وفي الإسماعيلية لم يختلف المشهد كثيرا عن غيره من المحافظات حيث تزدحم محطات الوقود محطات الوقود بطوابير وعذاب الانتظار لأصحاب السيارات الذين يضطر بعضهم للجوء للسوق السوداء لشراء احتياجاتهم وحتي نقف علي حقيقة المشاكل وابعاد المعاناة التقينا شرائح متعددة منهم وتحدثوا معنا بصراحة مطلقة. في البداية يقول محمد راشد مزارع أن أزمة السولار سوف تدفعني لتغيير النظام في سيارتي النصف نقل وذلك باستخدام الغاز الطبيعي الأسهل والأوفر ماديا لأنني أصبت بضرر للعطلة التي أتعرض لها يوميا للوقوف أمام محطات الوقود بالساعات حتي أتمكن من الحصول علي احتياجاتي من السولار الذي أصبح صعب المنال ويطالب بأن تقوم الدولة بدورها لضبط المهربين وتغليظ العقوبة ضدهم. ويضيف صابر محمود أعمال حرة أن الأجهزة المعنية في الدولة لابد من البحث عن الحلول للتحكم في أزمة السولار ولو تم كشف الطرف المجهول وفضحه أمام الرأي العام وقتها لن تكون هناك مشاكل في الحصول علي السولار بسهولة شديدة بدلا من شرائه من السوق السوداء وتحميل ثمنه علي سلع أخري نطرحها في الأسواق للمستهلكين لأننا نبحث عن مخرج يساعدنا علي عدم التعرض للخسارة المادية. ويشير أحمد خير الله سائق إلي أن هناك محطات للوقود تقع في مناطق متطرفة يقوم أصحابها بتهريب السولار عن طريق وضعه في جراكن وتحميلها علي سيارات تمهيدا لنقلها عبر المجري الملاحي لقناة السويس لبيعها بأزيد من التسعيرة لأصحاب المزارع والمنشأت الصناعية وهناك من يقوم بالاتصال بالعصابات الموجودة علي الحدود الشرقية للبلاد لتسليمها السولار بالعملة الصعبة للرتبح من وراءه وهؤلاء كثيرون ولابد من ضبطهم لأنهم يدمرون الاقتصاد القومي بأفعالهم غير القانونية. ويوضح عبد الهادي مصطفي صاحب مزرعة شرق قناة السويس أن هناك معاناة تواجهنا عند تشغيل ماكينات الآبار لرفع المياه منها وكذلك المعدات الميكانيكية لحرث الأرض وحصد المحاصيل ويطالب بتوفير السولار اللازم لها موضحا أنهم يتعرضون لخسائر مادية فادحة في ظل أزمة السولار. ويؤكد كمال فتحي مندوب مبيعات أن مشكلة السولار سببها غياب الضمير لدي كل من يسعي للحصول عليه للتربح من وراءه وهؤلاء يتزاحمون علي محطات الوقود وبأيديهم الجراكن البلاستيكية ذات الأحجام الكبيرة يقوموا بتعبئتها ويتجهون نحن مؤخرة الطوابير الطويلة ويبدأوا في مقايضة السائقين لبيع السولار لهم بأسعار مضاعفة وهو مايحدث تحت سمع وبصر رجال التموين الذين يخشون الحديث مع مهربي السولار بحجة أنهم من البلطجية لا يستطيعون الاقتراب منهم حتي لا يتعرضوا للأذي علي أيديهم. ويتابع سعد حسان تاجر أن الحكومة فشلت في التعامل مع أزمة السولار لأنها لم تقض علي منافذ تهريبه علي الحدود والسواحل وهي معلومة بالنسبة لها وكل ماتفعله الرقابة علي أصحاب محطات الوقود وهناك فئة منهم تعامل ضميرها وأخري لا يهمها سوي زيادة ربحها حتي ولو كان علي حساب المواطنين الذين يبحثون عن السولار المدعم ولا يجدونه. ويطالب يحيي ضاحي فني سيارات بضرورة قيام وزارة التموين بسرعة إصدار البطاقات الذكية لأصحاب رخص السيارات بمختلف أنواعها لأنها الحل الوحيد للقضاء علي أزمة السولار وتهريبه من محطات الوقود التي تحدث بطريقه ممنهجة في العامين الأخيرين رغم الكميات التي تحصل عليها الإسماعيلية حسب تصريحات المسئولين لوتم توزيعها بالشكل العادل لم تكن هناك مشاكل في السولار. ومن جانبه أكد وكيل مديرية التموين بالإسماعيلية أن حصة المحافظة من السولار وصلت لنحو900 ألف لتر يوميا وهي كمية تكفي احتياجاتنا لو تم توزيعها بالشكل الصحيح لكن الأزمة تحدث بسبب قيام أصحاب السيارات بالمحافظات المجاورة بالتوافد علي محطات الوقود للتموين لذلك تتعاظم مشاكل السولار لدينا. وأضاف أن هناك تجارة جديدة يعمل بها العديد من الأشخاص الذين يستعينون بالصبية لتعبئة الجراكن البلاستيكية وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة ومن يقع تحت أيدينا نحرر له المحاضر اللازمة لكن هؤلاء يتجمعون في أماكن بعيدة لتصريف السولار وحذرنا محطات الوقود من التعامل معهم حتي لا يتم مساءلتهم فيما بعد. وأشار وكيل مديرية التموين بالإسماعيلية إلي أن أحد أسباب الأزمة هو حاجة المزارعين حاليا للسولار في موسم الحصاد رغم اتباع نظام جديد وهو منحهم40 لتر من السولار أسبوعيا علي حيازتهم الزراعية وهذه كمية كافية لو استخدمت في محلها الصحيح لن يحتاج أحد منهم السولار ويضطرون للوقوف علي محطات الوقود لساعات طويلة. وأوضح أن الحملات التموينية علي المعابر المائية مستمرة بالتنسيق مع رجال مباحث التموين وحرس الحدود ويتم ضبط العشرات من المخالفات بشكل يومي أو علي مدار الأسبوع داخل سيارات نصف نقل وشاحنات البعض منها يباع في سيناء والأخر يهرب لقطاع غزة ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. رابط دائم :