الإخوان البلطجية هم الذين تعدوا علي المسيرة السلمية تضاربت أقوال شهود العيان حول اشتباكات كوبري قصر النيل بين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي ومعتصمي ميدان التحرير، بين متهم للإخوان بالتعدي علي المعتصمين السلميين ومحاولة اقتحام الميدان بالقوة عبر الاسلحة النارية وبين أخرين يتهمون البلطجية بترويعهم خلال تظاهراتهم السلمية التي كانت متجهة نحو محيط السفارة الأمريكية، وسط القاء قوات الأمن قنابل الغاز علي الطرفين بعد تصاعد وتيرة الإشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للرئيس السابق، وبين هذا وذاك تكمن الحقيقة في التفاصيل التي ننقلها لكم بكل موضوعية علي لسان شهود العيان والمصابين وبعض أفراد اللجان الشعبية المتواجدة علي مداخل ومخارج الميدان. "الاخوان مش هيدخلوا التحرير الا على جثثنا لأن الميدان ده للثوار فقط".. هذا كان رأي جموع المعتصمين بميدان التحرير مساء الإثنين لحظة وقوع بعض المناوشات التي تطورت الي اشتباكات حادة بالاسلحة النارية والخرطوش بين المتظاهرين في صفوف الاخوان المسلمين، المؤيدين للرئيس المعزول وأفراد اللجان الشعبية ومعتصمي التحرير من ناحية كوبري قصر النيل قبل لحظات من توجههم نحو السفارة الأمريكية للتنديد بصمت الغرب علي ما يجري في مصر. متظاهرو الاخوان، وأنصار الرئيس المعزول كانوا يرددون شعارات مناهضة للفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس المؤقت وحكم العسكر ويهتفون "هي لله هي لله، اسلامية اسلامية رغم الف العلمانية، البلد دي بلادنا والشهداء دول أخواتنا، يا نعيش احرار في بلدنا، يا نموت ثوار يا ولادنا" . بداية الصدام.. البداية كما ترويها بثينة سعيد، عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية حينما كان أفراد الحملة يستعدون لتنظيم مسيرة خاصة وافطار بميدان طلعت حرب في ذكري ميلاد الشهيد مينا دانيال، فإزدادت حركة البعض وتعالت أصواتهم بشكل هستيري ثم دقائق وإنسحبت سيارتي الأمن المركزي المتواجدة في محيط الميدان من ناحية عبدالمنعم رياض، للإتجاه إلي كوبري قصر النيل والسفارة البريطانية من أمام فندق سميراميس بعد تردد أنباء بين جموع المعتصمين بميدان التحرير عن قيام جماعة الاخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بإقتحام الميدان للإعتصام فيه من ناحية كوبري قصر النيل خلال المسيرة التي نظمها مؤيدي المعزول من ميدان رمسيس مرورا بدار القضاء العالي نحو السفارة الأمريكية عبر التحرير، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد تصدي المعتصمين لهم وتدخل قوات الأمن لفض الاشتباك ومطاردتهم بقنابل الغاز. دماء الأحرار ما تزال ظمأنة لتراب الوطن شهدت الإشتباكات وفاة الشاب عمرو محمد سيد سلامة، 21 عاماً وكان أحد المعتصمين في ميدان التحريرمنذ الثلاثين من يونيو الماضي ولقي مصرعه في مستشفي المنيرة إثر إصابته بطلقتين في ظهره وهو حاليا في مشرحة زينهم، حاولت "الوادي" الوصول إلي أهالي الشاب المتوفي خلال الاشتباكات بين الاخوان ومعتصمي الميدان، فوجدنا والدته التي لم تصدق عينيها ودخلت في حالة من البكاء الهستيري علي ما جري لولدها وطالبت بالقصاص من القتلة التي أطلقت عليهم لقب "الاخوان المجرمين"، متهمة المرشد العام للجماعة والمهندس خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وعاصم عبدالماجد بقتل ابنها عمدا مع سبق الاصرار والترصد. وعلي الجانب الأخر كان هناك أكثر من 20 مصاب في الاحداث بإصابات بالغة، التقينا أحد هؤلاء الجرحي في مستشفي المنيرة وهو الشاب عمرو عبدالحميد الذي أصيب بطلق ناري في قدمه اليسري وفي حاجة ماسة إلي جهاز طبي لا يقل ثمنه عن 6 آلاف جنيه والا بترت ساقه، وبجواره أخر يدعو علي الاخوان ومعتصمي رابعه العدوية ويكتفي بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي اعتدي علينا واحنا صايمين وقتل اخواتنا وضربنا بالخرطوش والسلاح واحنا مش في ايدينا غير حجارة وعلم". تحرك متأخر.. في ذلك التوقيت كانت القوات المسلحة ومدرعات الجيش قد تمركزت في ساحة المتحف المصري، فضلا عن الدفع بقوات اضافية من المظلات ورجال الصاعقة والمنطقة المركزية العسكرية لتأمين المتحف ومداخل الميدان من ناحية عبدالمنعم رياض من البلطجية والخارجين عن القانون، بالإضافة إلي تزايد قوات الشرطة والأمن المركزي أمام السفارة البريطانية وبجوار ميدان سيمون بوليفار لتأمين الفنادق والسفارات الأجنبية . الشعب يحمي الميدان.. فيما قامت اللجان الشعبية بالميدان بإلقاء القبض علي أحد الافراد المسلحين من مؤيدي الرئيس المعزول واعتدوا عليه بالضرب المبرح والسباب ولم يتركوه الا في أيدي الأجهزة الأمنية. ويقول عارف زين، أحد أفراد اللجان الشعبية بالميدان إنهم تمكنوا من العثور علي بقايا طلقات خرطوش وآلي علي أطراف الميدان، كان يحملها مؤيدي المعزول أثناء محاولة أقتحامهم التحرير في ظل وجود العشرات فقط من المعتصمين بداخله، الأمر الذي ساهم في تزايد أعداد المصابين بشكل كبير بين طلقات الخرطوش والاصابات بالحجارة نُقلوا علي إثرها عبر سيارات الاسعاف والدراجات النارية إلي مستشفيات المنيرة وقصر العيني . وأضاف زين أنه شاهد العديد من مؤيدي المعزول يمسكون في أيديهم أكياسا بلاستيكية سوداء يلفونها علي أيديهم وبداخلها السلاح الذي انهالوا به علي معتصمي الميدان . وفي ذات السياق يروي أحد المصابين بمستشفي المنيرة شهادته عن أحداث الاشتباكات قائلا "إن الاخوان حاولوا يدخلوا الميدان ، فتصدى لهم المعتصمون فيه من الرافضين لهم وطاردوهم حتى الشوارع الجانبية وعند اقتراب مسيرة للاخوان والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي والتي كانت متجهة نحو دار القضاء العالي من نااحية ميدان التحرير واجهها متظاهرون من التحرير بالحجارة والزجاج عند مدخل الميدان من ناحية مقر جامعة الدول العربية، لكن المتظاهرين من انصار المعزول تراجعوا قبل ان يجمعوا انفسهم ويهاجموا معتصمي الميدان بالخرطوش أمام السفارة البريطانية، وهو ما دفع قوات الامن المركزي المتمركزة عند فندق سميراميس والسفارة البريطانية الى التدخل عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع . ارتداد موجات الغزو.. وبعد الإفطار سادت حالة من الهدوء التام المشوب بالحذر في محيط الميدان بعد انسحاب متظاهري الإخوان ولكن علي الجانب الأخر كان لأنصار الرئيس المعزول شهادتهم المختلفة كليا عن شهادة المصابين والمعتصمين بالتحرير، فقال أحدهم وهو يروي شهادته عما حدث في الرابعه من مساء الإثنين إن مؤيدي الدكتور محمد مرسى والرافضين للانقلاب علي الشرعية بعمل حشد سلمى أمام دار القضاء العالى في غضون الساعة الحادية عشر حتى الرابعه مساءً حيث تحركت المسيرة لتصل إلي كورنيش النيل فى طريقها للسفارة الأمريكية ،حتى وصلت المسيرة إلي كوبري قصر النيل، وبدأ بعض متظاهري التحرير يقومون بالإعتداء على المتظاهرين بالحجارة والخرطوش والمولوتوف من جهة ميدان التحرير. وهو ما دفع المتظاهرين للتصدي لهم لتمر باقى المسيرة حتى وصلت إلي السفار الامريكية، مما ادى الى حدوث اصابات حتي تدخلت قوات الامن وقامت بالقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، مما دفعهم لانهاء وقفتهم أمام السفارة البريطانية بسبب تزايد حالات الاختناق من الغاز. وأضاف أنه اثناء عودة المسيره قامت قوات الامن بالقاء قنبلة غاز أمام المتظاهرين مما دفع الجميع لمحاولة الرجوع للوراء، البعض عاد مرة أخري إلي المكان الذي أطلق فيه الغاز وتواجدت وسط البلطجية وقوات الشرطة والجيش، ورأيت البلطجية والسرسجية وهم يعتدون علي متظاهرين من الاخوان قد أمسكوا بهم بمنتهي العنف والقسوة، والدماء تسيل من كل نقطة من أجسادهم، كما أحرقوا صور الرئيس السابق محمد مرسي، فضلا عن تسليم ستة من المتظاهرين تم التنكيل بهم إلي قوات الشرطة.