بصراحة تامة احترت مع وزير الاوقاف. هو يحذر من اهانة الاقباط من علي المنابر ويعتبر ذلك خطا أحمر.. في حين لا قدرة لديه علي السيطرة علي ما يقال في خطبة الجمعة. أسمعها بأذني كلما ذهبت لاداء صلاة الجمعة: اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم والكلام مقصود به اليهود والنصاري بالطبع! الصراخ يتزايد من الفضائيات.. هو نفسه يشكو من الفضائيات ويعتبرها وراء نشر الفتنة والعنف وتؤثر بالسلب علي علاقة المسلمين بالمسيحيين. الرجل يحظي بإحترام شديد.. لكن لمن نشكو ما يحدث في بيوت الله المساجد اذا كان هو شخصيا يشكو. إلي من نلجأ ؟ كيف نضع حدا لهذه الفوضي.. كل من هب ودب يعتلي المنبر ويمسك بالميكروفونات يقض بها مضاجع الناس: الشيوخ والاطفال.. المرضي والاصحاء. زمان كنا نستعذب أصوات المؤذنين.. الان حولت الميكروفونات حياتنا الي جحيم.. ولا أحد بقادر علي الكلام. إذا لم تعد وزارة الاوقاف بقادرة علي فرض النظام في المساجد فمن يفعل ؟ هل نكلف وزارة الداخلية بكل شيء في حياتنا.. وفي آخر اليوم نشكو! هل هذا معقول. ؟ المطلوب ان نعيد الي الاذان قدسيته.. ان تتم دعوة الناس الي الصلاة بالحسني وليس بالعنف. لقد تحولت حياتنا الي عنف لفظي واضح.. تحولت الي ضجيج لا يحتمل.. لم تكن مصر هكذا قبل انتشار موضة استخدام الميكروفونات في المساجد. لم يعد استخدام الميكروفونات مقصورا علي الدعوة للصلاة.. وانما امتد في الريف الي الاعلان عن الوفاة.. والي أغراض اجتماعية أخري. قليل من النظام يمكن ان يعيد الي حياتنا آدميتها. نحن لا نسكن أحد المنتجعات التي يتم فيها فرض النظام مثل رئيس مجلس الوزراء.. ملايين من المصريين يعيشون في الاحياء العادية ومن حقهم ان يشعروا بالدولة وهي تفرض القانون والنظام في كل مكان. [email protected]