بعد أن أدليت بصوتي في انتخابات اليوم التاريخي.. ذهبت ليلا إلي مكان بعيد علي شاطئ النيل ليس علي جانبه الآخر إلا أشجار تقف بكبرياء علي جزيرة كبيرة.. وهي مكان به عالم جميل. وجلست بين أعمدة البوص الذي نبتت أفرعه عشوائيا علي طمي الشاطئ يحيط بها الصمت الهادئ مع هزات مائية بسيطة تأتي مع شبه الموج بلا ضجيج فالمكان لايقطع سكونه صوت السيارات أو زحام البشر.. وأنا الآن في جلسة تأمل أستعيد بها كل أحداث اليوم التاريخي الذي كنت أعيشه بين طوفان الشعب المصري الرائع.. صمت.. وهنات صوت الماء رقيقة كالهواء علي الرغم من برودة الجو ولكني شعرت بدفء المكان وفي عز هذا الصمت الجميل.. جاء صوت أقدام تأتي من بعيد سيرا علي مياه النيل.. والغريب أن المياه كأنها بساط الريح يحمل عليه الصديقة العزيزة.. صديقة فرحي وبكائي وأزمتي وإنفراجها علي وجهها هذه المرة ابتسامة جميلة مضيئة علي الرغم من ظلمة المكان مضيئة بلون ضوء القمر في ليلة14 وهو في عز اكتماله الذي لم يبدأ بعد.. وجلست إلي جواري وهي تقول مبروك ياأستاذ لقد رأيت حلمك في بداية مشوار شعب مصر العظيم.. واشتركت في تحقيقه.. ولم تتم ليلة يومك التاريخي الذي أطلقت عليه هذا الاسم واشترك معك طوفان من شعب مصر الطيب العريق صاحب حضارة آلاف السنين!! مبروك لك ولشعب مصر الذي حضن حضارته وأعلن عنها في طوفانه المبهر الطيب الذي هزم كل محاولات التفريق.. وقد أصررت علي أن ألقاك في ليلة يومك التاريخي.. والمعروف عني وأنا أعيش حياتي بكل صعابها وجمالها وحزنها وفرحها.. لم أبك أبدا ولم يشهد أحد دموعي أبدا.. ولكن أحسست بدموع دافئة تنهمر من عيوني لأول مرة منذ زمن بعيد.. ونظرت إلي فراشتي الصديقة وقالت مبروك.. مرة أخري علي دموعك التي انطلقت بعد أن كانت حبيسة إنها دموع الفرح دموع الآمال التي بدأت تتحقق.. إبك ياصديقي فقد آن للفارس أن يحظي ببعض الراحة!! ثم وقفت بحركة نشيطة وقالت سألقاك أيها الصديق قريبا بعد أن ينتهي مشوار الرحلة إلي الأفق والآمان.. وأنا أعرف أين ستكون ياأعز إنسان.. وسوف أتابع أحداث باقي يومك التاريخي!! وعادت علي نفس بساط الماء الذي أتت عليه ونظرت في آخر مسيرتها إلي وأشارت بالتحية ورحلت إلي حيث تعيش.. وتركت للدموع البكاء!!