موقع مصر الاستراتيجي المتميز يغري بها أعداءها فيسعون إلي الفتك بها والسعي إلي إضعافها وتفكيكها من أجل انكفائها علي نفسها وتجويعها وإفقارها وتهميشها حتي تفقد مكانتها في نفوس أبنائها وفي محيطها الإقليمي ومكانتها الدولية فيتمكنون من السيطرة عليها وعلي موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوسط العالم وعلي زخم حضارتها التي لا تخطئها العين المجردة من الحقد والحسد علي تاريخها وحضارتها علي مر الزمان ومنذ آلاف السنين. فأعداء مصر يدركون أن مصدر قوتها يكمن في وحدة ترابها ووحدة أبنائها وتوافق حكامها وتلاقيهم مع آمال وأماني شعبها من خلال قوة ومتانة وشدة العلاقة التي تربط بين الحاكم والمحكوم فلا فرقة ولا خلاف علي حماية أمنها الوطني والقومي بأبنائها وبتعاون محبيها علي امتداد الكرة الأرضية. ومن هنا يجب النظر إلي تعميق الدائرة الاستراتيجية الأولي من خلال عمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم والوطن وتبسيطها وتوصيفها في مثلث متساوي الأوضاع قاعدته المواطن القوي وأحد ضلعيه الحكم الرشيد والوطن القوي, فلا حكم رشيد بدون مواطن قوي ولا وطن قوي بدون حكم رشيد ومواطن قوي ولذلك فإن أضلاع المثلث المتساوي الأضلاع يشد بعضها بعضا ويقوي بعضها البعض الآخر في سلسلة متصلة الحلقات. وانهيار أي ضلع من أضلاعه يؤدي إلي انهيار أضلاع المثلث الثلاثة ولذلك كان من الواجب علي النظام الحاكم أن يدرك أن ثورة25 يناير لم تقم من أجل تغيير نظام ديكتاتوري مستبد يغير قواعد المثلث المتساوي الأضلاع فتضعف كل أضلاعه حتي انهارت تحت ضربات الشعب الناقم علي تدني أحواله المعيشية ويستبدله بنظام آخر يسير في نفس الطريق وبنفس الأسلوب بل وأسوأ لأن مصر لن تعود مرة أخري إلي الوراء. وعلي القائمين علي أمر البلاد إدراك هذه الحقيقة بعقل ووعي وحكمة فالحاكم سيترك السلطة عاجلا أو آجلا والشعب هو الباقي ولذلك كان من الواجب علي القائمين علي أمر البلاد ألا يسعوا إلي إدخالها في فوضي غير محسوبة تؤدي إلي انهيارها بشكل كامل لأن هذا هو السيناريو المعد والمطلوب تنفيذه من الموجودين في السلطة حتي علي غير إرادتهم بعد إغرائهم بالسلطة كما حدث في السودان وغيرها. إني أخشي ما أخشاه أن يتحمل الإسلام تبعات أخطاء أتباعه الذين فجروا الأوضاع في أفغانستان والصومال والسودان وغيرها من الدول العربية والإسلامية من الذين يراودهم حلم عودة الإسلام إلي مكانته في نفوس أتباعه ومنطقته فيحدث العكس في مصر كما حدث في الدول الأخري إنه من الواضح الآن أن هناك هدفا لتفجير مصر من الداخل وحملة منظمة ومتعمدة علي تشويه صورة الإسلام بين أبنائه وأمام العالم يقودها نفر من أتباعه والمنتسبين إليه والذين يريدون عودته بقوة إلي المشهد بحسن نية وهو به جدير إذا استخدمت قيم وأخلاق الإسلام ووضعت في مكانها الصحيح دون لبس ولا غموض, بل ولا أبالغ إذا قلت أن هناك من يريد أن يقوم التيار الاسلامي بكل طوائفه بنحر نفسه بنفسه وبيده أمام الجميع فيتم تدمير سمعة الإسلام وإسكات كل من يطالب بحضور الإسلام إلي المشهد ولم لا ومصر هي الجائزة الكبري التي يراد النيل منها وعلي النظام الحاكم سرعة جمع المصريين علي كلمة واحدة قبل فوات الأوان. رابط دائم :