من بين كل المبادرات المطروحة لإيجاد حل للأزمة التي تمر بها مصر لم أسمع من يدعو قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورموز التيار الديني المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسي إلي إيثار المصلحة العليا للوطن والمواطنين وتسليم أنفسهم إلي السلطات من أجل حقن دماء المصريين. لو كان بديع والشاطر والبلتاجي وحجازي وعبدالماجد وغنيم وغيرهم من دعاة الفتنة يؤمنون حقا بأن الإسلام هو الحل, فلماذا لا يقدمون مصلحة الوطن الأم ومصالح آلاف المعتصمين في الميدان علي مصالحهم الشخصية لوقف نزيف الدم الحرام؟ لماذا لا يئدون الفتنة التي أطلت برأسها وحصدت أرواحا غالية من دون ذنب ولا جريرة؟ لماذا يصرون علي عنادهم ويتمسكون بطلباتهم الدنيوية غير عابئين بما أحدثوه من انقسام في الشارع المصري؟ ألا يعلمون أن العند يورث الكفر؟ هذه القيادات التي تحتمي في جموع المعتصمين في ميدان رابعة العدوية وترفض التفاوض علي أي حل إلا عودة الأمور إلي ماكانت عليه قبل30 يونيو بما فيها عودة المخلوع إلي مقر الرئاسة في قصر الاتحادية وكأن شيئا لم يكن, مع تحريض المعتصمين علي البقاء في أماكنهم والتوسع في الاعتصام في أماكن أخري من أجل زيادة الأمور تعقيدا! هم علي يقين من استحالة تنفيذ هذه المطالب ومن العودة بالبلاد إلي الوراء. يدفعون بشباب الإخوان إلي مواجهات دامية مع الجيش والشرطة وقطاعات عريضة من الشعب التي ملت حكمهم, فيما يختبئون هم وراءهم لترتيب خروج آمن لأنفسهم بأي ثمن, حتي لو كان هذا الثمن دماء المئات من المؤيدين لهم! أي إسلام هذا؟ مرسي لن يعود, وتجربة الإخوان لن تتكرر, والعام الذي أضعناه انتظارا لأكاذيب النهضة كلفنا الكثير من الخسائر علي كل المستويات بسبب فشل الجماعة في إدارة أي شئ إلا المؤامرات علي مصر. القرضاوي دعا المصريين إلي الانضمام لاعتصام رابعة, وطالب مسلمي العالم في إندونيسيا وبنجلاديش والسنغال وماليزيا ونيجيريا وباكستان والهند والصومال والعراق وإيران وليبيا وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ليكونوا شهداء في مصر, وحرض المنظمات الدولية والعربية والإسلامية والإفريقية علي اتخاذ موقف حاسم مما يحدث في مصر, ما هذا إن لم يكن دعوة للتدخل العسكري الدولي في شئون مصر الداخلية؟ أليست هذه الدعوة رغبة صريحة في تحويل البلاد إلي ساحة للاقتتال, بهدف تقسيم مصر إلي كانتونات متصارعة؟ اتقوا الله في مصر وفي شبابها..وثوبوا إلي رشدكم يرحمنا ويرحمكم الله. [email protected] رابط دائم :