني في عهد عمرو بن العاص عندما فتح مصر وهي مزارات هامة يفد إليها الكثيرون سنويا علاوة علي الكنائس ومنها ماري جرجس والعذراء بشبين الكوم والأنبا صرابا مون بالبتانون ودير الملاك بقرية حنين باصطباري والشهيد مارجرجس والعذراء بطوخ دلكة ودير البراموس. أضاف أن السياحة الثقافية تضم متحف دنشواي الذي يسجل ذكري حادثة دنشواي الشهيرة ويجدد ذكري كفاح أهالي تلك القرية عام 1906 ومقاومتهم للاحتلال البريطاني وقد اتخذت المحافظة يوم 13 ينيو سنويا عيدا قوميا لها كل عام. وقد أنشئ وزاول نشاطه متحف الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام بمسقط رأسه بقرية ميت أبوالكوم في 1997 ويحوي المتحف العديد من الصور والوثائق والمقتنيات الشخصية الهامة التي تخص الزعيم الراحل وتحكي جولاته مع رؤساء العالم. وشرائط فيديو تحوي خطبه في المحافل الدولية بالإضافة إلي كتب عن حياته وكتب ألفها مثل "البحث عن الذات" وكلها في هذا المتحف الذي أقيم في منزله علي مساحة 67200 متر مربع. قال "الميهي" هناك السياحة الريفية التي تعتبر رافدا هاما من روافد السياحة بالمحافظة وتتجه إليها الأنظار لريادتها في هذا المجال لما لها من جو جميل ومناظر ريفية خلابة وهواء نقي ونسيم عليل وأنهار ومسطحات مائية نيلية طبيعية وأرض خصبة إلي جانب سهولة المواصلات والاتصالات وقربها من الموانئ والمطارات خاصة أنه سيتم في الفترة القادمة إنشاء ميناء نهري بالسادات ومطار تجاري مدني بقويسنا علاوة علي توافر البنية الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء وغاز طبيعي ومستشفيات ومؤسسات علمية وثقافية ومكتبات عامة. مشيرا إلي أن المحافظ المستشار أشرف هلال قرر إقامة مفرخ سمكي بالبحر الفرعوني لجذب هذا النوع من السياحة. أضاف علي الميهي أن المحافظة تتمتع بوجود السياحة العلاجية بها من خلال معهد الكبد والمنشآت الطبية ومركز الأورام والعلاج الذري بالجامعة وكذا سياحة رجال الأعمال ويتمثل في مصنع غزل شبين الكوم والمنطقتين الصناعيتين بقويسنا والسادات والمنطقة الحرة بشبين الكوم. ويعتبر المركز الإقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان والذي تم إنشاؤه بالاتفاق بين مصر وهيئة اليونسكو من أهم المعالم الثقافية بالمحافظة. طالب بقيام المحافظة بالتنسيق مع وزارتي السياحة والآثار للاستفادة من موقع المنوفية ومناخها وطبيعتها الخضراء وما تضمه من آثار مختلفة ووضعها علي خريطة السياحة الريفية من خلال القري السياحية الموجودة بها مع إمكانية الاستفادة من فرع النيل بمناطق جزيرة الحجر بالشهداء والفرعونية بأشمون وكفر داود بالسادات بتطويرها وتنفيذ موديلات سياحية "السياحة النيلية". وكذا وضعها علي خريطة الاستثمار العالمي من خلال إيجاد صناعات تصديرية والاستفادة مع الموقع المتميز علي الطريقين الزراعي والصحراوي بين مصر والإسكندرية.. موضحا أن الأمل معقود علي الانتهاء من الطريق الإقليمي الحر الذي ينشأ الآن والذي سيلعب دورا كبيرا في ربط غرب مصر بشرقها حيث سيربط مدينة السادات بمدينتي منوف والباجور ومدن العاشر وبدر مرورا بالإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد. طالب "الميهي" بالارتقاء بنظافة المناطق السياحية والمزارات بالمحافظة مع العمل علي حسن استثمارها ونشر الوعي بين أبناء المحافظة مع الدعاية المناسبة بكافة الصور لهذه المزارات من خلال الأفراد والشركات السياحية من أجل التعريف بها إلي جانب إنشاء مشروعات سياحية وترفيهية علي أحدث الطرز العالمية. أوضح محمد سيد أحمد خليل - أحد المهتمين - أن المحافظة ذاخرة بالقصور الأثرية ومنها قصر خليل باشا الجزار بمدينة شبين الكوم وهو المقر الرئيسي لجامعة المنوفية حاليا. وقصر عبدالعزيز باشا فهمي بكفر المصيلحة. وقصر عبدالمنعم بك في مركز تلا. كما تنتشر بها المناطق الأثرية من بينها: تل البندارية بزاوية بمم - مركز تلا وزوال نشاطه في العصر الروماني وهو يتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية منذ 1975 وبدأ أضاف: هناك الجبانة الأثرية بكفور الرمل وتقع بجوار منطقة المحاجر بقويسنا وأنشئت في التسعينيات من القرن الماضي وتحتوي علي آثار مصرية ويونانية قديمة وتم اكتشاف أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية متنوعة ترجع لعصور مختلفة وتضم توابيت وتماثيل وتمائم وأوان فخارية مختلفة الأشكال والأحجام. منطقة التل الأثري بكفر أبوالحسن ومنطقة الناوس غرب ضريح أم حرب بقرية مصطاي وتل سرسنا والتل الإغريقي بقرية الفرعونية. قال السيد حسن عبدالعال - رئيس وحدة محلية: إن المنوفية بها أماكن ترفيهية وسياحية هامة منها قرية فينيسيا وموفي مون وموفي ستار والعلياء وحدائق الطفل والخالدين والمتحفية بشبين الكوم وحديقة "طفل الحضر" بكفر المصيلحة وساهمت في إنشائها هيئة تنشيط السياحة إلي جانب قري دهب ستار ودهب ستارز بقويسنا وكافتيريا عزالدين علي الطريق الزراعي وقرية نادي الغزل بشبين الكوم. فضلا عن برج المنوفية السياحي الذي أقامته المحافظة عام 1961 علي الأطراف الشرقية لمدينة قويسنا ويقع علي مساحة فدانين وبه عدة مطاعم ومقاه وقاعة للأفراح والمناسبات واشتهر بقضية استيلاء الشركة المستأجرة له عليه بعد انتهاء عقد الإيجار منذ عام 1992 ونجح المستشار المحافظ أشرف هلال في استرداده للجهة المالكة له وهي المحافظة وذلك في 12 يونيو الماضي. أوضح أنه تم إنشاء إدارة مختصة بالسياحة بديوان المحافظة وتم منحها المزيد من الصلاحيات والاختصاصات لتنفيذ المهام المنوطة بها. كما تم افتتاح العديد من المشروعات السياحية تسعي المحافظة إلي تطويرها وإنشاء المزيد منها بما يساهم في تطوير وتنمية النشاط السياحي بالمنوفية.. مشيرا إلي أن المحافظة تحظي بسمعة طيبة وإقبال السائحين والزائرين عليها للتعرف علي معالمها التاريخية والأثرية وشراء منتجاتها المميزة من الوجبات الشهية والصناعات اليدوية كالسجاد والمنسوجات والمشغولات اليدوية.