هل من المعقول ان تتم مكافأة إسرائيل علي جريمة الاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربية بانضمامها إلي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذا ما أكدته صحيفة جارديان البريطانية بأن تل أبيب سيتم الترحيب بها عضوة في المنظمة خلال مجلسها الوزاري الذي سينعقد في باريس في الفترة من26 إلي28 مايو الحالي دون ان يرتبط ذلك بفرض أي شروط أو التزامات عليها للبقاء كعضوة في المنظمة. انضمام إسرائيل للمنظمة يأتي بعد حملة دبلوماسية إسرائيلية طويلة علي الرغم من أنها منظمة أوروبية بالأساس تأسست عام1948 لاعادة اعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية إلا ان وجود الولاياتالمتحدةالأمريكية عضوة فيها يعطي تفسيرا مباشرا لانضمام تل أبيب إليها! انضمام إسرائيل للمنظمة الدولية باطل لعدة أسباب: أولا: لان ملف تل أبيب مليء بالانتهاكات لمبادئ حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي وآخرها الهجوم علي غزة شتاء2008 2009 والتوسع المستمر لمشروع الاستيطان في الضفة الغربية. ثانيا: ان الحصار المفروض علي قطاع غزة تفرض إسرائيل من خلاله قيودا مشددة علي تدفق المواد الغذائية والوقود والامدادات الطبية إلي1.5 مليون نسمة وهو ما تصفه صحيفة جارديان بأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي بوضوح.. بينما تنص اتفاقية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية علي أنه علي الدول الأعضاء تجنب الممارسات التي تهدد اقتصادها أو اقتصاديات الدول الأخري وخفض أو الغاء العقبات التي تعترض تبادل السلع والخدمات. ووفقا لتقرير صدر أخيرا عن صندوق النقد الدولي فإن سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تتسم بالقيود التي تشل الاقتصاد الفلسطيني. ثالثا: بعد انضمام إسرائيل لتلك المنظمة غير قانوني خاصة ان المنطقة الجغرافية التي تحددها تل أبيب بخصوص صلاحيتها الاقتصادية تتضمن المستوطنات والقدسالشرقية والجولان المحتلة التي تعتبر جميعها أراضي محتلة وفقا للقانون الدولي, علاوة علي ان أرقام النمو الاقتصادي التي حققتها إسرائيل أخيرا ترجع لانشطتها الاقتصادية في أماكن المستوطنات بالقدسالشرقية والضفة الغربية.