كتبت مقالا بتاريخ28 يونيو الماضي في هذا المنبر الحر بعنوان: كلنا نحمي مصر وهي الرسالة التي وجهها الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة قبل ثورة30 يونيو محذرا من عدم القبول أو السماح بنفق مظلم أو اقتتال داخلي بين أبناء الشعب المصري, مطمئنا شعب مصر بمسئولية الجيش الأخلاقية والتاريخية والوطنية أمام الله والشعب وخرج البيان الأول الذي يعطي مهلة48 ساعة للقوي المتناحرة لتحقيق مطالب الشعب والتي تمثلت في: أجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل الدستور وتغيير الحكومة, بعد خروج35 مليون مواطن مصري في30 يونيو من الشباب والنساء والعائلات والاسر والمعاقين والشيوخ في انتفاضة وثورة تمثل انقلابا شعبيا علي سياسة الحكم السابق. ومنذ13 يوليو وهو موعد إعلان البيان العسكري الذي صدر بحضور ممثلين عن القضاء والأزهر والكنيسة والشباب والمرأة, والاحزاب المدنية والاحزاب الدينية, أصبح الهجوم علي الجيش المصري ورموزه مستمرا من قبل أنصار الرئيس السابق علي المستويين الداخلي والخارجي مرددين ان ذلك انقلاب عسكري رغم ان فكرة الانقلاب العسكري انتهت منذ زمن علي المستويين القومي والدولي وان الجيش المصري ليس جزءا من الصراع السياسي ولكنه جزء من الواقع الوطني ولم يتدخل بين الاحزاب والقوي السياسية المتناحرة ولكن تدخله استجابة لنداء الشعب وتنفيذا لحكم الشعب, اضافة الي مسئوليته لحماية أركان الدولة المصرية من الإنهيار. * إنهم يتحدثون ويصدرون للغرب أن الشعب ثائر في الشوارع ضد الجيش وهنا سؤال: من الشعب الذي تتحدثون عنه؟ وأين كان هذا الشعب قبل30 يونيو؟ لقد كان هناك عقد بين الرئيس والشعب, والرئيس أخل بالعقد والشعب الذي انتخبه هو نفسه الشعب الذي عزله. *يهاجمون الجيش ويخرجون بفتاوي خارج مؤسسة أزهرنا الشريف مما يمثل إهانة للشعب الذي خرج في الميادين ثلاثة أيام في الشمس الحارقة من حزب الكنبة والاغلبية الصامتة التي ضاق بها الحال من انقطاع للكهرباء وخروج البنزين لشعب آخر والاسحواذ علي مفاصل الدولة وهنا سؤال يطرح نفسه: أليس هذا الجيش الذي حمي الانتخابات البرلمانية والرئاسية هو من خرجتم توجهون الشكر له؟ * يستقوون بالخارج من أجل ضرب المؤسسة العسكرية التي لها دور سيادي في ملفات الامن القومي والسياسة الخارجية, ويلجأون الي أمريكا ويطالبون بقوات دولية, ونسوا ان امريكا التي مازالت ترعي الإرهاب قسمت العراق وليبيا وتتصور ان الدور علي مصر, ولن يحدث رغم أنف الكارهين والحاقدين علي ارض الكنانة امثال باترسون, وفي هذا السياق شاهدت حوارا مسجلا مع المستشار الاعلامي للحزب الديمقراطي الامريكي وأحد المستشارين لحملة المرشح الرئاسي السائق ميت رومني ومسئول التسويق السياسي يقول فيه: ان مصر دولة قوية والمصريون ليسوا أغبياء وان مصر الاهرامات اكبر دولة إسلامية, وان اداء اوباما والادارة الامريكية مكشوف في تأييده لمرسي ضد ارادة الشعب المصري, وقد فشلت ادارة اوباما في ملف السياسة الخارجية, وان مصلحة امريكا هي أمن اسرائيل وهم وحلفاؤهم يدعمون المعارضة السورية والسؤال: هل يفعلون ذلك حبا في الاسلام ونصرة للدين والمسلمين؟ وفي هذا السياق أحسست بالخطر عندما طالبوا قبل30 يونيو في مؤتمر نصرة سوريا بأن ندفع بأبنائنا وجنودنا لنجاهد تحت رايتهم ولكن دائما الله يحمي مصر. * يستخدمون الميكنة الاعلامية والالكترونية لتشويه صورة الجيش الذي أنقذ مصر من الأنزلاق في تعريف الدولة المنهارة أو الحرب الاهلية,وتزييف الحقائق من خلال نشر صور لأطفال مقتولين مشوهين من سوريا علي جميع المواقع الالكترونية وتم تصديرها للخارج علي انهم قتلوا في الحرس الجمهوري ناهيك عن عبارة المتظاهرين السلميين العزل في الوقت الذي يحملون فيه الاسلحة ويغطون وجوههم ولم أصدق ان هذه هي مصر: هل هؤلاء مصريون؟ ومتي حصلوا علي السلاح؟ هل هؤلاء ممن حصلوا علي عفو رئاسي؟ هل هؤلاء من تم تهريبهم من السجون يوم28 يناير2011 ؟ *يتهمون الجيش المصري انه يفرق بين المصريين من المعارضين والمؤيدين وهذا غير صحيح, فقد تابعت وحللت الخطاب الرسمي للقوات المسلحة فهو موجه للمتظاهرين السلميين أيا كانوا, ووزعت أوراق من الطائرات علي الجانبين ووزعت عليهم عصائر ومياه في اماكن التظاهرات والاعتصامات ومع ذلك ظهروا صوتا وصورة في اليوم التالي يقفون خلف الأسلاك الشائكة للحرس الجمهوري يسبون جنودنا الذين هم رمز عزتنا وكرامتنا. *يتهمون الجيش بأنه يضرب المعتصميين السلميين أثناء صلاة الفجر في منطقة عمارات العبور وفي هذا السياق لابد لجهات التحقيق أن تستدعي بعض الاهالي ممن شاهدوا الهجوم من الشرفات ويحاسب ويحاكم من أخطأ رغم ان محاولة اقتحام الحرس الجمهوري كمشأة عسكرية تمثل خطا احمر غير مسموح الاقتراب منه وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا لم يخدش أحد في رابعة العدوية من المعتصمين السلميين؟ *يرسلون إلي الخارج تويتات تسييء الي المؤسسة العسكرية بانها تقتل ابناءها واننا علي مشارف سوريا جديد ونسوا ان الجيش انحاز للشعب في11 فبراير2011 ووقف ضد مبارك الذي ينتمي للمؤسسة العسكرية, حينما زحف المتظاهرون الي القصر الجمهوري وكان منهم شباب الإخوان آنذاك ولم تطلق رصاصة واحدة انحيازا للشعب وليس للحاكم. *لوكان الجيش يقتل ابناءه لفعلها حين ذهب أبناء حازمون الي وزارة الدفاع ومعهم بعض الحركات التي تدربت في الولاياتالمتحدة علي اسلوب حرب اللاعنف ووجهوا للجنود والضباط أفظع الشتائم والبذاءات ولكن فضت المظاهرات دون إطلاق رصاصة واحدة. *يتهمون الجيش انه يضرب في سيناء المصلين وخرج المتحدث الاعلامي للقوات المسلحة ليكذبهم, وذلك لأن الدبابات في شمال سيناء ظهرها للمتظاهرين, وليتهم يقرأون التاريخ ويتذكرون أو نذكرهم بعبور73 الذي قال فيه الجنود بسم الله الله اكبر بسم الله.. بسم الله, لأن الدين متمركز اساسي في جينات القوات المسلحة والشئون المعنوية. *لم يمسهم الجيش الذي يحمي التليفزيون عندما توجهوا الي ماسبيرو يوم الجمعة الماضية وخرج عليهم اهالي بولاق دفاعا عن المتظاهرين السلميين في التحرير ودفاعا عن تليفزيون الدولة, رغم ان الدفاع عن النفس والمنشآت الحيوية مكفول ومشروع دوليا حتي لايتحول المجتمع الي غابة. *يصورون للعالم وللمصريين أن هناك انشقاقا بين صفوف الجيش ويكتبون علي تويتر مخاطبين العقلاء داخل الجيش ونسوا أو تناسوا ان الجيش لم ينشق عندما استجاب للشعب في11 فبراير حين زحف الشعب إلي القصر الجمهوري, ولم ينشق عندما أطاح رئيسهم المعزول بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان, إذن من أجل من ينشق؟ ان القوات المسلحة بجميع افرادها ورجالاتها شخص واحد وفي هذا السياق تم اختطاف جنديين في منطقة عين شمس واجبارهما علي سب الجيش المصري ولايعلمون ان الجيش هو بوتقة ولحمة واحدة لم ينقسم منذ تأسيسه انه الجيش الذي أسسه محمد علي باشا, جيش أحمد عرابي وجمال عبد الناصر يامن لاتقرأون التاريخ. وبناء عليه أقدم رسالتي الأولي الي شباب الاخوان: أنها فرصة تاريخية لكي تشاركوا اخوانكم ممن ألهموا شراراة الثورة الاولي, واتخذوا من حزب النهضة في تونس نموذجا في الحلول الوسطي ولاتنساقون وراء السمع والطاعة ممن يريدون مصالحهم ومكاسبهم السياسية علي حساب دمائكم, وابتعدوا عن من يحرضونكم ضد جيش مصر الذي يحمي حدود بلدكم ويدافع عن أرضكم مصر. الرسالة الثانية: علي الشرطة أن تعلن عن القبض علي كل من يحمل اسلحة غير مرخصة خلال48 ساعة وإجراء تحقيق عاجل عن مسئولية من الذي طبع لبعض المواطنين من غير المصريين بطاقات الهوية المصرية أو الرقم القومي؟! علي جهات الامن ترحيل كل من يحمل الهوية المصرية وبطاقات الرقم القومي المصري ممن يتظاهرون ضد جيشنا وضد شعبنا لانهم يعبثون بأمن مصر القومي. الرسالة الثالثة: علي الإعلام الرسمي والخاص ان يعلن عن شهداء الواجب والوطن من جنودنا وضباطنا في شمال سيناء ممن يقتلون من قبل الجماعات الارهابية وهم ليسوا في مواجهات بل يستهدفونهم في الأسواق والكمائن والدوريات منذ نجاح الثورة الشعبية, وهذا ما أدلي به أحد قادتهم بالصوت والصورة من عرض صفقة بان وقف مايحدث في سيناء مرتبط بخروج مرسي وكان الرد من قائد الجيش هناك: دماؤنا فداء لمصر وشعب مصر الرسالة الرابعة: علي قواتنا المسلحة التي أقدرها وأنحني لها عرفانا وتقديرا, وأتمني لو لم أكن استاذة جامعية اؤدي دورا تربويا وتوعويا لحملت رتبة عسكرية وجندت نفسي لأنال شرف الدفاع عن مصر,واقترح أن تشكل إدارة الشئون المعنوية فريقا اعلاميا للرد علي القنوات العميلة والصحافة المأجورة والمواقع الكاذبة والتي تشوه صورة المؤسسة العسكرية المصرية.