لم يثر الجيش الروسي شهية الصحف الغربية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ولكن في الأسابيع الأخيرة تصدرت أخباره التقارير العالمية تنفيذ روسيا أكبر تدريباتها العسكرية التي يجريها الجيش الروسي في التاريخ المعاصر والتي ستستمر حتي20 يوليو الجاري, وشملت التدريبات حوالي160 ألف جندي وأكثر من ألف دبابة و130 طائرة من طراز سو-25 وسو-24 أم أر وسو-27 أس أم وميج-31 وتو-95 أم أس, بالإضافة إلي مروحيات من طراز مي-8 ومي-24 وكا-52 و70 سفينة تابعة للبحرية والتي تضم مجموعات السفن طراز فارياج الصاروخي, والسفينتين الكبيرتين المضادتين للغواصات مارشال شابوشنيكوف والأميرال فينوجرادوف, وسفينتي الإنزال الكبيرتين اوسليابيا ونيقولاي فيلكوف, بالإضافة إلي المدمرة بيستري, والسفن الصغيرة المضادة للغواصات, والزوارق الصاروخية, وسفن التموين. وتجري تلك المناورات في أقصي شرق روسيا, ويؤكد مراقبون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يستهدف من تلك التدريبات مميزات إستراتيجية من حيث إعداد الجيش وعرض قوته القتالية ولكن الهدف الأبرز لبوتين هو التأكيد علي أهمية العسكرية الروسية في العالم باعتبارها القوة البارزة في الشرق الأقصي بشكل خاص. ورأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن الصين هي أكبر تهديد لروسيا في المنطقة وبرغم أن الصراع بين البلدين قد يبدو من غير المحتمل للوهلة الأولي إلا أنه نظرا لتاريخهما المشترك من النزاعات الإقليمية والتي انتهت بتوقيع كل من موسكو وبكين علي معاهدة حدودية جديدة في عام2004 يتوقع المحللون أن روسيا تستعد للاشتباك مع الصين في نهاية المطاف حيث بدأ التحديث العسكري في الصين في تهديد روسيا وأثارت لديها ذكريات صراعات الماضي وعلي الرغم من علاقاتهما الاقتصادية الوثيقة والتعاون العسكري إلا أن روسيا تشعر الآن بعدم ارتياح متزايد إزاء القوة المتنامية لجارتها الشرقية العملاقة.