أظلمت الدنيا في عيني أشجي, فجلست وحدها داخل منزلها تبكي همومها, تفكر في طريقة تصلح بها أخطاءها بزواجها من شحاتة. الذي اعتاد إهانتها وضربها أمام أصدقائه, في أثناء قعداتهم لتناول الخمور والمواد المخدرة, داخل منزلهما بأطفيح, ورفضه الإنفاق علي المنزل. وبعد أن استنفدت معه كل سبل النصح والإرشاد, أصبح شغلها الشاغل التخلص منه,من دون أن تلف حبل المشنقة حول رقبتها, وفي لحظة تخلت فيها عن عقلها, وربما تحولت خلالها إلي دمية في يد الشيطان, ضاقت أشجي من عصبية زوجها الشديدة, وفقره المدقع, وإدمانه المواد المخدرة, وتعديه عليها بالضرب المبرح هي وابنتهما. وحاولت تقويم إعوجاجه, وتهذيب سلوكه بكل السبل, ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل, وبينما هي جالسة تشاهد التليفزيون بدأت تفكر في حيلة تنفذ بها مرادها, حتي اختمرت في رأسها فكرة قتل زوجها, بعد مشاهدتها مسرحية ريا وسكينة, فقررت الاستعانة بابنتهما لمساعدتها في ارتكاب جريمتها. ولتحقيق غرضها دست لزوجها حبوبا منومة في الشاي, حتي بدأ جسده يترنح, وشعر بالنعاس فهرول إلي غرفة نومه, ولم تمر سوي دقائق بسيطة حتي استغلت استغراق زوجها في النوم ودخلت عليه الغرفة هي وابنتهما, وقامتا بكتم أنفاسه بقطعة قماش مبللة, وكانت المفاجأة لهما بأنه فتح عينيه, لكنه لم يستطع مقاومتهما من تأثير المنوم. ولم تشفع له نظرات التوسل التي ملأت عينيه, ولا بعض أيام السعادة التي قضياها معا, في أن تزيل الجحود والرغبة في الانتقام التي ملأت رأس الزوجة وابنتهما, حيث قامت الأخيرة بأوامر من أمها, بكتم أنفاس والدها حتي لا يصدر أصوات استغاثة, حتي تحضر سكينا من المطبخ. وفي لمح البصر, هرولت أشجي وعادت بالسكين, وانقضت علي زوجها كالوحش الكاسر, وانهالت عليه بالطعات حتي لفظ أنفاسه بين أيديهما, وألقتا بجثته وسط الزاعات. وقالت الزوجة المتهمة أمام العميد أحمد الأزهري رئيس مباحث قطاع الجنوب بعد القبض عليها: إنها تظاهرت وابنتها بالحزن, وشاركتا أهل زوجها وأسرتها في تشييع الجنازة حتي سقطت في قبضة رجال المباحث. البداية عندما تلقي اللواء عبدالموجود لطفي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة, إخطارا من اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة للمباحث, بورود بلاغ من بعض المواطنين بالعثور علي جثة شحاتة(37 سنة) مزارع مصابا بطعنات بالبطن. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة لكشف غموض الجريمة, وتبين من التحريات أن وراء ارتكابها زوجة المجني عليه وابنتهما, وأن أشجي تزوجت منه منذ15 عاما. واتضح أن المجني عليه اعتاد تناول الخمور, بالإضافة إلي إجباره زوجته علي اقتراض الأموال من أشقائها وإعطائها له لينفقها علي تناول المواد المخدرة, وأن المتهمة عقدت النية للتخلص من زوجها واتفقت مع ابنتهما علا(14 سنة) علي مساعدتها في التخلص منه. تم عمل عدة أكمنة بقيادة العقيد رشدي همام مفتش المباحث, نجح خلال أحدها المقدم رئيس مباحث مركز أطفيح في ضبط المتهمة وابنتها, وبمواجهتهما اعترفتا بارتكابهما الجريمة لرفض المجني عليه الإنفاق علي المنزل, وتناوله المواد المخدرة, ولكثرة تعديه عليهما بالضرب المبرح. محمود ربعي رابط دائم :