وسط مشاعر حزينة وآهات غاضبة من أهالي مدينة دمنهور وفي جنازة مهيبة شيع الآلاف جثمان محمود عبدالمقصود مفتش التموين إلي مثواه الأخير, الذي استشهد أثناء تأدية عمله ومرورة علي عدد من مخابز مركز الدلنجات وتحرير محاضر للمخالفين منهم ومنذ لحظة ابلاغ اللواء محمد حبيب مدير أمن البحيرة بالجريمة قام بتشكيل فريق من البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد الخليصي مدير المباحث الجائية وفي أقل من خمس ساعات تمكن فريق البحث من كشف غموض الجريمة وضبط الجناة وهما اخوان يمتلكان مخبزا بالدلنجات وقد سبق تحرير عدد من المحاضر المخالفة لهما وفي يوم الحادث وبعد محضر نقص وزن أخذ إسماعيلي لطفي حامد صقر التوك توك الخاص باحد العاملين لديه بالمخبز وذهب إلي منزله لاحضار البندقية الآلية التي يملكها وتوجه لأخيه نبيل لمرافقته في تنفيذ جريمته وقد عقدا العزم وبيتا النية علي الانتقام من محمود هو وزملاؤه, وأمام قرية أبوشوشة تمكن المتهمان من استيقاف سيارة حملة مديرية التموين عن طريق اطلاق وابل من الرصاص عليهما حتي اصيب الشهيد وزملاؤه وسائق السيارة وتقول نعمة زوجة الشهيد لم يتمكن أحد من اغراء محمود رحمه الله بالمالي الحرام فكان صاحب ضمير حي وقلب يخشي حساب الله في الآخرة لذلك كان يتمتع باحترام وحب الجميع إلا أن الجشعين اصحاب النفوس الضعيفة الذين يريدون الاغتناء والثراء بالحرام قرروا التخلص منه. ويؤكد الحاج محمد شقيق الشهيد الأكبر: محمود ليس أخي لكنه كان ابني الأكبر ولم أتصور يوما من الأيام بأن أقف لاتقبل عزاءه. ويقول عمرو الابن الاصغر للشهيد كان والدي مثلي الأعلي كنت أحبه واحترمه واجله ولن أنسي صورته الأخيرة امامي عندما دخلت المشرحة لالقي نظرة الوداع عليه فلقد رأيت والدي مبتسما ضاحكا من فرط سعادته للقاء ربه فأنا لم أري والدي يوما ما يفعل شيئا لا يرضي الله سبحانه وتعالي فكم من إغراءات مادية عرضت عليه لكنه كان يرفضها وكان راضي قانع بمرتبه البسيط. ويضيف محمد الابن الاكبر للشهيد تعلمت من أبي كيف أكون زبن بارا لان والدي يصل رحمه وبقدر ما كان شديد الحزم كان ايضا حنونا طيب القلب. ويقول والد الشهيد والدموع تنهمر من عينيه إنه بقدر ألمه علي استشهاد ابنه لكنه سعيد باستشهاده وهو يؤدي واجبه في حماية البلد من الجشعين والبطجية الذين يريدون الثراء من قوت الشعب المسكين. ويضيف: ألقيت نظرة الوداع علي ابني الذي قتله البلطجية والظلمة دون ذنب اقترفه ورأيته مبتسما للقاء ربه وطالب القضاء بسرعة القصاص من القتلة والمجرمين الذين اغتالوا ابنه أنهم قتلوا الفرحة في قلوب الأسرة كلها وتركوا لها الحزن والألم. وتصرخ والدة الشهيد محمود وهي تقول جهز لي محمود الفطار بعد ما صلي الفجر وبعدما قام بتقبيل يدي قال لي أدعيلي يا أمي وخرج وكأنه كان يودعني قبل رحيله, وتضيف بحزن رحل نوارة الأسرة في لحظة غدر من دون نذب ارتكبه وهو يؤدي عمله وواجبه وأنا احتسبه عند الله شهيدا. وتصرخ فايزة شقيقة الشهيد وهي تقول كأن أخي نعم الخال لأولادي لقد رفضنا التصوير مع القنوات الفضائية كلها كما رفضنا الاحاديث مع الصحف لأننا لا نريد إلا القصاص لأخي من القتلة, وفي لفتة إنسانية قام المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة بعد تقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد بتعيين محمد الابن الأكبر للشهيد بأحد المشروعات التابعة لديوان عام المحافظة, كما قرر المهندس اسامة كمال وزير البترول بتكليف المهندس محمد سعفان رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للبتروكيماويات والذي كان موجودا بمكتب المحافظ بتعيين عمرو الابن الاصغر للشهيد باحدي شركات البترول. البحيرة مني الوكيل