رقم سريع للطلب وآخر لتلقي الشكاوي وبيان بساحات الانتظار ومقر للجهاز.. كانت أبرز الخدمات التي وفرها تاكسي العاصمة ذو اللون الأصفر عندما ظهر ورغم اختفائه سريعا الا أن المواطنين وكذلك السائقون مازالوا يتذكرونه حتي الآن فهو التاكسي الذي كان من المفترض أن يقضي علي فوضي العاصمة ويتمتع بوجود عداد الكتروني يحدد حساب الراكب بدقة شديدة بالاضافة الي حصوله علي ايصال يوضح رقم السيارة وكود السائق وتوقيت بدء ونهاية الرحلة والمسافة المقطوعة والمبلغ المطلوب دفعه... كل هذه المميزات كانت لتجعله من أفضل وسائل المواصلات التي يستخدمها أي مواطن ولكن رغم ذلك لم يدم وجوده طويلا وسرعان مااختفي من شوارع القاهرة. أما عن الأسود وهو أصل التاكسي في العاصمة ورغم تخلصه من منافسة تاكسي العاصمة الا أن البساط قد بدأ ينسحب من تحته تدريجيا بعد انتشار التاكسي الأبيض رغم محاولاته للبقاء في الخدمة لتظهر بعد ذلك سيارات الملاكي المتحولة التي شقت طريقها في الشوارع وبدأت العمل ولو بطريقة غير رسمية كوسيلة مواصلات جديدة ولون جديد ينضم للتاكسي. في البداية يقول محمد عصام سائق تاكسي أسود أن تاكسي العاصمة كان محاولة لتقليد الدول العربية علي حد وصفه حيث أن التاكسي لديها يسير علي نفس النظام سواء تاكسي العاصمة أو التاكسي الأبيض الذي انتشر بعد اختفائه, ويري أنه لم يكن ليستمر طويلا نظرا للمقابل المكلف الذي يدفعه الراكب والذي لايتناسب مع مستوي معظم المواطنين. ويري أن التاكسي الأبيض السبب في اختفاء الأصفر وفشله لأنه يقدم نفس المستوي الجيد في الخدمة بالاضافة الي وجود العداد الذي يفضله البعض رغم أنه هو الآخر مكلف في كثير من الأحيان خاصة وأن بعض السائقين يستغلون العداد ويلعبون فيه حتي يكون حساب العداد ب50 فرشا وليس25 قرشا. ويضيف محمد عبدالراضي سائق تاكسي أسود أن التاكسي الأسود أهون كثيرا في الأجرة المدفوعة من الأبيض مشيرا الي أن التاكسي الأصفر لايناسب البيئة المصرية ولا دخول المواطنين, ويقول أن الوقفات الاحتجاجية التي شهدناها طوال الفترة الماضية من سائقي التاكسي الأبيض تجعله وغيره من سائقي التاكسي الأسود يخشون من ملاقاة نفس المصير. ويتحدث عبدالراضي عن مهنة سائق التاكسي التي لم تعد كافية لأي شخص لذا يضطر كل سائق الي البحث عن مهنة آخري مشيرا الي أنه فتح سيبرنت لتوفير احتياجات أسرته ومساعدته علي مصاريف السيارة مؤكدا أنه لايعمل أكثر من6 ساعات يوميا علي التاكسي لأنه أحيانا يخرج من اليوم كله ب زبون واحد.. وتقول أمل حسين ربة منزل أنها تفضل التاكسي الأبيض لدقة العداد الخاص به خاصة وأنه قضي علي المشاحنات التي كانت تحدث بين معظم الركاب والسائقين علي الأجرة المستحقة حيث لايلتزم الأسود بعداد ويحدد الأجرة علي مزاجه علي حد قولها. وعن تاكسي العاصمة المختفي تقول مجربتوش لأن أسعاره غالية جد كما أن نظام التليفون لايناسب الكثيرين فلا يمكن لأي شخص تحديد موعد نزوله وطلب التاكسي ليحضر في الوقت المطلوب خاصة مع الزحام الشديد الذي تعاني منه القاهرة. وتقول هبه سيد أنها كانت تركب التاكسي الأسود بسبب ماأشيع عن التاكسي الأبيض من ارتفاع البنديرة الخاصة به ولكن بعد تجربة اضطرت فيها لاستخدامه وجدت أنه أكثر توفيرا من الأسود خاصة لو كان الموقع المطلوب الوصول اليه قريبا بالاضافة الي أن الأسود لايوجد فيه عداد مما يتسبب في طمع سائقيه. وتوضح أن التاكسي الأبيض ينتقي الأماكن التي يذهب اليها لأنه أكثر حرصا علي سيارته فلا يرضي سائق التاكسي الأبيض في كثير من الأحيان دخول الشوارع الضيقة أو المليئة بالمطبات الصناعية أو الصرف الصحي, وتري أن السيارات الملاكي أصبحت أفضل كثيرا وتنافس التاكسين الأبيض والأسود معا خاصة وأنهم يتركون الأجرة لتقدير الراكب. وبعد دخول الملاكي دائرة المنافسة كان من الضروري رصد آراء سائقي الملاكي الأجرة ورغم رفض معظمهم الحديث لأنه أمر غير قانوني باعترافهم ومنهم أحد السائقين والذي تحمل سيارته لافتة ملاكي سوهاج مع وضع لافتة أجرة فوق السيارة الا أن علي عبدالمحسن تحدث عن سيارته الملاكي التي يستخدمها لخدمته وأسرته وفي نفس الوقت أجرة لتوصيل الركاب وقال ايه المشكلة لما افيد واستفيد؟!, وأوضح أنه يعمل مدرسا للكمبيوتر باحدي المدارس وهي مهنة لاتكفي لسداد احتياجات أسرته مشيرا الي أنه لايضع أي لافتة أو لوحة للأجرة ولكنه يقف لأي مواطن يشعر أنه في انتظار تاكسي ويعرض عليه توصيله مؤكدا أن في ناس بتصدق وناس بتخاف, وأشار الي أنه يرضي بما يعطيه له الراكب ولايطلب المزيد. رابط دائم :