بعد أن نجحت بعض وسائل الإعلام في تحقيق اكتفاء ذاتي لدي الشعب المصري من مشاعرالكراهية وصل إلي درجة الاستهانة بالدم, مستخدمة كل الاساليب غير المشروعة لتحويل الآخر المختلف إلي عدو تجب إبادته, بعد أداء المهمة بنجاح بقي لديها فائض كراهية بدأت تعبئته لتصديره تجاه الشعوب الأخري لتركز الهجوم الآن علي الفلسطينين والسوريين دون تمييز فكلهم إرهابيون لايريدون الخير لمصر وشعبها. انتشرت علي صفحات الفيس بوك مقطع من برنامج علي قناة أون- تي-فيهاجم فيه المذيع اللاجئون السوريين ونعتهم بأقذر الصفات وهددهم بالضرب والطرد واعترف بأن مايقوله قد يكون غير مقبول أخلاقيا ولكنه لابد منه وأن من لايريد سماعه عليه أن يغير بالريموت وينتقل إلي قناة اخري منتهي العجرفة ليس فقط مع اللاجئين السوريين ولكن مع جمهور المشاهدين. نسي مقدم البرنامج أن من جاء هاربا من صراع دموي في وطنه يصعب عليه أن يدخل في صراع دموي خارج وطنه, ونسي أن اللاجئ قصد مصر يبحث عن امان افتقده علي أرضه, والأهم نسي مابيننا وبين الشعب السوري من علاقات تاريخية ولو أنه سبق وزار سوريا لوجد في حفاوة الاستقبال ما يعكس دفء مشاعر السوريين وحبهم للمصريين. الهجوم علي السوريين والفلسطينيين ليس عزفا منفردا لمذيع ولكنه عزف جماعي شارك فيه إعلاميون احترفوا الحض علي الكراهية والتنابذ بالألقاب. الأداء الإعلامي المعيب دفع9 منظمات حقوقية لإصدار تقرير تحذر فيه من استمرار خطاب التحريض علي العنف والكراهية الذي بدأ يطال اللاجئين السوريين والشعب الفلسطيني بعد السكوت علي خطاب الكراهية والتحريض ضد شرائح من المجتمع. الهجوم غير المبررازع الوطنيين الغيوريين علي عروبة مصر ومكانتها ومنهم د. زياد بهاء الدين- نائب رئيس الوزراء-الذي حذر من الحالة العدائية المنتشرة في وسائل الإعلام تجاه الفلسطينيين والسوريين معبرا عن قلقه من تحول السوريين والفلسطينيين إلي ضحايا للصراع السياسي. وكتب علي صفحته علي الفيس بوك عروبة مصر إكبر واسمي من الصراعات الحزبية وتصوير الإشقاء العرب من سوريا وفلسطينين علي أنهم جهاديون جاءوا لحمل السلاح وترويع الآمنين ومساندة تيار سياسي معين لايليق بمصر انتقاد الأداء الإعلامي انتقل إلي الإعلاميين ذاتهم فقد تحدث الإعلامي يسري فودة عن الاداء الاعلامي غير الملتزم بالأخلاقيات المهنية, ووصف الإعلامي الساخر باسم يوسف الأداء الإعلامي بالعنصري. الحالة الإعلامية تؤكد احتياجنا إلي ميثاق إعلامي ملزم وليس اختياريا يضبط الأداء بعد أن ارتبطت نجومية بعض الإعلامين بما يتضمنه قاموسهم من مفردات السب والقذف. ألفاظ كنا نرفض سماعها في الشارع تصدم أذاننا الآن من الشاشات. ميثاق الشرف الذي تضمنته خارطة الطريق لابد أن يعده إعلاميون- لم يلوثوا أذاننا بلغة مبتذلة-وأساتذة وخبراء الإعلام والقانون وممثلو المجتمع المدني. ولانريده إطار اخلاقي اختياري وإنما إطار ملزم يتضمن حقوق ومسئوليات نريد إعلاما حرا ومسئولا. إعلام يضمد جراح الوطن لا إعلام يرش الملح علي الجراح الساخنة,إعلام يلم الشمل لا إعلام يقسمنا إلي فرق وجماعات,اعلام تنويري يقدم الحقائق وكافة وجهات النظر لا إعلام تحريضي,إعلام يعلي مصلحة الوطن, إعلام عينه علي البلد بعد ثورة25 يناير ومع بداية التحول الديمقراطي تصاعدت الأصوات تنادي بالتنظيم الذاتي للإعلام ولكن مع الزخم الثوري تاهت الأصوات المنادية بأداء إ علامي ملتزم بالأخلاقيات للدرجة التي دفعت أحد مقدمي البرامج إلي القول أن الحياد الإعلامي جريمة. ميثاق الشرف الإعلامي أصبح ضرورة بعد أن وصل أداء بعض الإعلاميين إلي درجة تهدد التماسك الاجتماعي. وميثاق الشرف ليس بدعة سبقتنا دول كثيرة إليه وفي مصر هناك محاولات سابقة ويتضمن الميثاق واجبات ومسئوليات الإعلامي تجاه بلده وتجاه الجمهور تدور أغلبها في إ طار حق الجمهور في أن يعرف الحقيقة دون تلوين وأن يطلع علي كل وجهات النظر ليحدد موقفه تجاه الأحداث دون تأثير يمارسه مقدم البرنامج فهو ناقل للمعلومات ووجهات النظر وليس ناشط أو زعيما سياسيا. حق الجمهور في الاطلاع علي الوثائق والمستندات التي تؤكد صحة ماتتداوله الوسيلة الإعلامية من معلومات حتي لايتحول الإعلام إلي إداة لترويج الشائعات حق الجمهور في معرفة المالكيين للوسيلة الإعلامية وانتماءاتهم ان يكون الإعلام ناقدا للسياسات كاشفا للفساد دون تجريح شخصي. ومن المبادئ المهمة البعد عن التمييز وإثارة النعرات الطائفية, أثناء الأحداث الطائفية أو النزاعات الداخلية- مثل الدائرة الآن- يكون دور الإعلام إقامة حوار مجتمعييعيد اللحمة الوطنية لا أن يكون طرفا في الصراع. ومسئوليات وواجبات الإعلامي يلازمها حقوق حقه في أجر عادل وبيئة تشريعية تحمي حقه في الاطلاع علي المعلومات, وتحمي منها حقه في بيئة عمل وعلاقات عمل تحفز علي الإبداع, تشريعات تحمي من الملاحقات سواء من الدولة أو من أصحاب المصالح. ولاقيمة لميثاق شرف لاتتوفر له أدوات متابعة الأداء والمحاسبة الإعلام لاغني عنه في مرحلة المصالحة الوطنية ولكنهل يمكن القيام بدور في المصالحة بنفس الشخوص التي حضت علي الكراهية وشيطنت الآخر.