في30 يونيو الجاري سيحتقل المصريون كل علي طريقته بمرور عام علي تنصيب أول رئيس مصري منتخب في التاريخ. المناسبة جديرة حقا بالاحتفاء والاحتفال, والإسلاميون ومن يوالونهم وأطياف أخري من الشعب يرون أن ماأنجزه الرئيس علي أرض الواقع يمثل تحولا جذريا في اتجاه تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة, وشواهدهم في ذلك: الحريات غير المسبوقة التي يتمتع بها المصريون جميعا, لدرجة أن قسما من هذه الحريات تخطي حدود المقبول والمعقول وتحول إلي انفلات أخلاقي يوظفه البعض في الإساءة للرئيس شخصيا ولأسرته, ولكل شريف يعمل لمصلحة هذا البلد, باستخدام قاموس من الشتائم والألفاظ السوقية التي لاتليق بجهلاء الناس فضلا عن مثقفيهم, ولكن هؤلاء وأولئك جعلوا من هذا القاموس أداة للتعبير, بكل أسف, عن مواقفهم دون أن يقدموا نقدا بناء وبدائل محترمة لحل مشاكل البلاد. نجاح الرئيس محمد مرسي في إنهاء الحكم العسكري دون إراقة قطرة دم واحدة, وإحالة70 قياديا بالجيش والمجلس العسكري للتقاعد دفعة واحدة, بعد أن ظل الجيش مسيطرا علي شئون البلاد طوال60 عاما, وهو مايحسب للرئيس بكل تأكيد, خاصة أن رحيل العسكر كان من أهم أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير. تشكيل لجنة تقصي حقائق خاصة بجمع الأدلة حول قتل الثوار, وتمكنها من جمع أدلة جديدة ستسهم بشكل كبير في القصاص من القتلة. لم يعد هناك معتقل سياسي واحد في السجون المصرية, وتم الإفراج عن572 من الثوار, وغير الثوار, المحاكمين عسكريا, كما تم الإفراج عن700 معتقل مصري في السجون السعودية, وأما مدعي الثورة من المخربين ومرتكبي الجرائم فهم قيد الحبس القانوني ويحاكمون في قضايا جنائية, رغم مزايدات بعض السياسيين لإحراج الرئيس. اتخاذ الرئيس خطوات من شأنها تطهير مؤسسات الدولة من الفساد, وتعيينه نائبا عاما جديدا مشهودا له بالنزاهة والكفاءة, ليحقق بذلك أحد المطالب التي طالما نادي بها الثوار, وكشف قضايا فساد كبري, بعضها تم حسمه وكثير منها مازالت ملفاتها مفتوحة وسوف تمثل مفاجآت مذهلة للرأي العام, ومن صور محاربة الفساد إصدار قرار بسحب26 مليون متر مربع من الأراضي شمال غرب خليج السويس من المستثمرين غير الجادين, وإعادة طرحها بسعر السوق, إضافة إلي سحب مايزيد علي41 مليون متر مربع بشرق بورسعيد. حرص الرئيس الشديد علي استكمال بناء مؤسسات الدولة بطريقة ديمقراطية, بعيدا عن المناورات السياسية والضغوط الداخلية والخارجية, ومن ذلك تقديمه لقانوني انتخاب مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية ودعوته المواطنين لانتخاب مجلس النواب الجديد, والذي مازال انتخابه معلقا علي أخذ ورد بين المحكمة الدستورية ومجلس الشوري, ونعرف جيعا اللغط الدائر بهذا الشأن. القرارات التنفيذية التي اتخذها الرئيس بزيادة الرواتب والمعاشات, واتخاذ كل ما من شأنه توفير الحياة الكريمة للمواطنين, وإن كانت الثمار في هذا الجانب مازالت محدودة بسبب المقاومة العنيفة, خصوصا من موظفي الصف الثالث( مديري العموم ومن علي شاكلتهم) بمنظومة الدولة العميقة, الذين بيدهم تفسير القوانين واللوائح والتنفيذ الفعلي للقرارات, ولكن يحسب للرجل أنه أعفي44 ألف فلاح من ديونهم, ومنح حوافز وترقيات ومكافآت لرجال الشرطة مرتبطة باستعادة الأمن في مناطق عملهم. التعديلات الهيكلية في بعض المناصب الحساسة في الدولة, وبدء تطهير مؤسسات الدولة, ومن ذلك تغيير قيادات الجهاز المركزي للمحاسبات, والرقابة الإدارية والبنك المركزي, وإحالة9 من قيادات الأوقاف للتقاعد, بجانب إعادة هيكلة وزارة الداخلية. النجاح في إدارة ملفات خارجية وداخلية تتعلق بالأمن القومي مثل إيقاف الهجوم الصهيوني علي غزة في منتصف نوفمبر2012, وإطلاق سراح الجنود المصريين المختطفين في سيناء في مايو2013. وهناك الكثير من الانجازات مما لايتسع المجال لذكره, ولكن من يريدون الاحتفال بالذكري الأولي لتولي الدكتور محمد مرسي شئون البلاد بمزيد من التخريب, وبإصرار عجيب علي مصادرة اختيار الشعب, أعلنوا أنهم سيمارسون ألعابا سياسية صبيانية جديدة من عينة الانقلاب عليه وتشكيل مجلس رئاسي, وهي أمور جربوها سابقا ولم تفلح, ويقينا سيفشلون للمرة الألف, ولكن قلة الحياء ستمنعهم من الاعتراف بالفشل. رابط دائم :