خائنون, للدين والوطن من يراهنون علي سيناريو الدم الذي بدأ يسيل في الشوارع, وخاسرون من يدفعون البلاد الي حرب اهلية, لن ينجو منها احدا, وإذا كان الاخوان يعتقدون ان بامكانهم التعاطي مع الازمة الراهنة, ومع مطالب الشعب المشروعة بسياسة الارض المحروقة فهم واهمون, ولن يغفر لهم الشعب الثائر اشعال حرب اهلية بين المصريين. إن مواجهة ارادة الشعب بسفك الدماء والاقتتال في الشوارع لن يؤجل استحقاقات آن لها ان تدفع, ومستحقات وطنية لن يستطيع احدا ان يقف امامها, ولعل ما حدث امس في القاهرة والمحافظات من اعتداءات واشتباكات وأعمال عنف راح ضحيتها العشرات من الشهداء والمصابين, ينذر بعواقب وخيمة, ويهدد سلمية الثورة العظيمة التي فجرها الشعب وحماها الجيش العظيم, بل ويضع البلاد بكاملها امام سيناريوهات, مخيفة, ومخططات مفزعة. وإذا كان المؤيدون للرئيس يتمسكون بالصندوق, فإن شرعية الشارع اصبحت هي الاقوي, بل هي صاحبة القول الفصل في حكم البلاد بعد ان تآكلت شرعية الرئيس بسبب اخفاقاته, وفشلة, ونقضة للوعود, وحنثه للعهود.وربما تكون الحسنة التي اسفرت عنها هذه الموجة الثانية للثورة انها وحدت لاول مرة الشعب والجيش والشرطة والقضاء, والاعلام في صف واحد, ولاول مرة لم تشهد ساحات التظاهرات اية اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة, كما لم تطلق قنبلة غاز واحدة, فيما عادت شعارات الشعب والجيش والشرطة ايد وحدة لتؤكد علي وحدة الهدف الوطني الذي توافق عليه الشعب. انني علي يقين ان جيش مصر العظيم لن يسمح باراقة دماء المصريين, في الشوارع, ولن يعطي الفرصة للقتلة, وارباب الارهاب أن يفسدوا ثورة الشعب المصري التي استردها مرة أخري ممن اختطفوها, تحت دعاوي زائفة, مستغلين الدين في تمرير مخططات, وسياسات لا تحقق صالح الوطن. لقد كشفت الاحداث الجارية عن حقيقة المعدن الاصيل للمصريين وأكدت انهم اصحاب ارادة, حرة, وعزيمة لا تلين, ولعل الساعات القادمة سوف تحمل لهم اخبارا سارة تزيل الغمة, وتفتح ابواب الامل في عهد جديد تتحقق فيه احلام شباب مصر الاطهار الذين فجروا الثورة واعادوا الامل في المستقبل. حفظ الله مصر وجيشها العظيم