لعلنا نعلم جميعا ان الدول في هذة الفترة ينتابها نوع من العنف والدخول في المناوشات للحصول علي السلطة العالمية. وكلنا نعلم بان السيطرة علي العالم لها مراحل متعددة منها السيطرة بالفكر ومنها السيطرة بالاقتصاد ومنها السيطرة بالقوة.. والجميع لها اثارها السلبية بل ولكل نوع من هذة الحروب اثارها السلبية واصعب شيء هو الاثار الصحية فقد دلت الإحصاءات في اليابان علي أن نسبة المصابين بسرطان الدم من بين سكان هيروشيما وناكازاكي الذين نجوا من خطر القنابل الذرية, هي أعلي بكثير من نسبة المصابين بسرطان الدم من السكان الذين لم يتعرضوا أبدا للإشعاعات النووية, وقد ظهرت أعراض سرطان الدم بعد مرور عدة سنوات من تاريخ الانفجار. وهذا إنما يدل علي إن خطر الإشعاعات لا يبرز فورا وإنما يظهر بعد فترة من تاريخ التعرض للإشعاع. وكان لهذه الأشعات تأثير مباشر علي الزرع والضرع وعلي الحيوانات البحرية, فبعد سنوات والإنسان يستعمل هذه الأغذية بظن منه أنها سالمة, لكنه يصاب بما أصيبوا به مع تركيز أكبر, كما أشرنا إليه سابقا. ومن أخطر تأثيرات الإشعاعات النووية الآثار الوراثية, والتي تتمثل بإنجاب أطفال مشوهين جسميا أو عقليا, والإشعاعات الذرية المنبعثة من انفجار القنابل الذرية والتي يمكن اعتبارها جزئيات متناهية في الصغر تسير بسرعة كبيرة جدا وتتساقط علي الأشخاص الذين يعترضون طريقها, وتنفذ من الجسم بسهولة وأعضاء الجسم ليست متساوية الحساسية بالنسبة إلي أعضاء الإشعاعات وأكثر أعضاء الجسم حساسية هي الأعضاء المكونة للدم والجهاز الهضمي والجلد والغدد التناسلية, فالأعضاء المكونة للدم وهي مخ العظام والعقد البلغمية, والتي تشكل الكريات الحمراء والبيضاء والصفيحات التي تساعد الدم علي التخثر وتخريم الأعضاء المكونة للدم يؤدي إلي قلة كريات الدم الحمراء وتحدث فقرا في الدم, وكذلك تقل الكريات البيضاء وتضعف مقاومة الجسم. كما وإن قلة عدد الصفيحات تقود إلي اضطراب في تخثر الدم ويحدث نتيجة لذلك النزيف من الأنف والفم والرئتين والمعدة والأمعاء وغيرها. وبالنسبة إلي الجهاز الهضمي فتتركز هذه الإشعاعات علي طول هذا الجهاز وتحدث تقرحات في جدار المعدة والأمعاء وتحدث اضطرابات هضمية علي شكل غثيان وقيء وفقدان تام للشهية وإسهالا, وغالبا ما تكون مختلطة بالدم. وأما النسبة إلي الجلد فأول تأثير علي الجلد من الإشعاعات الذرية يتمثل بسقوط الشعر الذي يلاحظ عادة بعد مضي أسبوعين من فترة التعرض للإشعاعات ويستمر بعد ذلك لمدة أسبوعين أو ثلاثة. وبالنسبة إلي الغدد التناسلية فإن تعرض الأعضاء التناسلية للرجل للإشعاعات الذرية تسبب له العقم الذي غالبا ما يكون موقتا. هذا ولا يؤثر العقم علي القدرة الجنسية لدي الجنسين, وكذلك تصاب المرأة المتعرضة للإشعاعات الذرية في العقم الموقت كالرجل تماما, ويترافق ذلك مع اضطرابات في العادة الشهرية. وقد يتوقف الطمث وترتفع الحرارة; والمرأة الحامل كثيرا ما تجهض في حال تعرضها للإشعاعات الذرية. وهناك بعض الدراسات التي تشير إلي أن الرجال والنساء الذين يصابون بالعقم نتيجة تعرضهم إلي إشعاعات ذرية ينجبون أطفالا مشوهين جسميا أو عقليا أو مضطربين نفسيا أو من ذوي العاهات والعقد. وكيف كان, فالحضارة الحديثة علي كثرة فوائدها لكنها حيث خرجت عن مظلة الأنبياء( عليهم السلام) ومن خوف الله عز وجل واختلطت بالجشع والمادية والاستغلال والاستعمار وجعلت محورية المادة بدل محورية الإنسان, فتنتج عن ذلك أمراض لا تعد ولا تحصي. فلا علاج من هذه الأمراض والأوبئة إلا بالعزوف عن هذه المظاهر والتوجه إلي مظلة الأنبياء( عليهم السلام) والخشية من الله عز وجل والخشوع إليه وجعل الإنسان هو المحور لا المادة والمال والدنيا وما أشبه. ففي الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالي للدنيا:( أتعبي من تبعك)(4), وهكذا نشاهد انطباق هذه الجملة الشريفة علي بشرية اليوم. وصدق الله سبحانه وتعالي حيث ذكر في القرآن:( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)(5), فقد وضع الله للكون والحياة نظاما خاصا والخروج عن هذا النظام يسبب الفساد, ولذا قال:( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)(6), وهذا البعض هو ما يذوقه الإنسان جزاء فساده.