كان من الضروري أن أذهب في صباح اليوم التالي لما حدث.. علي شاطيء بحر مرسي مطروح.. كان من الضروري أذهب إلي الاستوديو آخر يوم في تصوير الفيلم الذي أقوم ببطولته مع النجمة الجميلة الغريبة.. ذات الأحداث الخيالية. كان قلبي أسمع دقاته المتلهفة لمقابلة نجمة الفيلم.. ونجمة أحداث الأمس.. وكل أملي أن يكون ما حدث مجرد حلم.. أو وهم خيال.. خوفا من أن تكون بعد أن زواجنا علي الشاطيء علي يد مأذون.. ومع اثنين شهود.. ثم هنأتني بالزواج,, واندفعت إلي مياه البحر وأخذت تسبح بسرعة في مياه البحر.. وزخذت طريقها من حيث أتت.. واختفت بعيدا تماما عن نظري.. وجلست في حجرتي بالاستوديو دون أن أسأل أحدا وأنا في طريقي إلي حجرتي عن وجودها أو أنظر إلي باب حجرتها.. وكان كل شيء عاديا جدا.. والأمور تسير مثل كل يوم تصوير.. ودخل مساعد المخرج ومعه تعليمات المخرج للمشهد الأخير الذي سنصوره.. ولم يخبرني بشيء آخر.. ولم أستطع سؤاله عن النجمة.. وذهب. انتهيت من رداء ملابسي.. وأخذت طريقي إلي البلاتوه الذي سيتم فيه تصوير المشهد الأخير.. وبمجرد دخولي من الباب شاهدتها تجلس في نفس مكانها الذي اعتادت الجلوس فيه كل يوم.. وبهدوء تام دون ان تنظر إلي.. وقفت في المكان المحدد لبداية المشهد.. وحيث وقف المخرج.. وأسرعت أنا إلي المكان محاولا أن لا يظهر علي ملامحي أو تصرفاتي أي ارتباك أتساءل.. خوفا من أن يكون ما حدث بالأمس هو مجرد حلمي أنا الخاص. و بدأت الكاميرا.. في الدوران.. وتم تصوير المشهد الأخير وكان أجمل لقاء بين حبيبين بعد مشاكل أحداث الفيلم التي ابعدتنا عن بعضنا.. وكانت هي رائعة في اداء هذا المشهد.. ودموع فرح اللقاء كانت معبرة بكل الحب الدفين الذي عاشته طوال الغربة في أحداث الفيلم.. وصاح المخرج. استوب.. وضج المكان بالتصفيق والتهاني بانتهاء الفيلم.. وأسرعت هي تجري خارجة من البلاتوه دون كلمة. وتجاذبنا جميعا أطراف الأحاديث والتهاني.. وأخذنا في الانصراف.. ودخلت حجرتي وأمام المرآة التي في الحجرة.. وجدت رسالة عليها من ورق وبدأت في قراءتها. آسفة علي الذي حدث مني أمس.. ارجو أن تغفر لي ما حدث.. فأنا اعترف لك وحدك لأنني أثق في أنك إنسان يمنعك نبلك.. من أن تنقل ما حدث إلي أحد.. أو تبوح بسري للاخرين.. أنا مريضة.. بمرض نفسي تتصاعد حدته مع اكتمال القمر بدرا.. وأعالج في مصحة.. نفسية خاصة من هذا الذي أعانيه.. وكان ما حدث من ترتيب طبيبي.. النفسي لاخراج صرخاتي المكتومة في داخلي.. والمأذون والشهود هم من.. طاقم التمريض.. ارجو ألا تبحث عني.. ولا تسأل عني.. وأكرر اسفي.. وشكرا علي مساهمتك في علاجي.. وداعا واعتدل صديقي الطبيب النفسي في مجلسه.. وقال.. انه أمر طبيعي يحدث لكثير من البشر.. فالقمر والشمس والفصول شتاء.. وصيفا.. خريفا.. وربيعا.. لها تأثير كبير علي مفردات الكون.. ففي كل موسم تظهر محاصيل معينة وأزهار مختلفة.. ويحدث للإنسان نفس الشيء.. فالمتغيرات الكونية لها تأثير فعال.. أنت مثلا لماذا تذهب إلي المكان الذي التقيت فيه معها.. طبعا لانك ترتاح هناك.. وأن وسائل الراحة في الهدوء.. وضوء القمر ادت إلي استطاعتك علي ما يصيب الإنسان في حياته العادية.. وأنت لست مريضات وتغلبت علي ما يمكن أن يصيبك.. وترتاح نفسيا بما حولك في هذا المكان الذي تذهب إليه.. غيرك استعداده النفسي بداخله مشاكل لم يستطع التغلب عليها فأصبحت مخزونا في حاجة إلي الانفجار.. وكان ضي القمر.. وما حدث هو الباب لخروج هذا المخزون الذي ظل بداخل المحبوبة فترة طويلة.. واستطرد طبيبي بسؤال.. هل ما حدث لك.. فيلم.. أم علم؟ قلت له.. ما حدث لي لم يكن فيلما.. بل هو حدث معي بالفعل يا صديقي الطبيب.. وأخذت منه الرسالة.. وبدأت في الانصراف.. ولكنه ناداني.. قائلا.. وباقي الأفلام؟ قلت له سوف أحكيها لك.. الجلسات المقبلة وانصرفت!!ر