وقفت مشدوها أمام هذا الذي يحدث أمامي.. كانت أمامي أسطورة جنية البحر التي تراود عشاق البحر مع كل ليلة يكون القمر فيها بدرا... كانت جنية البحر التي انشقت المياه وأظهرتها أمامي الآن.. هي نفسها النجمة الجميلة بطلة الفيلم الذي نصوره معا.. النجمة التي لاتتحدث مع أحد... ولايسمع أحد صوتها إلا من خلال حوار الفيلم المكتوب... أمام الكاميرا... هي بعينها... وضوء القمر في ليلة14 في قمة اكتماله يرسل سلاسل الإضاءة الفضية علي هذا الجمال الساحر.. الآتي من أعماق البحر.. لم أستطع أن أتحرك... فقد تجمدت في مكاني تماما علي الشاطئ.... ناظرا إليها والماء ينساب من علي جسدها كالمطر.. حتي هدأ صوت صدام الماء مع الماء.. وبدأت لحظة صمت جمعتنا نحن والمكان... وضي القمر... ومياه البحر الهادئة.. وسكون يلف هدوء المكان.. الذي لم يكن فيه إلا أنا.. والنجمة الجميلة. وبدأت تنظر نحوي.. في ثقة.. ويعكس ضوء الضمر نظرات غريبة في عينيها ثابتة تجاهي.. بلا تردد... وبكل إصرار.. وأنا في مكاني جامد أتلقي تلك النظرات... وأراقب صوت خطوات قدميها علي الرمال.. حتي وقفت أمامي تماما.. ولم تتكلم كعادتها.. ولم أستطع أنا أيضا الكلام من صدمة... اللقاء... ثم فجأة استدارت ناظرة القمر الكامل في دائرة الضي القمري الفضي وهو في السماء.. وأطلقت صرخة مدوية قطعت صمت المكان كالسيف.... وانهارت جالسة علي رمال الشاطئ.. وكالبركان الثائر.. انطلقت تتكلم بصوت عال.. ولم أستطع أن أفسر أي كلمة من كلماتها التي تنهال بها علي صمت المكان.. وبعد فترة ليست طويلة من الزمن... توقفت عن الكلام... وانهارت في بكاء مسموع... مستمر دون توقف.. ثم نظرت إلي... وصرخت بكلام واضح قائلة: أحبك أيها الإنسان أنت الوحيد الذي لم يتحدث إلي.. أنت الوحيد الذي لم يحاول أن يقتحم حياتي. أنت الوحيد الذي كان يحترم صمتي.. ها أنا الآن أتحدث إليك وأطلب منك الزواج... هل تقبل زواجي منك.... والجمني كلامها وبخطي بطيئة مني اقتربت منها.. وجلست بجوارها... ولم أستطع الكلام...!! نادت هي بصوت عال علي ثلاثة أشخاص ظهروا علي الشاطئ من بعيد... وتبينت عند اقترابهم.. أنهم مأذون... وشاهدان.... وبدأت إجراءات عقد الزواج... وأتم المأذون والشاهدان إجراءات الزواج وانسحبوا إلي حيث أتوا....!! وبقيت أنا... وهي... والقمر.. والبحر.... وفجأة... صرخت مرة أخري وهي تقول مبروك أيها النجم... ثم وقفت.. واندفعت تجري بكل قوة نحو مياه البحر... وأخذت في السباحة إلي داخل البحر.. وأنا أقف أرقبها.. ورويدا.. رويدا... اختفت من حيث أتت.. وأخفتها مياه البحر الذي أتت منه... وأنا أقف كالتمثال.. أشاهد مايحدث... وكأني في حلم غريب ونظرت إلي صديقي.. طبيبي النفسي الذي كان يستمع إلي.. ومن خلال ابتسامته قال لي... هل انتهت قصة فيلم ضوء القمر ؟! قلت له.. لا فللفيلم بقية ياطبيبي النفسي.. ياصديقي...!! وإلي العدد القادم!! رابط دائم :