في حين أن معظم التغطية الأخبارية حول التعديل الذي قام به الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي فريقه بالادارة الأمريكية تناولت مدي تأثير ذلك علي التدخل الأمريكي في سوريا فإنها لم تركز علي أن ذلك التغيير سيؤدي إلي المزيد من التدخلات العسكرية الأمريكية في افريقيا تحت ما يسمي بالتدخل لأسباب إنسانية. فقد كانت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الجديدة ضالعة بشكل عميق في قرار إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بعدم التدخل في الإبادة الجماعية في رواندا, وهو الدور الذي كانت قد انتقد ت نفسها عليه مرارا وتكرارا, وقالت انها منذ ذلك الحين أصبحت مؤيدة قوية للتدخلات الأمريكية في افريقيا باسم حقوق الإنسان, والدليل علي ذلك الدور الذي لعبته من خلال منصبها السابق كسفيرة واشنطنبالأممالمتحدة لضمان تمرير قرار مجلس الأمن الذي يسمح بتدخل عسكري دولي مما أدي إلي الإطاحة بالديكتاتور القذافي في ليبيا. أما سامانثا باور خليفة رايس في الأممالمتحدة فكانت نصيرا قويا للتدخلات الإنسانية خلال حياتها المهنية بأكملها حيث بدأت حياتها كصحفية تغطي أنباء حرب يوغوسلافيا و فازت بجائزة بوليتزر عن كتابها مشكلة من الجحيم: أمريكا وعصر الإبادة الجماعية) والذي شمل دراسة حول استجابات السياسة الخارجية للولايات المتحدة للإبادة الجماعية. وقد قالت في كتابها: إن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي فشلا في منع الإبادة الجماعية في كمبوديا ورواندا وكوسوفا, مضيفة أن الحكومات لديها التزام أخلاقي بالوقوف في وجه مثل هذا الصراع الدامي. هناك حاليا مجموعة كاملة من الصراعات في القارة الافريقية في مقدمتها الحروب الأهلية في دارفور والصومال وشرق الكونغو ومالي إلي جانب الصراعات النامية في جنوب السودان, وغينيا, وكوت ديفوار, و جمهورية أفريقيا الوسطي, وإقليم كاتانجا بين الكونغو وزيمبابوي وهي مرشحة للمزيد من التدخلات الأمريكية. وكان الجيش الامريكي علي الدوام يسعي لتوسيع وجوده في أفريقيا وزاد هذا السعي علي مدي العقد الماضي, وقد أنشأت الولاياتالمتحدة القيادة العسكرية الامريكية لافريقيا( أفريكوم) عام2008 والذي يشمل جميع الأنشطة العسكرية الأمريكية في افريقيا ومقره شتوتجارت بألمانيا, بعد رفض دول المغرب العربي استضافتها خوفا من انتقام تنظيم القاعدة, واليوم يدير الجيش الأمريكي عددا من القواعد في افريقيا, وبعضها يستخدم لنشر الطائرات بدون طيار المسلحة وغير المسلحة المثيرة للجدل والتي تستخدم لاغراض الاغتيالات والتجسس, كما أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية مليارات الدولارات في أفريقيا, والتي تشمل الاسلحة والتدريب. ومن أبرز أسباب الاهتمام بأفريقيا ما يسمي بالحرب علي الإرهاب حيث اصبحت القاعدة والمنظمات الجهادية أهم ذرائع التدخل في القارة. ربما أفضل مثال علي ذلك هو مالي في إطار مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء, وقد استنزفت أكثر من500 مليون دولار من المساعدات العسكرية والتدريب في المنطقة, مع مبالغ كبيرة ذهبت الي الجيش المالي والحكومة ومع ذلك فان الأنشطة الإرهابية وتهريب المخدرات ازدهرت في مالي في حين قبلت النخبة السياسية الفاسدة كميات كبيرة من المال في مقابل ذلك.