علي الرغم من العلاقة الخاصة جدا التي تربط بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية, والتي لايوجد لها مثيل في التاريخ الحديث من خلال الدعم الدبلوماسي غير المشروط, والمساعدات التي لاتساويها فيها أي دولة أخري حتي في حالة معارضة تل أبيب لآراء واشنطن مثل رفضها لبناء المستوطنات إلي جانب ندرة انتقاد المسئولين الأمريكيين لتصرفات إسرائيل, وإن حدث ذلك فسيواجه مصير شارلز فريمان الذي أجبر علي ترك منصبه كرئيس للمجلس القومي للمخابرات بسبب انتقاده للعلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب فإن للشعب الأمريكي رأيا آخر كشف عنه أحدث استطلاعات الرأي التي نشرها موقعANTIWAR المناهض للحروب والتي أكدت رفض الأمريكيين لتلك العلاقة بل رفضهم لوجود علاقة حب بينهم وبين الإسرائيليين مؤكدين أن قادتهم السياسيين ينبغي أن يتعاملوا مع تل أبيب كدولة عادية مثل بريطانيا وألمانيا واليابان. وأعرب أقل من نصف الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع عن رفضهم للتدخل لدعم إسرائيل في حالة تعرضها لهجوم بينما رفض50% منهم تدخل قوات أمريكية لمساندتها في أي حروب. وبوضوح شديد أعرب56% من الأمريكيين عن رفضهم للتدخل في حرب تجرهم إليها إسرائيل بمهاجمتهم لإيران, كما رفض62% منهم وبشكل قاطع استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات. وأوضح موقعANTIWAN أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي داخل الولاياتالمتحدة هو التفسير الوحيد لتلك العلاقة الخاصة بين البلدين والتي وصفها بأنها خطر علي الولاياتالمتحدة حيث أصبح أقوي لوبي داخل واشنطن وهو ينال من ديمقراطية الولاياتالمتحدةالأمريكية عالميا. من ناحية أخري نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا حول إطلاق مجموعة من ناشطي السلام الأمريكيين تحمل اسم أصدقاء السلام الآنAPN ومقرها واشنطن موقعا جديدا علي شبكة الانترنت يستخدم أحدث تكنولوجيا خرائط جوجل لكشف المواقع السرية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة والتي ظلت صعبة المنال لوقت طويل. وقالت جماعة السلام الأمريكية ان الموقع سوف يسمح لأي شخص الدخول والاطلاع علي معلومات شاملة وآنية حول المستوطنات الإسرائيلية ومعرفة مايحدث علي أرض الواقع في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة أولا بأول. ويوضح الموقع الجديد كيف أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربيةالمحتلة ينتهك حدود ماقبل عام1967 والتي يقول الفلسطينيون إنها الأساس في أي تسوية سلمية علي المدي الطويل. وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية من خلال هذا التقرير ان هناك300 ألف إسرائيلي يعيشون في120 مستوطنة معترف بها رسميا من جانب تل أبيب في الضفة الغربيةالمحتلة وهناك نحو192 ألفا يعيشون في مستوطنات القدسالشرقية كما أن هناك100 بؤرة استيطانية غير مرخصة في الضفة. وأكدت الصحيفة ان حكومة الاحتلال تترك مجال بناء المستوطنات وبيعها للشركات الخاصة للتنصل من مسئوليتها عن ذلك! يأتي إطلاق هذا الموقع الجديد في الوقت الذي تستمر فيه الضغوط علي إسرائيل لتجديد وقف مؤقت لبناء المستوطنات والتي من المقرر ان ينتهي بنهاية الأسبوع الحالي بينما تصر تل أبيب علي الاستمرار في بناء المستوطنات وعدم تجديد وقف البناء.