بالبلدي وبعبارات واضحة لا لبس فيها ولا تأويل فإن الجيش المصري لن يتورط ثانية في أي عمل سياسي, وان من يريدون استدراجه لمستنقع السياسة يقامرون بمستقبل هذا البلد ويدفعون به الي حرب أهلية فالجيش المصري هو الدرع الواقية, وهو السيف الحامي, الذي تنال من رقاب من تسول لهم انفسهم التعدي علي مصر وتلك عقبي التعدي. هكذا قرأت تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع امس, التي حملت عدة رسائل في غاية الاهمية لمن يهمه الأمر سواء كان في الداخل أو الخارج اذ أكد ثوابت العقيدة العسكرية للجيش المصري وفي مقدمتها انه لن يقبل المساس بكيان الدولة والحفاظ علي مؤسساتها, ولعل رسالته للقوي السياسية كانت واضحة وحاسمة, وهي الاحتكام للصندوق في إدارة الشئون السياسية, وعدم الزج بالقوات المسلحة في هذا المعترك حفاظا علي جيش مصر, وفي هذا الشأن أشار الي ان الوقوف أمام صناديق الانتخابات حتي لو15 ساعة خير من التضحية بالجيش, إذن هي دعوة صريحة, ونصيحة مخلصة الي كل العقلاء ان يحتكموا الي الحوار, والي الآليات الديمقراطية في حل الخلافات السياسية والتعاطي مع القضايا الوطنية من اجل بناء مصر الجديدة التي تتسع لكل المصريين. بعيدا عن المزايدات الرخيصة, والحسابات الحزبية الضيقة. ولعل هذه الرسالة بما فيها من معان ومدلولات واضحة, تحمل جميع الاطراف سواء كانوا في اركان النظام الحاكم أو المعارضة, المسئولية الوطنية في الحفاظ علي كيان الدولة متماسكا بعيدا عن التناحر, والتصارع الذي يهدد باسقاط الدولة, وهدم مؤسساتها, وفي تقديري ان النظام الحاكم يتحمل المسئولية الاكبر في بث بذور الفرقة وغرس روح الانقسام, وشق الصف الوطني من خلال سياسات, وقرارات تفتقد الي الحكمة, والرؤية ترتب عليها اتساع حالة الاستقطاب والانقسام, وأصبح رفقاء الثورة, فرقاء, كما ان المعارضة ليست بريئة بل هي ايضا متهمة لعدم قدرتها علي ان تمارس دورا وطنيا فاعلا, ولم تنجح ان تقدم نفسها للمواطنين كبديل للنظام الحاكم وتفرغ قادتها فقط للظهور في الفضائيات, دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث عن مشروع وطني ينهض بالوطن وربما يكون هذا الفراغ السياسي هو الذي دفع البعض الي دعوة الجيش مرة أخري للنزول. وها هو الفريق السيسي يرد برسالة الي الجميع. [email protected]