عاشت عيون مشاهد... يوم الخميس الماضي... الموافق21 مارس.. يوما من الأيام التي لايمكن أن ينساها أي أبن أو أي إبنة. يوم عيد الأم. جلست وحيدا.. أشاهد أفلام السينما المصرية الأبيض والإسود.. والألوان. وهي تعرض أحداثا رائعة لصورة الأم المصرية وكفاحها في تربية أبنائها... مهما كانت الظروف التي تمر بها وانفعلت العيون برسالة الأم المصرية... التي تقدمها السينما المصرية في أفلامها... ونماذج لنجمات السينما وهن يقمن بدور الأم في هذه الأفلام.. وأحداثها المبدعة التي تعيش فيها بإبداع رائق يهز القلوب... ويشير إلي هذه الأم المصرية التي تحتضن كل أطفالها.. مهما كانت الظروف... حتي تؤدي رسالتها وصولا بهم إلي بر الأمان.. كبارا.. يشتركون في الحياة كبشر يعيش الحياة كما يجب أن تكون. لايمكن للأبناء. أن ينسوا الأمهات ودورهم في مشوار تربيتهم وصولا إلي حياة حقيقية... حلموا بها.. وتحقق حلمهم. بإصرار الأمهات.. علي مشوارهم الصعب.. والمعاناة والقدرة الخارقة التي وهبها الله لهن.. لتأدية رسالة الأمومة الحقة.. لأسرهم. شاهدت كالعادة.. في يوم عيد الأم.. أفلام الأمومة... والنجمات اللاتي قمن بهذه الأدوار.. وأبدعوا فيها لتكون كل منهن نموذجا لما يجب أن تكون عليه الأم.. وكلهن يعبرن عن الأمومة.. بصدق أمومتهن التي يعشن بها في واقع حياتهن!! فيلم إمبراطورية ميم.. للأم فاتن حمامة.. وابنائها الستة.... وأحمد مظهر وجميع الأبناء ينتخبونها لتكون رئيسة لشعب فيلتها!! ولستة كبيرة من نجمات السينما.. قمن بدور الأم المصرية.. أمينة رزق في دور الأم في أعمال لاتنسي.. مثل أمي الحبيبة وصدي الجماهير الرائع لإستقبال أحداث المسلسل... والأم في بداية ونهاية... وفردوس محمد.. ومديحة يسري.... وتحية كاريوكا.... مع عماد حمدي في أم العروسة... وهند رستم في أكثر من فيلم تقوم بدور الأم أمام محمود الجندي في شبابه السينمائي... وكثيرا من نجمات السينما.... وكثيرا من مؤلفي الأفلام السينمائية..إحسان عبدالقدوس.. ونجيب محفوظ... والمخرجين.. ومنهم مثلا المخرج الكبير حسين كمال وغيره من المخرجين... يوم الخميس شاهدت الأم.... وكيف يجب أن تكون.. وكانت.. ومازالت... ولكن ضاقت مساحة الأمومة الصادقة عن أفلام أيامنا هذه... علي الرغم من نهضة المرأة.. ومطالبها بحقوق المرأة... والأم علي وجه الخصوص. والعيون.. لايمكن أن تنسي أمها التي عاشت معها أحداث الأمومة الحقيقية في واقع حياتها.. كانت أم عيون المشاهد بمجرد أن تنظر إلي إبنها... تعرف آلامه.. وإحتياجاته.. وتجلسه بجوارها وهي تجهز السبرتاية وعليها كنكة القهوة... وتدير حوار مع إبنها وتحل كل مشاكله بحنان الأمومة... ومرضت أم عيون المشاهد... وإنتقلت من المستشفي إلي بيت آخر... تدخله الشمس. لأن شقتها في المنزل القديم كانت لاتدخله الشمس.. وكانت العيون تزورها.. وهي تخترع سببا حتي يمكث ابنها معها وقتا أطول.. لأنه نجم سينمائي.. وعليه أن يرحل إلي مواعيد عمله.. فكانت تطلب منه كوب من الماء... وفيذهب لإحضار الكوب فتنظر إلي كوب الماء... فنجد أن هناك نقطا من الماءء عالقة علي جدار الكوب الزجاجي.. فتطلب منه... أن يعيد غسل الكوب حتي لايبقي عليه أي نقطة ماء.. علي جدرانه.. فيذهب.. لغسيل الكوب وهو يعلم أنها تريد أن تراه بوقت أكثر... ويعود لها حاملا كوبه المائي.. وتشربه... وتشكره وتطلب منه الرحيل.. ليلحق عمله... ويحييها الإبن... وكان من عاداته المعروفة أنه لايقبل الأيدي... فتشير له من بعيد بالسلامة.... وتمر أيام مرض أم عيون المشاهد... وذات ليلة وكان يقيم في منزل العيلة القديم.. خرج ليلحق أوردر تصوير له في أحد أفلامه.. ولكنه شعر أن هناك نداء من أمه المريضة... تطلب أن تراه... كان النداء من القلب للقلب. إحساسا.. وليس صوتا.. فذهب مسرعا بسيارته إلي المنزل الذي تقيم فيه أمه المريضة في حي بعيد...... وصعد إلي حيث الشقة التي تقيم فيها الأم.. فوجد الباب مفتوحا.. وبه أهل الأم من النساء والأخوات لأن الزوج الأب كان قد رحل منذ عامين.. وكانت صالة الشقة مليئة بعد من الأطباء.. كانوا يشرفون علي علاجها.. وأشاروا إلي حجرتها التي ترقد فيها.. ودخل صاحب عيون المشاهد إلي حجرة الأم..... وهي ترقد علي سريرها.. وبعد لحظة تأمل.. نظرت إليه.. وقالت له... إتأخرت ليه كده.. أنا في إنتظار.. وأكملت وهي تشير إلي كوب الماء الذي بجوارها.. هاتلي كبايه ميه... ومد يده بسرعة.. وذهب إلي الخارج.. وملأ كوب الماء بعد أن غسله جيدا.. وأسرع إليها وقدمه لها.. إبتسمت له وقالت إنت غسلت كوب الماء جيدا.. وأخذت منه كوب الماء. وسندها حتي تمكنت من شربه.. وركن الكوب مكانه.. ومدت له يدها.. وقالت خلاص أذهب لتلحق شغلك. ولأول مرة وآخر مرة.. أمسك صاحب عيون المشاهد بيد أمه الحبيبة.. وقبلها ليس من ظاهر اليد.. ولكن من باطنها.. قبلة طويلة وكأنه يحتضن أمه الحبيبة.... وفي هذه اللحظة رحلت الأم ودوت صالة الشقة.. والصريخ لوداع.... أم العيون الحبيبة.. رابط دائم :