غدًا.. المصريون بالداخل يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة بال19 دائرة الملغاة    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    المستشار طاهر الخولى يكتب: الإرهاب.. حرب طويلة المدى    2026.. عام الأحلام الكبيرة    2025 عام الإنجازات | فى جميع الميادين والمجالات مصر فى 2025.. نجاحات ُمبهرة وفرص واعدة    شركة مياه الشرب بالقاهرة: عودة الخدمة للزيتون قبل موعدها ب 4 ساعات    مجلس القيادة اليمني يطلب من تحالف دعم الشرعية حماية المدنيين في حضرموت والمهرة    الدفاع الروسية: إسقاط 77 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مهاجمة أهداف تابعة ل حزب الله في لبنان    التشكيل الرسمي لمباراة المغرب ضد مالي    الهلال يتخطى الخليج ويواصل مطاردة صدارة الدوري السعودي    وزير الرياضة: روح العزيمة والإصرار سر فوز منتخب مصر علي جنوب أفريقيا    السيطرة علي حريق نشب في سيارة ب "زراعي" البحيرة    لميس الحديدى ووزير التعليم    محكمة جنايات الإرهاب بوادي النطرون تحاكم غدا تكفيرى أسس جماعة إرهابية    جريمة فى الأعماق    تعرف على المتسابقين فى الحلقة الثالثة عشر من دولة التلاوة.. فيديو    بدءًا من 2 يناير وحتى 27 يونيو 2026 |انطلاق 36 قافلة طبية علاجية مجانية بمراكز ومدن الجيزة    التنمية المحلية تعتذر للزميلة هبة صبيح    جمارك السلوم تمنع تهريب أدوية بشرية أجنبية الصنع    وزارة «العمل» تنظم الحد الأقصى لتواجد العاملين يوميًا بمنشآت القطاع الخاص    المشير طنطاوي قال "أزمة وهتعدي".. نبيل نعيم يُفجر مفاجأة بشأن تهديدات أمريكا لمصر في 2012    المتحف القومي للحضارة يطلق فعاليات «روح ومحبة»    علي ناصر محمد: اتفاق السعودية والإمارات وإيران مفتاح حل الأزمة اليمنية    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    علي ناصر محمد: مشروع الوحدة في مؤتمر القاهرة 2011 نموذج لاستقرار اليمن والرخاء    وكيل الطب العلاجي يتابع أعمال التطوير بالسنبلاوين العام ويؤكد على سرعة الاستجابة للمرضى    خلال 3 أيام.. التفتيش على 1135 منشأة يعمل بها أكثر من 11 ألف عامل    ما هي حساسية الشتاء؟ وطرق علاجها والوقاية منها بالمنزل    مزاد علني لبيع محال تجارية ووحدات إدارية بحدائق أكتوبر    مؤتمر جوارديولا: انتصرنا في 7 مباريات متتالية لكننا لسنا في وضع جيد    بالصور.. كواليس مسلسل «تحت الحصار» بطولة منة شلبي | رمضان 2026    غرامة كبيرة| مخالفة القيادة بدون رخصة.. إحذر قانون المرور الجديد    أحدث تصوير ل مترو الخط الرابع يكشف آخر مستجدات الموقف التنفيذي للمشروع (صور)    وزير التعليم العالي يفتتح استوديو جامعة بورسعيد بتكلفة 21 مليون جنيه.. صور    أمم إفريقيا – التشكيل.. مشنجاما يقود هجوم حزر القمر وداكا أساسي مع زامبيا    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    وزارة العدل الأمريكية تكشف عن أكثر من مليون وثيقة مرتبطة بقضية جيفري إبستين وتأجيل الإفراج الكامل يثير جدلاً    رسميا.. أحمد سامي مديرا فنيا لمودرن سبورت    وزارة الداخلية: ضبط عنصر جنائي بالجيزة تخصص في تزوير الشهادات الجامعية وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    إصابة مواطنين إثر انقلاب سيارة ربع نقل على صحراوى جنوب الأقصر    وزير النقل الألماني: خفض ضريبة الطيران لا يعني بالضرورة تذاكر أرخص    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    الصورة الأولى للفنان محمود حميدة بعد مغادرته المستشفى    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    باكستر: جنوب إفريقيا فرصتها أكبر في الفوز على مصر.. ونجحت في إيقاف صلاح بهذه الطريقة    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    الكومي: صلاح أنقذ مصر أمام زيمبابوي.. وهدفنا صدارة المجموعة    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا أقباطا.. ولا مسلمين
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 10 - 2011

أحداث ماسبيرو ليست قضية أقباط أو مسلمين.. أو جان.. أو مجني عليه.. أو من قتل من؟ إنها قضية اصطناع الفرص وانتهاز أي احداث لتحقيق الهدف.. ما هو.. لن نكل ولن نمل من التحذير منه والتأكيد عليه.. ضرب الثورة.. إسقاط الدولة.. إنها قضية المؤامرة علي مصر والأصابع الخفية الخارجية، مهما يلوك البعض بأنها حجج واهية وشماعة لتبرير الاخطاء.. انها فرصتهم، ولن تتكرر مرة أخري لتحقيق السيناريو المعد له جيداً، والذي يتم تنفيذه خطوة تلو الأخري.. وهم مصممون علي ذلك.. مستمرون فيه ولو تحقق بعد حين مهما طالت السنين.. موقعة ماسبيرو، ما هي إلا فصل مهم في سيناريو انتهاز الفرص لعل وعسي تكون بداية انهيار الدولة.. بدق إسفين قوي بين الشعب وجيشه.
لم يعد في مصر صمام أمان لنجاح الثورة والحفاظ علي البلد خلال الفترة الانتقالية، وما بعدها، إلا قوة قواتنا المسلحة ومجلسها الأعلي وتلاحم شعبها وجيشها.. ولم يكن الهدف من أحداث ماسبيرو إلا شرخ هذا التلاحم وتفكيك اواصر القوة وهز الثقة بين الشعب وجيشه.. وما ذلك كله إلا وسيلة لاضعاف قواتنا المسلحة.. أو وهما تخيل ان ينفد صبر اعضاء المجلس العسكري.. فما يكون منهم إلا مواجهات دامية مع الشعب.. او ترك الجمل بما حمل ومغادرة مواقعهم.. وفي الحالتين الكارثة بعينها، ودخول مصر فوضي عارمة لا يهم تسميتها بفتنة طائفية أو حرب أهلية.. المهم هو تحقيق هدف مؤامرتهم ولكن الله خير حافظ لها.. وليست موقعة ماسبيرو أو غيرها مما يصبون إليه. فأعضاء المجلس العسكري وضعوا ارواحهم علي أكف ايديهم منذ اللحظات الأولي لحمايتهم للثورة والدفاع عن مطالب الشعب.. وتحملوا ما لا يطيق إنسان من نقد واتهامات، وصلت إلي حد الاهانات ولكن حبهم للوطن أقوي وعزيمتهم لن تلين وثقتهم في الشعب ليست لها حدود.. ولن يقبلوا بغير نجاح مهمتهم في تسليم البلد آمنة مستقرة إلي السلطة التي يختارها الشعب، طريقهم واضح وهدفهم محدد.. وهذا ما سوف يسجله لهم التاريخ.. لاطمعا في سلطة ولا جاه ولا تفكير في مجد أو مكسب شخصي أو خسارة ولكنها أمانة المسئولية وعزائم الرجال التي تربي عليها جيش مصر منذ بداية العصر الحديث.. وقدسية تراب الوطن وأمنه منذ عصور الفراعنة.

لماذا ليست القضية أقباطا أو مسلمين، لأن الهدف استغلال أي مناخ يساعد علي تحقيق أغراض المتآمرين علي مصر من خلال المظاهرات والاضرابات والاعتصامات وغيرها من مظاهر الاحتجاجات علي الحكومة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وسط هذه الجموع الفرصة متاحة لمن يندس لاحداث الوقيعة وتوزيع المنشورات الكاذبة ونشر الشائعات ورفع شعارات مضللة من اشخاص ومجموعات بعينها.. فإذا كانت المظاهرة من الأقباط فهذا هو المطلوب وما أحلاها الفرصة التي يجب اغتنامها لضرب كل شيء بحجر واحد.. فالمناوشات والاشتباكات في كل مظاهرة محسوبة علي الفوضي وتداعياتها السلبية التي لا تنجز مهمتهم في مصر أو الترويج للأحداث ضدها بالخارج.. أما إذا كانت أحداث العنف والفوضي في احتلال السفارة الإسرائيلية فهي الفرصة التي يجب اقتناصها لضرب ضربتهم كنقطة انطلاق قوية للوصول إلي مآربهم.. وإذا كانت المظاهرة للأقباط فهي الصيد الثمين ولابد من قتلي وجرحي لتكون المصيبة أكبر داخليا ببث روح اليأس من الثورة، والفتنة بين الشعب والوقيعة مع جيشه. وخارجيا لتحقيق المؤامرة الكبري علي مصر وشعبها.
تأمل الوضع إعلاميا ورسميا طوال الأسبوع الماضي علي المستوي الخارجي.. مانشيتات الصحف والخبر الأول في اذاعات وفضائيات الدنيا.. تتصدره عناوين وصور قتل وعنف وتخريب.. يقولون »مصر تشهد حربا أهلية.. قتل واضطهاد للأقباط.. الجيش يدهس الشعب بالمدرعات. مطالبات دولية بحماية الأقباط.. مصر يجب ان تحترم التزاماتها بحماية الاقليات.. شكاوي الي المنظمات الدولية وحقوق الإنسان«.. ولا تنسوا أن من يديرون هذه الحرب الإعلامية ويكتبون البيانات الرسمية في هذه الدول وحتي قادتها ورؤساؤها يعلمون تماما ان أقباط مصر ليسوا بالأقليات ولا بالمضطهدين.. نعم.. هناك مشاكل معلقة وقضايا تحتاج إلي حلول جذرية.. ولكن بكل صراحة حل هذه القضايا وهو أمر واجب يتفق عليه الجميع.. لن يوقف اشعال الفتنة وتصعيد نغمة الاضطهاد والمطالبة بحماية وغير ذلك من الشعارات التي ترفعها بعض الأصوات من أقباط المهجر بعلم أو بدون علم أنهم جزء من المؤامرة الكبري علي مصر.. ويقظة الشعب وخوفه علي بلده هما الضمانة الوحيدة والأكيدة لانقاذ مصر.

وحتي نكون علي يقين من ذلك، بعد ان نتأمل الأحداث والتعليقات الداخلية والخارجية.. انظر حولك مع زملائك في العمل وجيرانك في السكن من الأقباط فستجد نفس الحيرة والاندهاش والحزن والخوف علي مصر مما حدث.. الجميع يتحدثون بلسان واحد.. لا توجد مشكلة في العلاقة الانسانية بين مسلم ومسيحي في العمل والسكن.. وليس هذا بجديد من ألف وخمسمائة عام.. كلاهما يتحدث وينتقد بشدة اعمال الاجرام التي تحدث في حق البلد، والكل يتساءل من يشحن الناس ويحشدها في مظاهرة فئوية او قبطية.. اعود بالتاريخ قليلا عندما التقيت بوزارة الخارجية بأحد أعضاء اللجنة التي شكلها الكونجرس الامريكي عقب احداث الفتنة في قرية الكشح قال: »امر عجيب.. التقينا بالعديد من المصريين الأقباط والمسلمين في العمل والسكن، شعرنا بالألفة الكبيرة بينهم والعلاقات الإنسانية الجيدة.. لا فرق اطلاقا ولا حساسية في التعامل«.. وقال »أن الصورة إلي حد ما تحتدم بين الجانبين في لحظة انطلاق شرارة أي حادث أو خلاف.. ولكن يبقي الامر في النهاية ان الوضع ليس كما تتناقله وكالات الأنباء عن اضطهاد للأقباط، وليس كما تقول بعض التقارير التي تأتي إلينا من بعض أعضاء الجمعيات الأهلية وبعض الأقباط في مصر والمهجر«.
ورغم هذا الكلام للمسئول الأمريكي نجد بعد أيام إن التقارير الصادرة عندهم او كلام أي مسئول رسمي يعكس وجهة نظر أخري تماما.. أقلها إدانة لمصر ومطالبات بحماية الأقباط كأقليات.

هذه القصة قد تبدو خارج السياق ولكن الواقع انها تؤكد التوجهات الدائمة لأمريكا وتعاطف بعض الدول الاوروبية، التي تبدو في ثوب المدافع عن الأقباط. والحقيقة انها جزء من اثارة القلاقل وزعزعة استقرار مصر واشاعة مناخ الفوضي. هذا منهجهم قبل الثورة وبعدها. وهو الأشد هذه الأيام كمرحلة جوهرية في انتقال مخططاتهم من حيز الدراسات والسيناريوهات إلي الواقع وبدء معاول الهدم والتدمير لمصر.
ولكن ما هو دورنا في ذلك؟. للأسف بدلا من وقوفنا يقظين لصد محاولاتهم ضد البلد. نساعدهم في توفير المناخ المساعد لهم.. وجميعنا في هذا الاطار مسئولون.. حكومة تتأخر في تنفيذ وعود وتتباطأ في تنفيذ قرارات. وتترك الذريعة لمن يتلاعب بمشاعر الناس سواء كانوا أقباطا أو مسلمين.. واذا تعاملنا مع أحداث ماسبيرو كمثال صارخ لذلك، كانت الشرارة من »مضيفة« الماريناب بأسوان. كنيسة ولا مش كنيسة.. نهدم ولا نبني!! ورغم قناعتي ان القضية ليست في الكشح ولا ماريناب ولا أطفيح ولا امبابة. إلا أن سد الذرائع من الأولويات. كنت أنوي الكتابة منذ شهرين انبه الحكومة بسرعة اصدار قانون دور العبادة الموحد. حسب الوعد الذي قطعته الحكومة علي نفسها بعد أحداث أطفيح باصداره خلال شهر. وان اصداره ضرورة حتي لا يكون ذريعة لفتنة اخري. تراجعت نفسيا من منطق »بشروا ولا تنفروا« وحتي لا يتهم الإعلام باثارة الفتن.
كلنا مسئولون.. رجال دين متطرفون علي الجانبين الإسلامي والمسيحي، تعامت بصيرتهم عن مصلحة البلد في الظروف الراهنة، تخلوا عن دور الواعظ والداعية الديني، الي دور المحرض والشاحن ضد الاخر في اتفه الأمور واقل المشاكل.. واستغلوا الحرية والمساحة التي اختلط فيها الحابل بالنابل إلي مآرب جهل أو مؤامرة.
كلنا مسئولون.. اعلاما فقد البوصلة الحقيقية لدوره في التنوير ومناقشة القضايا الجوهرية لحياة الناس.. تطور سياسي.. اغلبية الشعب لا يعرف مضمونه ولا معناه.. ووضع اقتصادي يسير نحو الافلاس وحالة اجتماعية تحتاج جهد الخبراء والعلماء، حتي ينصب التطور السياسي والاقتصادي في صالح الارتقاء بقضايا المصريين الاجتماعية وتحقيق المطالب الفئوية. ولكن الاعلام انساق وراء أحداث وقضايا يثيرها قلة، ويتبناها نخبة إزاء القضايا والمواقف الايجابية، أو تشعلها قلة خفية وتتلقفها مجموعة من المتاجرين وأصحاب المصالح. والمصيبة الأكبر أن العديد من ضيوف الفضائيات أصبحت مهنتهم التي يُرتزقون منها. وكلما كانوا أكثر تطرفا في الرأي أو أعلي صوتا أو الاكثر »شتيمة« في الحكومة والمجلس العسكري.. زاد أجرهم.. هل هناك مصيبة أكبر من التجارة بالوطن؟!.
كلنا مسئولون.. المجلس العسكري الذي كان يعلم أعضاؤه من بداية الأحداث ان الجيش لا يمكن ان يطلق رصاصة علي مواطن وأن جنوده هم الذين تعرضوا للاعتداء، وإن لم يكن ذلك من المعلومات التي يستقيها من مصادره، فهو يعرف مثل كل المصريين والعالم من الصور التي تبثها فضائيات الدنيا في الساعات الأولي.. ثم تراجعت عن اذاعتها بعد ذلك لتترك الساحة لمن يريدون الترويج للهجوم علي الجيش واثارة الشعب ضد قواته المسلحة. ولمن يريدون نشر الرعب داخليا وخارجيا ان مصر علي شفا حرب أهلية.. وأن أصحاب القلوب الرحيمة وانصار الانسانية وحقوق الانسان في العالم، يجب ألا يتركوا اخوتهم الاقباط يسحلون تحت عجلات المدرعات؟! كنا في غني عن هذا لو بادر المجلس العسكري بإعلان الحقائق الثابتة من الفضائيات والتذكير لمن يتعمدون النسيان بمبدأ الجيش الراسخ ان القتل ليس منهجه وأن النار لا تطلق إلا علي العدو. كان يجب اعلان هذا عقب الأحداث مباشرة إن لم يكن اثناءها. وان يكون المؤتمر الصحفي للعرض الشامل للتطورات في توقيت لاحق كما حدث. وهنا فقط ما كان الأمر سيبدو ان المجلس العسكري يدافع عن نفسه.
كلنا مسئولون.. اذا خرج البابا من اللحظات الأولي، إن لم يكن قبل تحرك المسيرة، وناشد أبناءه التخلي عن ذلك حتي لا يحدث ما كان متوقعا من بعض المندسين حسب قول البابا لاستغلال الفرصة.. فمكانة وقدر البابا أكبر تأثيرا.. بأقل كلمات، حتي لو قال البعض ان شباب الاقباط المتظاهرين لن يسمعوا هذا الكلام. وهو قول ظاهره حق وباطنه باطل. وهو نفس الحال لموقف شيخ الأزهر وغيره من القيادات الدينية.
كلنا مسئولون.. نخبة سياسية ورجال فكر وثقافة وائتلافات الشباب.. والثوار الحقيقيون الذين تركوا الساحة بعد القيام بعملهم التاريخي النبيل وتركوا ثورتهم في مهب الريح أمام أنواء بعض الزعامات الذين وجدوا قامتهم وقيمتهم في التحدث باسم الثورة والشعب.
ليست مسئوليتنا جميعا فقط في احداث يوم الأحد الدامي. ولكن في كل هموم بلدنا الحقيقية اليوم.. وأهمها تلاحم الشعب وجيشه، والتلازم ما بين عملية التطور السياسي ومصالح المواطن البسيط في توفير الخدمات ولقمة العيش والحياة في أمان.. صباح السبت الماضي وتحت عنوان »العبور الجديد« قلت »لنحذر ما يحاك ضد البلد، فالأسوأ قادم، بإثارة فتنة طائفية لاتفه سبب.. ومحاولات ضرب تلاحم الشعب والجيش« وما هي إلا ساعات حتي كانت أحداث ماسبيرو التي كان هدفها الرئيسي ما حذرت ويحذر منه الكثير من الساسة والاعلاميين وشباب الثورة.
وإذا كانت مشاركة فلول الوطني في الانتخابات، هماً منشغلون به، فلا يجب ان ننسي انهم الأصابع الداخلية الاقوي لاثارة الفتن والقلاقل لنشر الفوضي، إن لم يكن بعضهم شريكا في المؤامرات الخارجية ضدنا.
احذروا.. وانتبهوا.. القضية ليست أقباطا ولا مسلمين.. وإذا تحققت كل المطالب وانتهت كل المشاكل باصدار القوانين والتشريعات اللازمة. وزادت الاجور ولبت الحكومة كل المطالب الفئوية، واكتملت عملية الاصلاح بكل أبعاده لن تتوقف الذرائع والاتهامات لافتعال القضايا والازمات، حتي لو جاء رئيس قبطي، فهدفهم اسقاط الدولة.. ومناخ الفتن والفوضي هو وسيلتهم. وأكبر مسئولية علينا جميعا ألا نوفر لهم الفرصة.
-----------
عاجل
صفقة الأسري
وسط الأنواء المتلاطمة لوطن، تخيلوا أنه انكفأ علي نفسه وانشغل بمشاكله.. كانت المفاجأة لنا وللعالم إنجاز المخابرات المصرية لصفقة تبادل الأسري التاريخية. صفقة طالت كثيراً، وتوسط فيها القاصي والداني، لانهاء أسر الجندي الاسرائيلي شاليط، ومبادلته بعدد من الأسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
قيمة الصفقة في الظروف الراهنة ليس فقط فيما تم الاتفاق عليه بالنسبة لعدد الأسري الفلسطينيين. ولكن في توقيت إنجازها وأهميته علي المستوي القومي والعربي والعالمي. أكد إنجاز المخابرات المصرية أن في مصر وسط كل همومها الداخلية، رجالا لم يتخلوا لحظة عن هموم الفلسطينيين والعرب، وأن مصر ودورها القومي والمؤثر والرائد في المنطقة سيظل علي قائمة أولوياتها، حفاظاً علي المصالح العربية القومية والعمل بكل الطرق والجهد لحماية أمنها القومي، كما تأتي أهمية توقيت الإنجاز بارقة أمل في ظروف انسدت فيها كل الطرق في وجه تحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، وإنجاز الصفقة يمهد الطريق ويضخ الدم في شرايين الثقة المفقودة والأمل الضائع بين الجانبين.
الطريق إلي الانهيار العلمي
صفقوا وهتفوا »تحيا الديمقراطية« عندما تقرر اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب، والحقيقة أن الديمقراطية بريئة من الخطوة التي أقدمت عليها الدولة في ساحة العلم، التي كان يجب أن تكون بعيدة تماماً عن تجاذب السياسة والتحزب والشللية. معروف دائماً، ليس بالضرورة أن تفرز الانتخابات الأصلح. وإذا كان هذا جائزاً في السياسة، فهو كارثة في ساحة العلم وقدسيته. لا يمكن أن يكون العميد أو رئيس الجامعة محسوباً علي مجموعة من أيدوه وضد من رفضوا التصويت له.. نحن نعلم جيداً مواصفات الشخصية المصرية، وما ستتركه الانتخابات في نفوس المرشحين ضد بعضهم، ونفوس أنصارهم.. المتضرر الأكبر من هذه العملية قدسية الجامعة والاختراع والبحث العلمي، لا يجب خلق مناخ غير موات لذلك أو حساسية ما بين العميد أو رئيس الجامعة وبين عالم مشهود له، كان مرشحاً ضده. أخشي أن يتجمد حاله وتتوقف بحوثه. وغيرها الكثير من التداعيات السلبية بعد العملية الانتخابية.. وإذا كنا نبحث عن الاختيار الديمقراطي للقيادات الجامعية. فالسبيل إليه الاختيار والانتخاب من بين مجلس أمناء يجمع صفوة الأساتذة والعلماء، وفي عملية محدودة ولائقة بمكانة الأستاذ الجامعي وهيبته وهو الأمر الذي كان يتم في جامعات مصر قبل ثورة 2591، عندما كان في مصر علماء وعلم وتعليم نفخر بهم وبه في أرقي الجامعات العلمية..!
في جملتين
الشيطان الأگبر
بينما الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يغازل أمريكا في خطابه بالأمم المتحدة، كانت طهران تدبر لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وأعمال ارهابية أخري.. قبل اكتشاف المحاولة كان السؤال الحائر، ما الذي حدث حتي يشدد نجاد في كلمته علي فتح حوار مع أمريكا لاستئناف العلاقات وقوله لا داعي للتوتر وأن القطيعة ليست في صالح البلدين. الحيرة كانت من التحول المفاجيء في موقف الرئيس الإيراني الذي طالما صدع دماغنا به ووصفه الدائم لأمريكا بالشيطان الأكبر والاستعمار الامبريالي الجديد.
الحيرة تلاشت بعد الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي.. هكذا هي إيران دائماً المتناقضة في المواقف واظهار غير ما تبطن.. بصراحة »الاتنين أمريكا وإيران وجهي الشيطان الأكبر!!«.
ديل أمريگا !
توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام يجند نفسه لانقاذ اسرائيل من مأزق الدولة الفلسطينية. وهو انحياز سافر لا يتفق وكونه يتحدث باسم لجنة تمثل العالم. دعونا من الكلمات المملة المطولة السخيفة عن التحيز لاسرائيل. وليتخذ العرب اجراء قويا بطلب ابعاد بلير عن عمله باللجنة. آخر ما تفتق عنه ذهن بلير التقدم ببيان الي الامم المتحدة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وذلك كبديل لقرار الاعتراف بالدولة. مشروع بيان بلير لا يقترب من طلب وقف الاستيطان أو حدود 67 . فعلا كان البريطانيون معهم حق عندما وصفوه حين كان رئيساً لوزراء بلدهم ب »ديل أمريكا«!!
السيد النجار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.