أكد السفير مجدي عامر مساعد وزير الخارجية ومنسق شئون دول حوض النيل ومياه النيل أن زيارة محمد كامل عمرو وزير الخارجية المرتقبة اليوم إلي أديس أبابا. تعد بداية للمعالجة السياسية لموضوع سد النهضة الإثيوبي بعد صدور تقرير اللجنة الفنية للسد. جاء ذلك خلال لقاء السفير مجدي عامر أمس مع المحررين الدبلوماسيين للرد علي استفساراتهم حول أزمة سد النهضة الإثيوبي وخطورته علي مصر والسودان وشرح خطة التحرك التي أعدتها الخارجية للتعامل مع هذا الملف. وقال السفير مجدي عامر إن وزير الخارجية سيلتقي خلال هذه الزيارة المهمة بعدد من المسئولين الإثيوبيين مؤكدا أن الجانب الإثيوبي يرحب بهذه الزيارة. وأضاف أن مصر ليست ضد بناء أي سدود أو مشروعات تنمية في إثيوبيا علي وجه الخصوص أو دول حوض النيل وإفريقيا بوجه عام. وأوضح أن هناك حوارا وتفاوضا ثلاثيا بين حكومات مصر وإثيوبيا والسودان حول كيفية التعامل مع الآثار السلبية للسد واستكمال الدراسات. وقال السفير مجدي, إن هناك سدا أخر يسمي روسومو يقام علي الحدود بين تنزانيا ورواندا وبوروندي وهذه الدول تقدمت للبنك الدولي للتمويل, والبنك طلب موافقة دول حوض النيل, ومصر وافقت في نفس اليوم. وأشار إلي أن إثيوبيا لم تلتزم بتلك الخطوة وهو الاخطار المسبق في سد النهضة, وأضاف أن سد روسومو هو سد لتوليد الكهرباء وذات طاقة تخزينية محدودة ومفيد للدول الثلاث ولا يضر مصر. وأوضح أن هناك أمثلة عديدة لسدود مصر لم تعترض عليها لأنه طلب موافقتها من تلك الدول حسب القوانين الدولية التي يطبقها البنك الدولي والمنظمات الدولية, وأكد أنه لامجال أن يقول البعض أن مصر لاتوافق علي المشروعات المائية في دول حوض النيل. وقال إن موضوع سد النهضة مختلف لأن طاقته التخزينية74 مليار متر مكعب من المياه ولم تثبت الدراسات الإثيوبية حتي الآن أنه لن يؤثر علي مصر. وأشار إلي أن مصر تريد أن يضع الجانب الإثيوبي ما سبق وأن التزاما عليه بأنه لن يلحق الضرر بمصر في موضوع مياه النيل وأن يضع ذلك في إطار قانوني وملزم للطرفين, وأكد أنه لابد من بدء التفاوض والحوار بين الحكومات وعلي أعلي مستوي بين مصر وإثيوبيا. وحول ما يطرح عن تحويل مجري نهر الكونجو بالتعاون مع الكونجو. أوضح عامر أن الموضوع الرئيسي حاليا هو سد النهضة ولا يجب صرف النظر عن هذا الموضوع في إطارات أخري.. فإذا تحققت المشاريع الأخري لا مشكلة, لكن المعلومات لدينا أن هناك جوانب فنية قانونية دولية عديدة تشير إلي أن هذا المشروع شبه مستحيل. وأكد أن أي مشروعات بما فيها سد النهضة لابد أن يتم التعاون في اطارها لضمان عدم الضرر.. ولا يمكن إغفال القانون الدولي في مبدأ عدم الضرر لأي دولة. وعما إذا كان المطروح من جانب مصر هو وقف بناء السد أم تقليل كمية المياه المخزنة. أشار عامر إلي أن المطروح سيحدد حسب الدراسات المطلوبة التي يجب أن تتم في توقيت زمني محدود وأن يتم الاتفاق علي النقاط التي أشار إليها تقرير الخبراء وأهمية معالجتها. وأوضح أن إحدي توصيات اللجنة هي ضرورة إعادة النظر في مدي ارتفاع السد.. ولابد من التفاوض بين الدول لمعالجة أي ضرر وتخفيض كمية المياه لأن الدراسات المصرية تؤكد أن الارتفاع الحالي المزمع إنشاؤه سيكون له تأثير سلبي, وأكد أن إثيوبيا بدأت حتي الآن في الأعمال التمهيدية وليس في بناء جسم السد الذي لم يبدأ بناء جسمه بعد. وحول الدول التي تشارك في تمويل سد النهضة, قال عامر إن كل ما ذكر بالصحف عن تمويل من الصين أو دول عربية هو غير صحيح, كما أن ما نشر عن شركة هولندية تسهم في تمويل السد غير صحيح. وأوضح أن التمويل الحالي معظمه محلي, وقال إن معلوماتنا هي أن هناك شركة إيطالية تشارك في بنائه.. وقال إنه كان هناك تعامل واتصالات مصرية بالنسبة لهذه الشركة سليني, كما سيتم إجراء اتصالات إضافية بشأنها. وعن تصريحات الرئيس الأوغندي بشأن إقامة سدود, قال إن بعضا مما ذكر صحيح.. فإثيوبيا ودول حوض النيل تحتاج لتوليد كهرباء ونحن نعرف ذلك ومستعدون للمشاركة ونتفهم احتياج التنمية بإفريقيا. وقد أشار الرئيس الأوغندي, في لقائه بالرئيس محمد مرسي,إلي هذا.. وأكد له الرئيس مرسي أن مصر تريد الإسهام. وحول مدي انتهاك السد لاتفاقية93 للتعاون الإطاري بين مصر وإثيوبيا, قال عامر إن عدم الاخطار المسبق وعدم استكمال الدراسات يشكل انتهاكا لكل الاتفاقيات والأعراف الدولية. وقال عامر إن وزير الخارجية محمد عمرو سيقوم بزيارة لإثيوبيا غدا للتفاهم حول الحوار المطلوب للتوصل إلي اتفاق حول النقاط الخلافية بعد صدور تقرير لجنة الخبراء الخاص بسد النهضة, وأضاف أن هناك تحركات كانت موجودة إلا أن هناك تحركا علي أعلي المستويات بالدولة بدأ بالفعل بطلب زيارة وزير الخارجية إلي أديس أبابا والترحيب بها من الجانب الإثيوبي, موكدا أن هذه الزيارة تمثل بداية المعالجة السياسية لهذا الموضوع. وشدد عامر مجددا علي أن موضوع تصديق البرلمان الإثيوبي علي الاتفاقية الاطارية هو موضوع منفصل عن سد النهضة.. ولا نريد تشتيت جهودنا بالنسبة لسد النهضة لأنه هو الأساس والذي يحتاح لتحرك سريع.